المطلوب من الحوار؟

المطلوب من الحوار؟

لايجب ان نتوه كثيرا عن اهدافنا نحن الشعب الذي ينتظر لحظة البناء فلا يجب ان نترك قطرة دم واحدة سفكت لاتخدم قضية الوطن … حل متفق عليه افضل من حل مفروض شرط الايكون اتفاق مباني واختلاف معاني… الحوار سيقود حتما للتفاوض …السؤال على ماذا سنتفاوض؟ …بالتأكيد على كيفية انقاذ البلد …البلد وايش فيها ؟…اقتتال وفساد …اذا العلة المال والسلاح …القصد  كيف يمكننا قطع الطريق امام من يريد استخدامهما بامور غير شرعية …السلاح يعني وجود قوى مسلحة شرعية وغير شرعية ولكي نشملهم جميعا باوامرنا بالتوقف لابد ان يكونوا من ضمن الشرعية وليس فرزهم مع الشرعية او ضدها بحيث يتم انشاء الحرس الوطني والذي سيكون على هيئة جيش التحرير هو عسكري شبه نظامي بارقام عسكرية وله معسكراته واسلحته خارج المدن الاهلة بالسكان هو جيش احتياط. اما من سنتفق عليهم لنكون منهم جيش نظامي يجب الا يكونوا من ضمن المتقاتلين وان كان ولابد فليكونوا دون الامراء والقادة واماكن تواجدهم خارج مضارب قبائلهم ودخولهم اليه فرادى …من لايريد الانخراط تحت هادين المسميين يتم حله وتسحب منه اسلحته  ويتم تجريم امتلاك الاسلحة دونهما وتمنح مهلة للتسليم ومن ثم تباشر الدولة في جمعها بالقوة الجبرية …المدن كلها يجب ان تكون مناطق خضراء لايكون فيها الا الشرطة ويجب ايقاف كافة المهابط التي انشئت بالقوة في المناطق التي حسبت على هذا الطرف او ذاك ولايتم انشاء مطار او مهبط الا بناء على توصية من لجنة فنية مختصة ترى ضرورة ذلك …الضمانة التي يجب ان يقدمها المجتمع الدولي ودول الجوار هو ان لاتعتدي هذه القوى المسلحة على بعضها بعد ان يتم تجميعها  داخل تلك المعسكرات.

طبعا ستكون المنافذ والحدود قد خضعت للسلطة الجديدة عبر اليات وقوى جديدة تضمن عدم تسرب او تهريب أي قطعة سلاح ولمدة خمس سنوات يأمن فيها الناس.

اما الشق الثاني وهو الفساد المالي فهذا امره سهل وفي تصوري ان عدم الاكثرات به ومعالجته سببه ان كل الاطراف يغمرها الفساد بطريقة او اخرى .. علينا الاعتراف ان المال هو بغية المتخاصمين والمتنازعين لانه عصب أي مشروع والرافد الابرز لنجاح أي برنامج واذا اردنا الاستقرار يجب ان يخرج الحوار ببرنامج تطبيقي ينأى بهذه الاموال عن طمع الطامعين…الاموال لها منافذ وهي المصارف وشركات الاموال وهذا يحتاج الى قرار من مصرف ليبيا المركزي يجعلها غير قادرة على العبث بالاموال والحسابات وفتح الاعتمادات الوهمية للتهريب  ..على ان يتم تحييد الدخل الوحيد وهو النفط ادارة واستخراجا وتصدير كل هذه المراحل يجب ان تكون مؤمنة وان تكون عير خاضعة لابتزاز احد …..غير ان المناصب هي التي تسحب الاموال بطريقة شرعية وعبرها يتم تكوين مراكز القوى من ثم لابد من قوانين تجعل هذه المناصب مفرغة ومكان غير مناسب للاثراء والفساد من خلال نظام رقابي صارم يحدد احتياجات الدولة الفعلية فهناك وزارات لايمكن اسنادها الا للوطنيين المتخصصين بعيدا عن المحاصصات لانها تحتاج اعادة تأهيل من الفها الى يائها …وزارة الخارجية وزارة الدفاع وزارة الداخلية والمالية والعدل والاقتصاد فالفساد طيلة الاربع سنين الماضية يعود لغياب الحساب والعقاب او حتى الثناء لكل الحكومات السابقة.

لابد من تشريع برنامج محاسبة يومي وليس شهري يخضع له القطاع العام والخاص وانشاء مباحث عامة للاموال والفساد المالي …ايضا جملة تشريعات تجعل من تولى منصبا عاما لايملك ان يوظف اهله وذويه وقرابته الا من خلال لجنة علمية تتقصى عن القدرات ومدى الحاجة الى الخدمات  ….في الحوار يجب مناقشة الامور بصرامة ودقة …يجب مراجعة كافة قوائم العاملين بالقطاع العام عبر الية ناجعة لنعرف اين تذهب اموالنا …يجب معرفة المعوزين الحقيقيين ووضع برنامج حقيقي لهم ووضع ضوابط لاحياد عنها …. عدم منح أي طرف او جهة القدرة على التحكم في مقدرات الشعب الليبي وقطع الطريق امام لصوص  المال العام والمتنفذين من خلال خلق برنامج عملي يتيح الشفافية في الوظائف  والمشاريع العامة مهما كان حجم هذه المشاريع ايضا فتح المجال امام الشباب الليبي وترك الفرصة له ليكون جزء من الحركة الاقتصادية وعدم تركها بيد الرأسمالية المقيته.

هذه السفاهة لن تتوقف الا باجراء تعداد سكاني حقيقي ونزيه وفوري فالوطن كما نعرف حدوده يجب ان نعرف من بداخل هذه الحدود بهذا التعداد يمكننا بناء دولة وفق منظومة معلوماتية بعيدا عن التخمينات والتقديرات فبه نعرف عدد موظفينا الحقيقيين  بهذا التعداد نعرف حقيقة الرواتب وحقيقة الدعم السلعي بل حقيقة مانحن فيه …ان عدم القيام بذلك لايجعل للحوار أي قيمة ولا لمعونة الامم المتحدة أي فائدة اللهم الا اذا كان القصد منه اقتسام السلطة والثروة او صناعة شرعية يمكن من خلالها استدعاء الاجنبي للعبث بالوطن ومقدراته.

خبرتنا عن اعضاء المؤتمر الوطني والبرلمان وهنا اتكلم عن المجموع وليس الجميع لاتجعلنا نتفائل كثيرا بمخرجات هذا الحوار فما اجتمعوا يوما ليعطوا انما ليأخدوا واذا جاءو بحل فهو لتأكيد امتيازاتهم …من هنا لابد من متابعتهم وعدم الركون اليهم حتى يكون الحوار تجفيفي لكل منابع الهدر والفساد…المال والسلاح…الاعلام هو من خلق المتداعين للحوار فبطولاتهم ورقية اكثر منها حقيقية ورقابهم وايضا قلوبهم بيد الغريب الاجنبي وبالتالي ولكي يستريح الشهيد في مثواه لابد من تعطيل ورش ومطابخ الفساد وهذا لايكون بوجود فاسدين في السلطة او وجود اصدقاء واقرباء الفاسدين في السلطة ولا من هم على وشك الفساد … لنتفق وبالقانون على ان نجرد تلك المناصب والمراتب من قدرتها على تحويل متوليها اومن وراءه الفقير الى غني او من منصف الى ظالم او من متواضع الى متجبر مستبد وهذا يكون اولا عبر ارادة صادقة ملؤها الايمان بالله وحب الوطن واخراج تشريع تلتزم به جميع الاطراف.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً