بنغازى ..شرق ليبيا

بنغازى ..شرق ليبيا

لابد ان معظم الليبيين قد لاحظوا هذه اللغه البارده السمجه التى تكررت كثيراً في وسائل الاعلام الليبيه منذ قيام ثوره فبراير المجيده ولاتزال تتكرر حتى الان، ان صُحُفاً مثل  الحقيقه وبرنيق وقورينا وغيرها عندما كانت تصدر قبل الحرب على الارهاب ظلّت تكرر عباره “شرق ليبيا” كلما وردت كلمه بنغازى مباشره، وهى صحف كما هو معروف تصدر في بنغازى ذاتها، كما لو ان اهل بنغازى او ليبيا عموماً في حاجه لمعرفه موقع بنغازى الجغرافى، مع العلم انه بعد ثوره فبراير اصبحت بنغازى معروفه في العالم كله وبالتالى  غنيّه عن هذا التعريف المتكرر لموقعها، فما عساه يكون السبب ياترى في هذا الاصرار على التكرار؟ اذكرانه فى احد اعداد صحيفه الحقيقه تكررت كلمه “بنغازى” عدّه مرات في صفحه واحده في مواضيع مختلفه وفى كل مرّه كان التعريف الجغرافى (شرق ليبيا) يتكرر مرافقاً لها كما لو انه اى التعريف اصبح جزءاً من الاسم ذاته، وهذالايقتصر على الصحف الورقيه فقط فهاهى المواقع الليبيه الخبريه في هذه الفتره تكرر نفس هذه اللغه البارده اياها.

يُفترض دائماً ان الاعلام لدوله ما يكون موجهاً بالاساس لاهل هذه الدوله وليس لسكان دوله اخرى او للعالم كله، يجوز ان تكون هناك برامج معيّنه موجّهه للآخرين ولكن ليس الجهاز الاعلامى كله، واذا تتبعنا تعليقات المواقع الليبيه الخبريه في شبكه المعلومات التى تتابع طبعاً الحرب القائمه في بنغازى الان ضد الارهاب نراها كثيراً ماتصف هذه الحرب بعباره (التوتّر الامنى القائم في بنغازى بين الجيش ومايُعرف بمجلس شورى ثوّار بنغازى) تصوّروا كل هذه الحرب وكل هذا الدمار والخراب وكل هذا العدد من القتلى والجرحى والدى مازال في ازدياد يُشار اليه بهذه العباره البارده (توتّر امنى)… توتّر امنى فقط !! كيف تكون الحرب اذن اذا كان هذا كله مجرد توتّر امنى ؟فماعساهُ يكون السبب ياتُرى في هذا الاسلوب؟لابد لنا ان نفترض انه امّا ان يكون معظم الاعلاميين العاملين في وسائل الاعلام الليبيه اجانب او معظمهم عاش في الخارج مدّه طويله ففقدوا الاحساس بالانتماء لوطنهم واصبحت لغتهم لغه محايده وهم على اهبّه الاستعداد دائماً للمغادرته في اى لحظه بالنسبه للموجودين منهم في الداخل.

اعتذر من الاخوه القرّاء عن مواصله الكتابه فى هذا الموضوع بسبب موضوع آخر فرض نفسه علىّ، موضوع شخصى لكنه في نفس الوقت له دلالات عامه يُفترض انها تهم كل انسان حر صاحب رأى يعشق الحريّه ويعشق  الحقيقه، لقد جاءنى اتصال هاتفى من اخى وانا في مكتبى في المبنى الادارى الرئيسى للشركه الليبيه النرويجيه للاسمده يحدرنى فيه من ان بعض اصحابه قالوا له ان معظم تعليقاتى على الفيس بوك كلها ضد الجيش وبالتالى فقد اعتبر البعض اننى موالى لانصار الشريعه وذكّرنى اخى ان بيوتا في بنغازىً قد هُدّمت بسبب موالاة اصحابها للثوار او لانصار الشريعه واضاف اخى بلهجه ابويه وهو اصغرمنّى بأن الامر لايتعلق بى وحدى فقط ولكن هناك اُمّى واخوتى اللدين يعيشون معى في نفس البيت، فشكرتُه على هذا التحدير وسايرته بقولى اننى سوف انتبه لنفسى ولاقوالى في المستقبل على الفيس بوك.

ان اهم مكسب واهم هدف ينبغى ان يكون لثوره فبراير المجيده، يُفترض ان يكون هو الحريّه، حريّه الفكر وحريّه التعبير عن النفس، وان هذا المكسب او الهدف ينبغى لنا ممارسته دائماً وتحمّل المسئوليات المترتّبه عليه والناتجه عنه واننا اذا لم نفعل دلك وتقاعسنا وتخادلنا وقصّرنا فأن هنالك احتمال الكبير للعوده لزمن الذل والعبوديه، هذا امر يجب تفهّمه جيّداً لآن الضمان الاقوى والاكبر لوجودالحريّه وحمايتها هو ببساطه ان نمارسها في كل الاوقات وفى جميع الاحوال وان نبدل جهدنا ونسعى من اجل معرفه الحقيقه في اى موضوع وفى اى شأن ومع اى جهه كانت، هذا الكلام العام من الناحيه المبدئيه وامّا فيما يتعلق بى شخصيّاً فهذا موقفى اوضحّه لمن يريد التأكد والتثبّث:

1- انا مع الجيش والشرطه على طول الخط واتمنى من كل قلبى ان ينتصر الجيش الليبى على جميع الكيانات المسلّحه ايّاً كانت تسميتها واىٌّ كان مكانها داخل ليبيا اذ أنّ هذا هو مايجب ان يحدث في النهايه لمن يريد بناء بلاده وتكوين دوله النظام والقانون التى يُفترض انها تستند على شرع الله طبعاًولاتتعارض معه.

2- ان الضباط والجنود من الجيش والشرطه اللدين يُقاتلون في بنغازى بالذات وفى غيرها من المُدن الليبيه الان ينطبق عليهم وصف ثوّار او احرار اكثر من الطرف الآخر، لانهم هبّوا للدفاع عن انفسهم والأخد بثأر اشقائهم وآبائهم وابنائهم اللدين قُتِلوا غِيلةً امام المساجد اواثناء دهابهم لاعمالهم وتم التمثيل بالكثيرين منهم بطريقه تدل على بشاعه العدو الدى يُقاتلونه وعدم انتماءهُ لهذا الوطن.

3- ان اللدين ينتمون الى  مجلس شورى ثوّار بنغازى حتى لو كانوا قد قاموا بدور كبير في الثوره ضد الطاغيه فانهم قد خرجوا عن جميع المبادى الانسانيه والاخلاقيات الدينيه والاعراف الاجتماعيه بتخطيطهم وتنفيدهم لجرائم الاغتيالات في حق ابناءنا واباءنا واخوتنا افراد الجيش والشرطه المغدورين وانهم بالتالى هم السبب الاساسى في هذه الحرب وهذا الدمار الدى حل بعاصمه الثوره بنغازى وان الجيش والشرطه في موقف الدفاع عن النفس، لقد شوّهوا ثوره فبراير تشويه كبير جداً يصعب اصلاحه واساؤا اليها اساءه بالغه حتى ان بعض الناس الان يقولون ان ثوره فبراير لم تكن ثوره اصلاً دون مراعاة لمشاعر اهالى الشهداء، شهداء ثوره فبراير.

4- ان وجود مجلس للنواب منتخب وشرعى ويعترف به العالم كله ورئيسه بمثابة القائد الاعلى للقوات المسلّحه الليبيه يمنع تماماً من تحوّل ليبيا الى الحكم العسكرى ويدحض وجهه النظر القائله بأن هناك احتمال كبير من العوده للنظام السابق او مايُعادله، وهذا المجلس يُعلن صراحةً وبقوّه دائماً انتماءه لثوره فبراير وحرصه على تحقيق اهدافهاكما انه قد اضفى صفه الشرعيه على حركه الكرامه التى يقودها حفتر وايّدها.

5- ان توجيه انتقادات علنيه  الى الجيش او الشرطه سواء في مواقع التواصل الاجتماعى او اى مكان آخر يجب ان يكون امراً عاديّاً وطبيعياًبعد ثوره فبراير المجيده باعتبار ان الحريّه هى اهم اهداف الثوره وافضل واشرف مكاسبها ولايعنى دلك بالضروره ان صاحب هذه الانتقادات ضد الجيش وضد الشرطه من حيث المبدأ الا عند الجهله من الناس اوعند من يرغبون في الافتراء على اصحاب الرأى الحر لغرض في نفوسهم.

6- أنّ اداء الجيش لايمكن ان يتحسّن الى الافضل دون ممارسه النقد العلنى الدى ينتج عنه فضح الاخطاء الكبيره الفادحه التى يرتكبها بعض الضباط او الجنودسواء التى تتعلّق منها بالنواحى الانسانيه او بالنواحى العسكريه من حيث التخطيط والتدبير والاداء الميدانى او من ناحيه اداء الاعلام العسكرى المصاحب والتصريحات المرافقه للعمليات وقد تكون بعض الانتقادات والتعليقات دات اسلوب ساخر لادع قوى او في صوره نُكت مضحكه وهذا امر موجود في جميع الدول المتقدمه حضاريّاً والتى نطمع في نكون مثلهم وان نصل الى مستواهم .

7- اننى اُدين وبشده ايظاً تدمير مطار طرابلس بحجّه تحريره من قوات تتبع او تنتمى للنظام السابق، لقد كاد هذا التحرير المزعوم ان يتسبب في كارثه انسانيه رهيبه بعد ان وصل الى خزانات الوقود الكبيره في العاصمه، ربما كان هدف المهاجمين تحرير الخزانات ايظاً، ولايمكن باى حال ان يكون هناك غرض ثورى نبيل يؤدى الى هذه الكوارث الكبرى بل ان العمل على توقّى ومنع حدوث مايؤدّى اليها هو الهدف الانبل والاسمى.

8- ان انتصار الجيش الليبى الدى يدعمه مجلس نوّاب الشعب المنتخبين انتخاباً حرّاً اشرفت عليه الامم المتحده وايّده وباركه العالم اجمع على اى قوة عسكريه اخرى داخل ليبيا هو امر حتمى وضرورى ولهذا يؤيّد معظم الليبيون هذا الهدف، ولكن هذا لايعنى ان نقف جميعاً في طابور التأييد والتصفيق والتطبيل والتهليل والتمجيدلقائد عمليه الكرامه مكررين نفس سيناريو علاقتنا مع (القائد السابق) سىء الدكر فهذا ليس من شيَم الاحرار بل هو من اخلاق العبيد اللدين لايُطيقون العيش بدون سيّد.

لقد قال الشعب الليبى كلمته القويّه بخصوص ثوره فبراير العظيمه في احتفالاته بعيدها هذا الشهر، اننا يجب ان نبنى دولتنا على اساس تحقيق مبادى واهداف هذه الثوره واننا ان لم نفعل دلك فلن يكون هناك بناء، ويبقى ان يقول الثوّار الشرفاء كلمتهم التى يجب ان تكون اعترافا علنيّاً كاملاً بأن المجرمين والمتطرفين بانواعهم قد استولوا على قياده الثوره والنطق باسمها، فهذا الاعتراف هو وحده الدى سيعيد الى الثوّار براءتهم وعدريتهم ومصداقيتهم. حفظ الله لنا ثورتنا المباركه ضد الظلم والطغيان وحكم الفردوحفظ بلادنا ليبيا، وايّد بنصره جيشنا الوطنى الابى الدى يدافع عن كرامته وعنّا جميعاً.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً