جبريل وحفتر والسيسي من يضحك على من؟

جبريل وحفتر والسيسي من يضحك على من؟

زوابع مصطنعة تهب وستظل تهب على وطني حتى يتحقق المراد الذي من اجله اخترعوها وصنعوها وسوقوها الا وهو تقسيم البلاد الليبية او تجد من يكبحها وينهيها ….تصرفات وتصريحات اعضاء البرلمان لاتنبيء عن وجود رجال دولة بل عصابات اقسمت الا تترك فرصة تربعها تحت قبة البرلمان حتى تثري وتستفيد ولو على حساب الوطن ووحدته وترابطه …كل مقالات التكبالي وغناءه عن الوطن كانت كاذبة وكل محاضرات يونس فنوش كانت زائفة …كل تصريحات اعضاء البرلمان تشعرك بالمهانة والغثيان من كثرة ما فيها من قيح وصديد …عندما انظر للتكبالي او استمع لفنوش او امال بعيو او الجهاني او ادغيم يتضح لي مستوى الدرك الذي صار مثوى مدعي السياسة من لدن البرلمان …تسويق غريب وبشكل فضائحي لانتهاك السيادة الليبية ودون خجل او وجل وكل ذلك بحجج فارغة وان صحت فلا تعدو ان تكون مدعاة للوحدة والتلاقي لا للفرقة والتفرق …اخر فضائح من منحناهم ثقتنا لتحقيق تطلعاتنا في الحرية والعدل والكبرياء  هو التصفيق والتهليل لغزو ليبيا من قبل السيسي ..اننا بحاجة لمراجعة السير الذاتية لكل هؤلاء حتى نجد الخلل فلا نكرره مع سواهم …ليس هناك اسوء من المؤتمرالوطني الا البرلمان ولعل تمثيلية قبول الحوار ثم التراجع عنه ينير الطريق لنا لكي نبصر هذا التدني والانحطاط في الشعور بالمسئولية تجاه الوطن …انهم يتحججون بالارهاب ولاوجود لارهابيين سواهم فما تفرج علينا القاصي والداني وشمت بنا العدو وتأسف الصديق لحالنا الا ببركاتهم وتصرفاتهم واطماعهم.

فلو اننا سلمنا جدلا ان ماحدث للمصريين الاقباط صحيح فهل هذا يبيح لاي دولة ان تعتدي على دولة اخرى بحجة تعرض رعاياها للقتل اما ان الواجب يفرض على تلك الدولة تقديم الادلة والبراهين على صحة ماحصل وتطلب العون والمساعدة للوصول للحقيقة خاصة ان الجميع متفق على محاربة الارهاب اقول الارهاب وليس فزاعة الارهاب اما الاكتفاء بتسويق شريط سينمائي ومن بعده الهجوم العسكري دون وازع فهذا تطاول على السيادة الليبية وعبث بمستقبلها وتدخل في شؤونها سيثير الكثير من الاخلالات ولن تكون مصر بمعزل عنه ….اعود واقول حتى لو ان مسخرة شريط الاقباط صحيح فلا يخول ذلك لمصر انتهاك السيادة الليبية وهو امر لم تفعله امريكا التي مات سفيرها واحرقت قنصليتها في بنغازي.

ماحصل لايعدو ان يكون حماقة ارتكبها لص محاولا الاجهاز على طريدته مهما كلف الامر تعاونه وتشجعه طغمة ذهب ماء وجهها في سبيل تحقيق اطماع بالثراء والجاه …السيسي يجب ان يعاقب ويوضع في حجمه ونحن هنا لانزايد عليه في حرصه على بني وطنه ولكن التعدي على حرمة البلاد الليبية وان بحجة ان ذلك تم بطلب مسئولين ليبيين فاننا نقول ان المسئول الليبي تنتهي اهليته بمجرد التفريط في الارض والعرض ويتم الحجر عليه.

وعلى دول المغرب العربي الا يتركوا ليبيا لوحدها في مواجهة مخطط دولي بايدي محلية لتفتيتها وتحويلها الى دويلات وهو امر سيولد حروبا اهلية تؤثر ولاشك على الداخل المغاربي …على الدول المغاربية وبالاخص الجزائر ان تعي ان ليبيا مستهدفة لموقعها الاستراتيجي باعتبارها بوابة المغرب على المشرق ومن ثم خلق اضطرابات فيها لن يكون امرا عارضا خاصة ان جزء موتور من الليبيين الموجودين خارج ليبيا فقدوا امتيازاتهم ولا امل  قريب لهم بالرجوع لتلك الامتيازات بعد الدماء التي سفكت جعلهم اقل حرصا على ليبيا واستقرارها واكثر طلبا على تقسيمها لعلهم يصلون لمبتغاهم من خلال هذا التقسيم وقد وجدوا من يشاطرهم الهدف جار يجتريء على الحرمات ويحاول ان يسوق نفسه شرطيا على المنطقة برمتها . الجزائر وحدها التي تملك البعد الاستراتيجي ويهمها اكثر من غيرها استقرار البلاد الليبية وهي من بمقدورها ابطال سحر الفرعون المصري من خلال التواصل مع الوطنيين من اعضاء المؤتمر الوطني والبرلمان واستخدام نفوذها على كافة الاطراف والتلويح بعدم السكوت عن أي تطاول يمس السيادة الليبية او عبث يمس وحدة التراب الليبي.

اللعبة كبيرة وخطرة الا انها مكشوفة وهناك طرفان متناقضان يلعبانها كفريق واحد ولكنهم ليسوا كذلك … يلعبانها مع السيسي وكلا له غايات واغراض تختلف عن الاخر وهناك فريق ثالث يلعب على المتناقضات التي بينهما ويحاول في نفس الوقت جمعهما ليكونا فريقا واحدا حتى يجد لنفسه موطأ قدم في الخارظة السياسية مستقبلا  …الحقيقة ان الشرق لن يكون كما يتصور المتنافسون حول اقتطاعه فهواه غربي ولن يكون باستطاعتهم التغلب على الغرب الليبي الاكثر انضباطا واستقرارا والذي لن يقبل التفريق بينه وبين مهجته …… ان مايفرق بين محمود جبريل وحفتر اكثر مما يجمعهما الدكتور محمود جبريل يتعثر ويكاد يسقط امام تقدم العسكري حفتر الذي استطاع ان يشمل الفيدراليين برعايته ليشملوه بتأييدهم والعكس صحيح انما الاصح ان لا جبريل سينجح ولا حفتر سيفلح لسبب بسيط ان استعانتهم بالاجنبي تجعلهم ذيولا لا سادة تجعلهم اتباعا ولو تظاهروا بالقيادة …عوامل التصدع والاختلاف مابين جبريل ومن يلف لفه وحفتر ومن معه واضحة فمطالب الاثنان وان تشابهت ظاهريا فانها متناقضه جوهريا فحفتر عسكري وجبريل مدني والعسكري يحن للعسكري وان كان ظالما ويكره المدني وان كان مثاليا …المدرسة غير المدرسة والتربية غير التربية وبالتالي ما يجمعهما اليوم هي مصالح مؤقته سيكون الخاسر الاكبر فيها جبريل ومن معه لان الكلمة الان للعسكر …يحاول جبريل استمالة البرلمان واعضاءه ملوحا بقدرته على رص صفوف الاوربيين خلف رؤيته ولكن الحقيقة تقول غير ذلك وما يقوله الاوروبيون في السر لجبريل وزيدان وقذاف الدم لايجرؤن على قوله علنا فالغرب يعلم ان جبريل خسر المعركة عندما تم اسقاطه في طرابلس واخراجه منها وكل الاعيبه وتنقلاته من حضن الى حضن لن تعيد له مافقده وقد انكشف امره في مشروع سرقة البترول والاعيب تأجيج الرأي العام من خلال استنزاف الميزانية بغية تجويع الشعب الليبي.

ان لجؤ جبريل للسيسي والتنسيق مع قذاف الدم من خلال وضع خرائط سياسية جديدة يتم الاعداد لها بالتنسيق مع الاماراتيين والمصريين لن تعيد له مجده بل ستزيد من اقصاءه ومجموعته وستظهره كعميل ومتأمر فهو  يدخل  من باب يثير الحساسية الشديدة لدى الداخل الليبي لازال ثوار 17 فبراير يعانون اثارها واقصد هنا باب التحالفات الدولية فهذه التحالفات التي يحاول انشائها او تجديدها عبر فزاعة الارهاب وداعش تصطدم بالامن الاقليمي ..أمن الجوار حيث لاتنفع المناورات والخزعبلات و سيقف تنظير جبريل وقد اصطدم بالخطوط الحمراء للاقليم والحسابات الدولية المرسومة له.

ماينقص محمود جبريل هو وضوح الهدف واستقامة الادوات التي تقوده لبلورة موقف حقيقي وليس افتراضي تجاه ليبيا كوطن يتطلب التنازل والرضوخ لواقع يقول ان قوى التحالف لم تعد قوى وطنية بل قوى نفعية تقسيمية لاتتورع في سبيل الحكم والسلطة ان تتحالف مع اعداء ليبيا  دون ان يتحرك لها رمش.

السيسي هو ايضا لن يستطيع الاستمرار بسياساته الحالية لانها متهورة وارتجالية ومنهكة لبلد فقير كمصر وهي ايضا تستفز الليبيين الذين لن يقبلوا من يمس بلادهم وستوقظ في انفسهم الحمية وتشعرهم بالاستهداف الممنهج بل ستوحدهم دون ان ينظروا لحججه الواهية بانه موجود داخل ليبيا بناء على طلب رسمي ليبي فالموظف الرسمي تتوقف صلاحياته عندما يفرط في الشرف والوطن كما ان السيسي محاط بأزمات حقيقية تفتك بالداخل المصري ايضا هناك تحديات خارجية تهدد الوجود المصري برمته كمشروع السد الاثيوبي.

هناك من يدفع السيسي دفعا لكي يكون شرطيا في المنطقة مقابل الوعود بأغراقه بالاموال وحل ازمته الاقتصادية وهذا الدفع فيه انتحاره فهو لايراع الداخل المصري معتقدا انه يملك تفويضا ابديا مادام يسوق لمحاربة الارهاب وايضا كون مصر لاتملك من خلال بواعثها التاريخية الحضارية الا ان تكون درعا من دروع الامة وكل من يخالف هذه الصيرورة يتم الفتك به.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً