المبادرة الحوارية للجاليات الليبية 2

المبادرة الحوارية للجاليات الليبية 2

بين نشر الجزء السابق وهذا، أستمر مسلسل جرائم حصد الأرواح، منه فاجعة تفجير مدينة القـُبة المُسالمة، ونحن لم نستفق بعد من سابقتها على شاطىء سرت (رحم ألله جميع مغدوري المذبحتين)، سبقت الأثنتين مئات المئات، من حفلات القتل الجماعى، خلال هذا الفبرايور الأسود (على وزن أيلول الأسود)، فى أنتضار تحوله أبيض متى غيرنا من أنفسنا، والذى ينطبق عليه بيت شعر جَدى لأبى رحمهما ألله، من واقعة واقعية حصلت معه، رواها لى زمن طفولتى آواخر خمسينيات القرن الماضى.

كان جالساً لوحده فى أحدى عصرياته، لَمَح من بعيد آتىٍ قادمٌ نحوه، ففرح لأطلالته، ضاناً أنه ضيف خير وبركة، ستتحول معه العصرية الى فرح وسعادة، بعد وجوم.. وعكس توقعاته، حَوَل الآتى العصرية الى همٌ وحُزنٌ، وأغتال حُلم تحويلها الى لحضات سعادة، كما توقع الجد الحالم بالسعادة من الآتى.

فأرتجل الجد على الفور، بيتين فيمن تنادوا حوله إثر اللقاء العاصف، قائلاً(جَانى يِدَبب تِدبيب… جَانى يمشى على رِجليه/ نِحسابه فرح وسعادة… شوى عقابه حصُلنا فيه)، هذا تماماً ما حصل من إطلالة فبرايورعلينا الليبيين، الذين ضننا أنه سيُحوِل حياتنا الى فرح، فذُبح الشعب وأستُبِيحَ شرفه وشُرِدَ وسُرِقَ الوطن، وفوق البيعة أعتبرنا الدواعش(جميع الشعب) ابناء زنا/حرام، وفق مذهب الدواعش، لأن آبائنا لم يقولوا لأمهاتنا، وتبعناهم بعدم قولنا لزوجاتنا شفوياً”قـَبِلتَنى، قـَبِلتَك”،وأكتفينا بعقد الزواج والشهود فالأشهار، كما هى سُنتنا!.

سأل صحفى بيل غيتس، كم بلغت قيمة ثروتك؟، أجابه بسؤال “قبل طرح سؤالك أم بعده؟”، ولِما نُشاهده من نزوح الليبيين من كل بوابة على مدار حدودنا ومدار الساعة، فمن الحق التساؤل، كم وصل عدد المُهَجَرين الليبيين بين فترتى نشر مقالى السابق وهذا؟ إذ أكدنا بما لا يدع مجال للشك، وصول عدد المُهَجَرين الى 4 ملايين (ثلتى عددنا الأفتراضى) (لم يسبق حسب ضنى، تهجير ثلتى سكان أى وطن من أوطان الدنيا!)، (عاشت ثورة فبرايور، ومتنا ومات الوطن لأجلها ولآجل مُلاكها ليفى وشركاه فيها من حُذاق الليبيين).

عليك حياة، حياتنا مناكيب ليبيـا، جاء الطليان أبادوا نِصفنا بالكامل (ولكن ناضل أجدادنا واسترجعوا الوطن)، جت فبرايور، فضاع ثلتينا بين ميت وشريد، وأصبح الوطن الذى حافض عليه (الطليان والقذافى موحداً)!، مهدداً بالضياع، أى أن فبرايور قاب قوسين من ضياعنا جميعاً، ومن ثم، أضاعة خيرنا و خميرنا معاً؟! والفارق بين عهد أيطاليا وعهد برنارد ليفى هذا، أن من قتل الليبيين وشردهم فى ذلك الزمن مُسَتعمِرين، ومن فعل الشىء نفسه لصالح البرناردينوات الآن، وللأسف هم ليبيين، يا ولداه؟!.

وعوداً على بدأ، وفيما يخص موت أحساسنا بعدم الأنتفاض من صون شرفنا الذى يُراق بكل مضاجع الدنيا..ماذا بعد أحتسابنا من قبل تكفيريينا (مذهب الدواعش) بأننا جميعاً ليبيات وليبيين (وكل العرب والمسلمين) من مات منا ومن هو عائش، كلنا أبناء وبنات حرام، وفق ما اسلفت؟!.

هل بعد ذلك كله، ننتضر أكثر، لكى تتحرك نخوتنا المؤنثة والمُذكرة (تخنيثاً) على حدٍ سواء، لننتفض؟!… لعلكم تذكرون كيف كان ياما كان، أيام النخوة ورفض الهوان، ماذا يفعل الليبى الذى يُقال له “أنت أبن حرام؟!، آلم تبقى بيننا خميرة من تلك الذكورة (الحديد)، بعد أن تكاد ذكورتنا تتحول كلها الى (قصدير) ونخوتنا الى بُعيرة بعير؟.

أننا هنا لا نرفـُض أو نُخوِن أو نُكَفِرَ حتى الداعشى وأن كفرنا هو جميعاً، بمن فينا من أنصاراً ناصروه وأخواناً حاولوا أن يؤاخوه.. بل قلت هنا كثيراً، أن ليبيـا محتاجة لكل فرد ليبى ولو كان داعشيٌ، أنصارىٌ أخوانىٌ أو عَلمَانِى، على آمل أن نهتدى جميعاً الى سواء السبيل، ويبقى فى حد العدالة الأنتقالية، الحد بين من أجرم منا ومن تاب.

آلم نصل بعد قاع بئر مهانتنا، فتتوجب أستفاقتنا، فنستنهضُ همتنا، الخاوية إذا تبقى منها شىء؟، ونَهجُم على (طاولة المُفاوضات)التى جمعت كل ذئاب الخمس قارت، التى تريد فرض تقبيلنا لخدود من كَفَرَنا للمشاركة فى حُكمنا؟!، فنسحب مَفرَشَها الملغوم الملوث، الذى طرحه فوقها ثعالب الربيع الأسود الأمميين، بأيدى عميليهما الذئبين الرخيصين (ميترى وخلفه برنار)، صبيان أصحاب ثورات ربيعنا الأسود، بمساعدة عررابيهم منا، ونضع علي الطاولة بأيدينا، مفرش جديد أبيض طاهرٌغير مُدنس، ليبىٌ 100%، ونجلس حولها كل أطيافنا، لنتحاور وحدنا، ليبيين فقط لا غريب بيننا، بمن فينا حُذاقـُنا وتكفيريينا.

نعم حان الوقت ليطلق الشعب الليبى المغدور من الغريب والقريب، ومن بعض أبنائه، سماسرة قضيته عديمى الوفاء الوطنى، من الباكين وجالبى الأعترفات الأفاقين المزورين ديناً ومذهباً فوطناً، وبعض الميليشيات التى لفت لفهم..حان وقت أطلاقنا صفارة قوية صادحةً، يخرُج بموجبها كل الغرباء من ملعب قضيتنا دولاً وافرادا.

لنَطرِد كل غير المعنيين بشئوننا، الأفاعى التى دخلت جميعها وطننا وقضيتنا، أو بالأحرى أدخلهم عررابوهم منا، بطريقة أنسيابية، دون حس ولا صوت، لم نشعر إلا وهم فى داخل ملابسنا الداخلية (من فوق، لتحت)يسوموننا العضة السامة تلو الأخرى، اُو فين يوجعو (على رأى المصرية).

دخلوا عبَبَنَا، على صوت عزفهم لحن أنقاذنا، أنقاذ بنغازى من كتائب الطاغية، فأتوا لها بطـُغاة بل وحوش الدنيا كلها، فعقروها(بنغازى) نفسها التى بأسمها أفرغوا كل ما فى جعبة الناتوا من قنابل منتهية الصلاحية، كانو يبحثون عن مكان يعدمونها فيه، وسجلوا قيمتها بأعلى من سعر السوق+ قيمة نقلها درجة اُولى اوصبها على وطننا، خصماً من مئات ملياراتنا (رحمة ألله عليها)، التى بحوزتهم نقداً وعيناً، وهبها لهم القذافى لأوطانهم ولم يهبها لوطننا، فضاعت وضعنا وضاع الوطن هباءاً.

تخلص الناتو من مخزون قنابله، وخلصونا بها من وطننا فسيَحوا دم بنغازى أولاً، ثم شردونا جميعاً، على أنغام لحن قدومهم لأنقاذها، فلم يتركها آزلام الناتو، إلا وهى شبيهة بقندهار، عندها قطعوا وصلة لحنهم بأنقاذهم لها، مُكشِرينَ عن أنيابهم، فاردين لسانهم حيث أنبرى عقلهم على منطق القول”لا تُحل مشاكل ليبيـا إلا سياسياً” (ما كان من الأول، يا ولاد الكلب).

ذلك ما دأبوا على/ وما هم مستمرين فى قوله نظرياً، ولكن عملياً، وعن طريق بيادقهم منا على الأرض، فهم داخلون قضيتنا ليل نهار ومن كل مَنَافِسنا!..هل تعامينا عن كل ذلك وصدقناهم، آلم نرى أن يدهم، بل ذراعهم كلها داخلة فى (غليض/أحشاء شأننا) حتى الباط (الأبط)؟!.

كفايـة.. وأن كانت حركـة كفايــة مصرية المولد، ولدت لتواجه ظـُلم ما قبل ثورة يناير وما تزال مستمرة بنفس الشعار والمضمون حتى اليوم، إلا أن منشأها كان يجب أن يكون فى ليبيـا منذ ما قبل وبعد هذه الثورة المُدمرة، التى لم يبقى بيت فى ليبيـا، لم يكتوى بنارها العنقودية الأنشطارية الحارقة الخارقة.

فنحن أحوج لحركة كفاية من المصريين، وحاجتنا لها اليوم أكثر من العهد السابق، بل أكثر من عهد الطليان، الذين كانوا وحدهم يريدون آخذ ليبيـا موحدة، ولكن الذين تداعوا على قصعتها اليوم، ليس دولة واحدة، بل دولاً يتقدم كلٍ منها لونٌ من ألوان عَرَرَابيها منا، يمزقونها إرَباً، يعملون ليل نهار على تحويلها دولاً بعددهم (دولاً وعَرَرَابين)، حتى لا يجد أحفادنا الذين سنورثهم خذلان التفريط فى الأوطان، ما يمكن أن يستردوه من إرَبَ جثة وطنهم الذى سيبقى يلعننا (نحن آبائهم) أباء الخذلان، الى يوم القيامة.

خلاص، (ياسر)، بَان الرُشدُ من الغى، وتيقننا من أن بلادنا لم تعُد مستهدفة فقط بتقسيم فيدرالى، القصد منه القضاء على المركزية، ولكن بتحويلها الى ما آقله 3 دول(بمعنى كلمة دولة)، نعم، دولة تنطح دولة؟!، ولو وصلت الى خمسة دول خير وبركة على أصحاب الفيل وعررابيهم الليبيين، الذين تصبح فرصة وصولهم لرئاسة إحداها أكبر..عليهم جميعهم لعنة ألله (عَرَرَابين ومُعَرِرِبين).

نرجو أن يكون قد أتضح لكم سناريو جنيف(مقبرة قضايا الأوطان)، فها هم ينقلوننا فى أرجوحته الى المغرب لو أستطاعوا، لا تَحَفـُظ من قبلنا على المغرب كبلد شقيق، ولكن أحذروا..فوراء الأكمة ما ورائها، وعوداً على بدأ، وكما أشرنا هنا، بأن أكبر كتلتى مُهَجَرى ليبيا هم فى تونس ومصر، وليس فى المغرب أو أى مكان آخر.

لابد من سحب البساط من تحت جميع وحوش المتداخلين الغرباء على قضيتنا، خاصةً من غير الليبيين بمن فيهم حُذاقنا، والتوقف عن أى تفاوض لا فى جنيف ولا حتى فى داخل ليبيـا التى وللأسف، لم تَعُد تَحوى غالبية أبنائها، ولا يتحكم فيها أكثر من نصف مليون منهم؟!.

وها هو ما كررت على مسامعكم بهذا المنبر، يتضح اليوم، إذ ومباشرةً بعد تعليق البرلمان، هدد اُوباما وقبله الأمم المتحدة بمعاقبة من يرفض الحوار!، وكان بواحنا لكم هنا بما هدد به برنارد طرفى الحاوار، قبل جنيف بأيام، مما أجبر طرف البرلمان على القبول.

عندما زار أهل الكرامة وقال لهم “أذا لم تذهبوا الى جنيف، فقرار حضر الطيران جاهز، وعندها، أنتم لا قدرة لكم على مجابهة الفجر على الأرض”، وقال لأهل الفجر،”أذا لم تأتوا لطاولتنا تحت أى مُسمى، وبموجب الفصل السابع، نحن أنفسنا من سيتولى قصفكم واحداً واحداً وليس الكرامة”، فخضع الطرفين.. (أشير هنا الى من لم يطلع على مقالى السابق طاولة الحوار).

شارك ممثلى الطرفين فى مؤتمر جنيف، وبقت علامة أستفهام كبيرة فسرناها بحسن نية، وقلنا بداية مُبشرة، حين شاهدنا تكرار أحتضان أعضاء لجنة الحوار من الجبهتين اللذوذتين لبعضهم، وضحكهم الطويل، وكأن ما كان من خلاف قبل جنيف (تمثيلية سَمِجَة)، وكأن شعبهم هو من منعهم من اللقاء بطائرة برنارد؟!.

وأستمر حال انسجام فريقى جنيف حضناً وقبلات، حتى أكتشفنا، حقيقة أن الأعضاء الذين فوضهم الشعب ممثلاً بالبرلمان، تم حقن آحدهم (نائب رئيس المؤتمر) بجنيف بأبرة طمع بمركز رئاسة وزارة التوافق، وزملائه الأعضاء بمناصب وزارية، منها العدل(لكبير المُحتجين على تعليق الحوار)..ووزارات اُخرى، حسب مقاس كل الحاضرين.

حتى أن الجنيفيين من أعضاء البرلمان العتيد، أستهجنوا قرار برلمانهم الغض  بتعليق المشاركة فى الحوار (باتوا ليلتين فى جنيف) صبحوا قربة، وداخ راسهم وقرروا الكفر ببرلمانهم الذى أنجبهم؟! ، توا، عاد، يلزمنا، مؤلف وملحن، لأغنية(يا ليالى الأنس فى جنيف) على وزن، يا ليالى الأنس فى فيينا (أسمهان مش خير من نجمة الطرابلسية رحم ألله أثنتيهما).

نقول لبرلماننا، لا تجزعوا، لا تخافوا، لابد أن يهز الريح كل شجرة، وتتساقط بضع اوراق، فأستمروا فى اللعب مع الكبار، وتيقنوا بأن الكبار الذين يمثلهم ليون وعلى رأسهم الشمطاء والأهفاك من عررابينا، ومتى ما درتوا لروحكم هِمة، سيأتون صاغرين لكم، ويجلسون معكم ويستمعون لصوتكم، تلك هى طباعهم، وذلك هو ديدانهم عبر التاريخ، آلم يكونوا هم من أخترع تعريف علم السياسة (السياسة فن الممكن).

ولكن أذا أدرتم لهم وجهكم الطيب أقتدائاً بيسوع ولو لم تكونوا يسوعيين، سيصفعونكم ليل نهار دون رحمة، كما فعلوا عندما بعثتم لهم زملائكم بجنيف(الذين ما خدوش غلوة فى سزوة برنار) حتى  قرر نائب رئيسكم ومعه من علمه السحر (وزير العدل الجُنيفى الموعود)، تبديلكم بالفول، فبدلتوهم بقشوره(وبدأتم تأسيس قيادة جيشكم وعُقبال بوليسكم)، نعم الفِعَال فعلتم.

ما قام به المؤتمر من تعليق مشاركته وما تلا ذلك، هو العمل الصَح، وسيثبت لكم عندها ما قلت هنا بالحرف، شرط الأستمرار فى مواقفكم المُتصَلبة ضد المؤامرة مُستمعين لشعبكم، وعليكم بفتح الأبواب مع القوى العائدة الى مركزها كقوة دولية ثانية مثلما كانت قبل أنتهاء الحرب الباردة، والأبقاء على نافذة مفتوحة مع عيت الواد الهلفوت برنارد.

تحت الشعار الوحيد (ليبيـا للكل وبالكل) نكرر أهمية‘ التعجيل بالمُباشرة فى مفاوضات بين الـ 4مليون مُهَجَر خارجى+1.5مليون مُهَجَر داخلى (الثقل الأساسى للشعب الليبى)، وبين نصف المليون الباقى المُسيطرفعلياً، يجب أن يجتمع كل الليبيين فى القاهرة وأقله تونس..نعم لا مفاوضات فى أى مكان غيرهما، بسبب وجود أغلبية الليبيين فى البلدين المذكورين، ولا شرعية مستقبلية غير شرعية ثلتى السكان المُهجَرين.

عودتى بجزء ثانى من ذات المقال، سببه مسرحية محاذثات الشيراتون المزمع أقامتها بحمامات الرباط البخارية+فاجعة القبة الكارثية+التغييرالمُفاجىء الذى ربما يكون، بارقة آمل ولو بسيطة فى موقف فجر ليبيـا، وتحول لهجتها بالجنوح نحو التصالُح، وفق بيانها، بغض النضرعن أسباب تحولها، ويكفى تيقـُنها مما صدحنا به الليبيين غير المُتحيزين منذ سنين، من أن عدونا واحدٌ فجراً كنا أو كرامة، فهلموا سوياً للتفاوض مع ثلتى الليبيين بالقاهرة.

إذا كان أهل فجر ليبيـا صادقين فى نواياهم (ولما لا) وقرروا التغريد ضمن سرب باقى أبناء بلادهم، والتخلى عن ما يتهمهم به البعض، من حُلم تفردهم بحُكم ليبيـا وقيادتها والأستئثار بها (لن يتفرد أو يستأثر أحدٌ بحكم ليبيا أوأدارتها)، إذاً فلتتحد رؤانا جمعاً، ونتجه الى هدفنا الحُلم (أللقاء على كلمة سواء)، ونترك العدالة الأنتقالية لتكون كفيلة بمحاسبة من أجرم منا جميع الأطراف سابقاً ولاحقاً.

لينضم حَسَنِى النوايا منا الى الجميع، الى مشروع مفاوضات ليبيين مع ليبيين صافيين دون غريب، ولتتوقف كل مسرحيات المفاوضات الأفعوانية المسمومة، التى لا يرضى عنها إلا وفود أصحاب الربيع من ممثلى القوى العُظمى، أول الواصلين الى شيراتون الدار البيضاء.

رافق الواصلين الأوائل للرباط، عدد من حُذَاقُـُنا، وكاد أن يلحق بهم طَماعينا الجُدد (من قيادات البرلمانيين الحاليين)، الذين بالآخر(نزل الماء فى رُكبِهُم) وبقوا فى تونس.. بعد حِرمانهم من الحريرة (قال إشنووا، قال، يحبوا على كسكروتات بكعيبات عظَم، قبَل ما يرجعوا لطبرق)، حتى أن نائب رئيس برلماننا أصبح يهذى بالتونسى “تى ماهو كيف كيف، ياخى ثمة فَرق، قعدنا فى طبرقة ولا تعدينا لطُبرقَ، تشبيكم قيمتوا الدنيا؟!، مللاَ ليبيين ملا هوما يا خويا”ثم سكت النائب على الكلام المُباح، ونام فى تونس قرير العين مرتاح.

فعلاً لم يترك الفبرايريين الى السبتمبريين شىء يلاموا عليه، بل أحصائياً أصبح الفبراريين مدينين لمن سبقهم بعديد المرات، أى قتلاً بعشرات الآلاف وسرقات بالمليارات..المشكلة الآن، لدى الكثير منا الذين ألتحفنا بـ / ورفعنا فوق رؤسنا ومنابر مساجدنا، أعلام نفس الدول التى فرقتنا زرافاتاً ووحدانا، ودمرت نسيجنا الأجتماعى، وتدمر وطننا ليل نهار، حيث وعلى قول المثل “الحبيب اللى تعدله سياته تجفاه”، و”اللى تشكره يصعب عليك تذمه”.

نحن فى الربيع الأسود كلنا شرق، إذ أن الليبيين ليس وحدهم فعلوا بأنفسهم ووطنهم ما فعلوا، عندما ثـُوَوَرَهُم ليفى، فهاهم السوريين ايضاً وقبلهم العراقيين، حيث اللاحقين أثبتوا أنهم النسخة الأسوأ والأوسخ من الدكتاتوريين، أساؤا هم أيضاً مثلنا بل وأجرموا فى حق شعوبهم وأوطانهم قتلاً وتشريداً، أكثر من السابقين بعشرات العشرات من المرات، ولكن تبقى العبرة لمن يستفيق، فينتفض.

حَوَل ثوار ربايعنا العربية أنفسهم، من اصحاب حق الى محقوقين، أن لم نقل ضالمين، فلنطلب الصفح جميعنا العرب سوياً، من شعوبنا وأوطاننا، وقبل ذلك الغفران من خالقنا كلٍ وفق عِرقِهِ ودينه ومذهبه ولونه السياسى، ونتجه الليبيين الى تفاوض الليبى مع الليبى وحدنا لا شريك لنا.

ولعل ما وصلنا اليه، لم يعُد فيه المجال لتصنيف الليبيين سبتمبريين متوحدين وموحدين للوطن، كان بعضهم  شياطين لنفسه أو للقذافى، والفبراريين مُتشضيين ومُشضيين للوطن وللنسيج الأجتماعى مُدمرين، أصبح أغلبهم شياطين، منهم من يعمل لحساب نفسه وقبيلته ومنهم من يعمل للبرنارديين وكل الشُذاذ الأفاقين.

نكرر تمنياتنا بأن تلقى هذه الدعوة الخالصة لوجه ألله، من خلال جُزئى مقالى هذا، صداً عاجلاً، لدى مجموعة تكون سباقة بالتنادى وتشكيل مجموعة عمل ممثلة لكل الليبين، اصحاب خير الأمس واصحاب خير اليوم، مستثنين مُجرمى الأمس والأكثر أجراماً اليوم(تفرض المُعادلة البشرية وحتى يرث ألله الأرض ومن عليها) وجود الخييرين الى جانب الشريرين، فى كل عهد وزمان.

وبعد ما ذكرت حول تساوى الجميع فى الأساءة للوطن وظلمنا لأنفسنا، نود التأكيد تكراراً على أن المفاوضات الشعبية الليبية الشاملة، وحتى نضمن بناء دولتنا وسلامة مسيرتنا السياسية المستقبلية، لابد لها أن تجمع السابقين واللاحقين فى العهدين، على حد سواء (لا آمن ولا آمان، كما لا بُنيان، دون ذلك)، ويبقى الوطن والوطنية هما العامل المُشترك بيننا، فلا فضل لفبرايرى على سبتمبرى، إلا بما ينقذ الوطن، هدانا ألله الى كلمة سواء، واثاب من بادرعاجلاً بالأعداد لحوار القاهرة واقله تونس أو الأثُنين معاً(أى تقسيم اللجان بين هنا وهناك)ويبقى تفضيل مكان واحد هو المُراد، وألله ولى التوفيق.

عبد المجيد محمـد المنصورى

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً