برغم الوجع , وجهتنا ليبيا وان طال السفر!

برغم الوجع , وجهتنا ليبيا وان طال السفر!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

ليبيا التي حين استحضرها خريطة على جغرافيا الارض, أخالها اجمل خرائط الكون, واكثرهم تميزا وحسنا. فيدفعني الزهو بها مسافات بعمق فضاء الكون واتساع السماء. ويشدني فيض الانتماء اليها, فألتصق بها مجسما في تعاريج حدودها الاربعة! ليبيا التي فاض خيرها بفضل الله, على شعبها وتدفق حتى خارج حدودها. هذه  “ليبيا” تبدو اليوم شاحبة الوجه, وان تكتم غيضها صبرا وحلما, فانه يظهرعلى محياها تضاريس وجع شديد من فعل ابنائها. فهل هو العقوق ام من الحب ما يذهب العقول !.

بكل مرارة نتسائل لماذا ليبيا اليوم جسدا تنهكه مطالب ابنائها المتعطشين لكل شىء؟! حتى الموت انتحارا على عتبة مطلب مادي رخيص اونزوة انتقام جاهلي بطعم الدم المسفوك ظلما دون التبيًن والتمييز, فقط من خلال نافذة الهوية العرقية!. انه الوجع الكامن خلف الضلوع من اثر فوضى في ادارة البلاد والعباد, عاجزة هي حكوماتنا المؤقتة فهي متفرجة على وضع امني هش, يزداد خطورة مطلع كل يوم. ان الاحداث التي تشهدها البلد في الشرق والغرب والجنوب ماهي الا مؤشرات حية تفضح بما لايدعو مجالا للشك قصور الحكومات وعجزها البائن. نتساءل وبحرقة, بعد مرور اربعة سنين, ماذا فعل من حكموا ويحكمون ليبيا اليوم ؟! هل اعادوا الامن والأمان للشعب والوطن؟ ام انهم يفرَطون في امن الوطن وأمان المواطن وأكثر من ذلك يفرَطون في وحدة ليبيا.

هل غيرت الاحداث في بنية الانسان الليبي الفكرية والوطنية وقلبت معايير الحقيقة فيه؟!, فاستغول الليبي على اخيه الليبي وتبودلت استباحة الدماء في مشهد تراجيدي, ما كنا نتخيله حتى حلما عابرا؟! هل تسربت روح الحقد والانتقام الى نفوسنا فاعمتنا عن رؤية الاشياء بعين الحقيقة؟! هل استهوينا الخراب والدمار بدرجة شوهت في ناظرينا البناء والاعمار. هل صار القتل في وطني وجبة يومية مباحا متاحا في كل مكان وزمان, فقط لإشباع غريزة للفتنة كم كانت نائمة فمن ايقظها ؟!.

الى اصحاب الفتن الذين يسعون في ليبيا تقتيلا وتخريبا وتشريدا, الذين تستهويهم مشاهد الرعب والدمار والقتل والتشريد.. الغارقين في وحل الشر, المندفعين بغرائزهم بهمجية وعناد . المتسترين بالدين تارة وبالثورة تارة أخرى, التائهين خلف سراب يحسبونه ماء وهو خادعهم! الى اولئك وهؤلاء وانتم ونحن و بصوت الحق: ليبيا اكبر منكم ومن الجميع ..ليبيا لن يخذلها ابناؤها المخلصون الصادقون برغم الوجع والألم وأنهم لتطبيب جراحها جاهزون! ليبيا محطة رحلتنا وان طال السفر. فوجهتنا ليبيا وان طال السفر!.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً