‘وجدة’ اول فيلم سعودي ترشح للأوسكار رغم أنف المتشددين

_194458_12ooتستعد المملكة العربية السعودية لمد السجادة الحمراء خلال مهرجان السينما الثاني الذي تستضيفه مدينة الدمام في المنطقة الشرقية رغم ان لا قاعات للسينما في هذا البلد.

ويشارك في المهرجان اكثر من 60 عملا بينها افلام قصيرة تتنافس على جائزة النخلة الذهبية في فئات الافلام الروائية والوثائقية والطلابية.

وقال مدير المهرجان احمد الملا ان الحفل الختامي سيتم بحضور عدد من نجوم السينما والتلفزيون في العالم العربي.

وتمنع السعودية صالات السينما الا ان الملا تمكن بالرغم من ذلك من تنظيم الدورة الثانية من المهرجان بعد سبع سنوات من الدورة الاولى، وقد اشار الى ان الدورة التي تنطلق الجمعة تحتفي بـ”الحب والحياة”.

ويرى الاكثر تشددا في المملكة ان السينما تشكل ملهاة عن العبادة وقد “تسمم الافكار”، الا ان آخرين مثل المخرج عبدالله آل عياف يرون بان السينما يمكن ان تعطي صورة ايجابية عن السعودية.

وقال آل عياف “اعتقد اننا نملك في السعودية ثقافة جميلة يتعين علينا ان نظهرها للعالم”.

ومن بين الافلام الوثائقية التي ستعرض في المهرجان، فيلم “عرس كبير” للمخرج الشاب فيصل العتيبي الذي يوثق تفاصيل حفلة عرس استمرت اسبوعين في جزر القمر.

وغالبية المشاركين في المهرجان هم ما دون الخامسة والعشرين من العمر بحسب الملا الذي اشار ايضا الى ان دوره يتركز على تطوير قدرات صناع الافلام الشباب في بلد ليس لديه صناعة سينمائية.

ويتضمن المهرجان بموازاة العروض عددا من ورش العمل حول كتابة نصوص السينما ووضع الموسيقى الخاصة بالافلام اضافة الى الاخراج.

وسيجري متخصصون سينمائيون من المنطقة مداخلات خلال المهرجان.

ومن بين المدعوين الى المهرجان المخرجة السعودية هيفاء المنصور، الا ان حضورها لم يتأكد اذ انها تقيم خارج المنطقة.

وكانت المنصور عرضت فيلمها “وجدة” في 2013، وكان اول فيلم سعودي طويل تم ترشيحه لجوائز الاوسكار.

ويحكي الفيلم قصة فتاة متمردة تحلم بالحصول على دراجة هوائية في بلد يمنع الاختلاط بين الجنسين ويمنع النساء من قيادة السيارات.

كان فيلم “وجدة” قد حاز عدة جوائز خلال مرحلة التطوير، مثل “جائزة الشاشة” من لجنة أبوظبي للأفلام، كما حظي بدعم من مؤسسات سينمائية عالمية مثل معهد صندانس للأفلام الروائية في الولايات المتحدة الأميركية ومهرجان دبي الدولي للسينما.

وقالت هيفاء عبدالرحمن المنصور، رائدة السينما السعودية في وقت سابق، إنها اضطرت في بعض الأحيان إلى الاختباء في شاحنة مغلقة في الرياض لتصوير فيلم “وجدة” الذي تمّ اختياره من قبل “مهرجان فينيسيا الدولي للسينما” العريق، مُسجّلة بذلك نقلة نوعية للسينما السعودية التي بدأت تُبشّر بالخير.

وأضافت المنصور الحاصلة على أول ذهبية في تاريخ السينما السعودية، في تصريح لصحيفة “الغارديان” البريطانية بأنها شعرت في بعض مناطق من الرياض أنها قادرة على التصوير دون عوائق، وفي مناطق أخرى اضطرت إلى الاختباء في سيارة الإنتاج وتوجيه أعضاء طاقمها الذكور من خلال راديو صغير لاسلكي للإرسال والاستقبال خشية إثارة احتجاجات.

واعترفت هيفاء لـ”الغارديان” بأنه ينظر إليها في موطنها على أنها “شخصية استقطابية”، لكنها تُصرّ على أن “البلد على شفا التغيير”، وتقول “نعم، السعودية مكان صعب بالنسبة للنساء، لكن من السهل قول ذلك والقبول بأنه ينبغي للنساء ببساطة البقاء في المنزل. نحن بحاجة لتجاوز تلك الطريقة في التفكير”.

وقد شاهدت المملكة العربية السعودية في مايو/ايار أول مهرجان للسينما على مدى عشرة أيام، تحت رعاية شركة “روتانا” التابعة للأمير الوليد بن طلال والرائدة في دعم السينما في السعودية، وسط سجال بين الليبراليين والإسلاميين حول الاختلاط وقيادة المرأة للسيارة وكذلك السينما.

وقالت المخرجة السعودية هيفاء المنصور، إن فيلم “وجدة” يصور الوجه الإنساني للسعودية، مشيرة إلى أنها حاولت خلال الفيلم تقديم عيوب المجتمع السعودي مع تجنب النظر للمرأة بوصفها ضحية له.

وبحكم غياب قاعات السينما، من الصعب تنظيم عروض عامة في المملكة، الا الكثير من صناع الافلاع ينشرون اعمالهم عبر يوتيوب، كما يتم عرض افلام خلال تجمعات خاصة.

وعن سبب التباعد الزمني بين الدورة الاولى والثانية للمهرجان، لم يكن لدى الملا جواب واضح، الا انه ذكر ان الدورة الجديدة تنظمها مؤسسة اهلية تعنى بالثقافة والفنون وهو احد المتطوعين فيها.

والمهرجان يحظى بدعم من شركاء ومعلنين.

وستعرض الافلام في قاعة تتسع لست مئة شخص وهي تابعة للمؤسسة الاهلية التي تنظم المهرجان وستكون العروض مجانية.

وتلقى المهرجان 120 مشاركة وتم انتقاء الافلام التي تلبي المعايير والتي شكلت نسبة 66% من اجمالي المشاركات.

ومن هذه المعايير الا تتجاوز مدة الفيلم 59 دقيقة والا يكون عرض في السابق عبر يوتيوب او التلفزيون.

وقال الملا “لقد تلقينا الكثير من الافلام الجيدة” مشيرا الى ان عشرة افلام ستعرض في السهرة الافتتاحية.

ويتنافس 34 فيلما على جائزة النخلة الذهبية وسيحصل الفائزون على دعم مالي للانتاج قدره 180 الف ريال (48 الف دولار).

ومواضيع الافلام متنوعة وتشمل جوانب متعددة من حياة المجتمع السعودي، بما في ذلك فيلم “قوي” عن حقوق الانسان” بحسب الملا.

وشدد الملا على عدم وجود اي رقابة مسبقة على الافلام، الا انه قال ان المهرجان يحترم الثقافة المحلية.

واعتبر هذا الشاعر الذي سبق ان نشر عدة دواوين ان العائق الاكبر امام محبي السينما في السعودية هو “خوف البعض من كل ما هو ثقافة وفن”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً