ماذا يريد الليبيون من الامم المتحدة؟!

ماذا يريد الليبيون من الامم المتحدة؟!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اربعة سنوات مرت على بداية انتفاضة الليبيين، في 17 فبراير 2011، طلبا في التغيير للأفضل، لقد تحرك العالم حينذاك متمثلا في الامم المتحدة، عن طريق بعض الدول النافذة عربيا ودوليا بسرعة، وقرروا التدخل في ليبيا باستعمال القوة، فكلف حلف الناتو بذلك عن طريق مجلس الامن الذي اصدر القرارات التنفيذية تحت البند السابع والتي لا تزال سارية المفعول حتى الآن!  لقد كان الدافع ظاهريا مساعدة الشعب الليبي على التغيير، لكن يبدو ان الدافع الباطن  قد اختصر في مهمة اسقاط النظام وليس مساعدة الليبيين، او حماية المدنيين التي اتخذت ذريعة لذلك التدخل!.

ان الواقع الذي تعيشه ليبيا اليوم يؤكد حقيقة تخاذل الامم المتحدة وتخلَيها عن مسئولياتها الاخلاقية والانسانية حيال ليبيا وشعبها، فقد رفع النيتو يده عنها وتركها تتخبط في مآسيها بمجرد سقوط نظام القذافي، ومنذ ذلك الوقت فتح باب التدخل السافر من بعض الدول في الشأن الليبي بغرض فرض اجنداتها الخاصة جدا! دون اي اعتبار لظروف الليبيين ومعاناتهم، بل ساهمت بعض الدول بطريقة مباشرة وفضة في تفتيت اللحمة الوطنية وتمزيق النسيج الوطني عندما ساندت وبوضوح فصائل دون اخرى!، الامر الذي انتج وضعا خطيرا سادته ولا تزال مظاهر الفوضى والعبث والتي دفعت البلد الى اتون التقاتل الاهلي في حرب قذرة لا تزال مشتعلة اوارها بين الليبيين حتى الآن!

ان الذي ينبغي على الليبين طلبه من الامم المتحدة، اذا كانت هناك  بقية من مصداقية فيها، شيء واحد بسيط ولا يكلف شيئا، الذي يريده الليبيون ان يتفق العالم متمثلا في الامم المتحدة على الاعتراف بجسم واحد شرعي في ليبيا دون مواربة بعيدا عن المجاملات السياسية! المهم والضروري ان يكون في ليبيا جسم شرعي واحد يعترف به العالم اجمع، ويؤيده ويتعامل معه دون سواه.  ان غير ذلك يعد تآمرا مكشوفا وخذلانا ونكوصا لا مبرر له في حق الشعب الليبي، كفانا صبا للزيت على النار، وكفانا دفعا للبلد الى مزيد الانهيار، وكفانا تدخلا يقود للدمار!.، وليترك الباقي لليبيين الذين سيتدبرون امرهم وسيثبتون للعالم انهم قادرون على قيام دولتهم وإعادة اعمارها فقط اتركوهم لحالهم وابعدوا عنهم تدخلات الغير من الامم المتحدة وبعض الدول النافذة فيها. فهل وصلت رسالة الليبيين للعالم؟! وهل ستساعد الامم المتحدة الليبين حقا؟! ام انه سيستمر الخذلان المشين والنكوص المعيب من هذا العالم في حق شعب انصفته هيئة الامم قبل اكثر من نصف قرن وتخذله الآن!!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً