ثمرة فاكهة، ام حسناء فاتنة

ثمرة فاكهة، ام حسناء فاتنة

كثير من الفلاسفة الوجوديين، يرون ما معناه ان كل حراك ذكور البشر، مركزه أنثاهم، وبالنسبة لنا نحن المُسلمين، المؤمنين بألله ورسوله واليوم الآخر، يفترض ان نكون فى تجارة دائمة مع ألله، نعبده جُلَ وعَلَى، ونتبع قوله الحق وسيرة رسول، وهو يكافئنا بالغفران وجنات العدن، التى أهم ما فيها عندنا الرجال، أو بالأحرى ذكور المسلمين وما نحلم به(خاصة من لم يحالفه الحض)فى هذه الدنيا، هو الحور العين.

من عظمة الأسلام ان لا رهبنة فيه، وان التأمل فى نصوص القرأن والبحث فيها والتبحر فى معانيها، بل وتفسيرها، مفتوح أمام أى مسلم بالغ عاقل مؤهل للدراسة والبحث فى شوؤن ديننا الحنيف، ذلك بالطبع قبل أن يأتينا التكفيريين بجميع أنواعهم ويخضعوا/يُحوروا أوامر ألله الى أوامر منهم، لنتبع مُجبرين بحد السكين الأمريكى، ما يأمروننا به وننتهى عن ما ينهوننا عنه(وقصدهم بالطبع شريف)، إذ يوفرون علينا البحث فى الدين، ويحاسبوننا فى الدنيا قبل الآخرة، حسب مشيئتهم وليست مشيئة ألله، حتى نذهب للآخرة بصحيفة داعش جاهزين، نُسَلم الصحيفة لرضوان الجنة، فنستلم منه الحور العين.

بذلك حل الداعشيون ومن والاهم من كل موديلات التكفيرين محل رسول ألله(وهنا نقصد فقط التكفيريين، ولا نعنى الأسلاميين الوسطيين)، فلغوا تماماً أمر ألله الى رسوله”ذَكِر انما انت مُذكِر، لِستَ عليهم بمُسيطر”، ووضعوا أنفسهم فى منزلة أكبر من منزلة الرسول عند ألله، عندما قرروا السيطرة على المُسلمين(ضد أرادة ألله)، بل وضعوا أنفسهم فوق الذات الألهية، عندما يفرضون محاسبة الناس قبل يوم الحساب(وعد ألله الحق)، بما يقولون عنه فرض تطبيق الشريعة بالسكين والرصاص والتفجير.

وأمتثالاً الى آمر الرسول “تعلموا العلم وعلموه الناس” وفى سياق أن من يذبحوننا ويذبحون الوطن، ويغتصبون حرائرنا فى دنيا ربيعنا الأسود هذا بأسم الدين مُكبرين، فأن جزء كبير من دافعهم لفعل ذلك هو، طمعهم فى حور العين فى الآخرة، ومما وصلنى من صديق، عن بحث طويل حول معنى (الحور العين) فى الجنة لألياس ديلمى، فأننى اُشرككم فيما أرى أنه يُعتبر أحد التفاسير التى تقبل الجدل دون فرض النفى أو التأكيد:

عند سماع (الحور العين) هذا المصطلح القرأني، يتبادر الى ذهن السامع هذه التساؤلات:

– من هم الحور العين؟
– للرجال في الجنة حور العين… فماذا للنساء؟
– كم عدد هذه المخلوقات؟

وقائمة الاسئلة لا نهاية لها.
 هذه المقالة، ليست ترفا أو مسألة تافهة مثل الخلاف فى النقاب والجلباب، ولكنه أمر هام حيث تم استخدام موضوع الحور العين، فى غسيل مخ الشباب المحروم، للقيام باعمال ارهابية، الى جانب ان هذا الموضوع، يعتبر صورة عاكسة لموقف حازم، يرفض التاويلات السلفية لحور العين من ناحية… ومن ناحية اخرى يعرض فكرة للنقاش، ولكى نفهم عقلية أولئك الناس، و إفترائهم على الله ورسوله.

فان هذا الموضوع يحتاج الى تمعُن كبيرٌ منَا، فللوصول الى معنى الحور العين، يجب ان نتكلم قليلا عن صفات الجنة ومجتمعاتها، فالمتقين هم من الجنسين، والذين وعدهم الله بالحور العين هم من الرجال والاناث.

فالحور لايمكن ان تكون من الاناث، اللاتي خُلقن لمتعة الرجال فقط، من دون الاناث كما نرى في الاحاديث، اذ ان هذا المعنى يتناقض في معنى الجمع في كلمة المتقين، ومجتمع الجنة ليس حكرا على الذكور فقط.

حاولنا الاعتماد على ما توصل اليه الباحثين في اللسان العربي، وعلى ما صدر من مختصين في دراسة الالفاظ القرانية، لتبسيط المفاهيم و تقريب الصورة الى ذهن القارئ.
 
لنقم بعملية احصاء وتدبر، فنجد ان كلمة حور وردت في الايات القرانية التالية: (كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ) سورة الدخان 54
. (وَحُورٌ عِينٌ، كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) سورة الواقعة 22-23
 (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ، مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ) سورة الطور 19-20
. (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) سورة الرحمن 72

اما مشتقات لفظة حور، نجد منها:
 كلمة الحاريون 
 كلمة المحاورة 
 كلمة يحور.

لنتدبر هذه الاية القرانية: انَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا… إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ… بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا. 
حار يَحُورَ اي رجع – يرجع.

 معنى هذه الاية، ان المجرم الذي استلم كتابه خلف ظهره، ظن ان العذاب لن يعود عليه ويرجع، وهذا الفهم،  نسقطه على حورعين، فنجد ان هذه النعم من فاكهة، ستعود دوما من حور يعود بشكل عين لاتنضب، 
ويؤيد هذا الفهم الاية القرانية (جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها) اي ان هذه الثمرات ستحور وتعود وترجع كلما اخذها اهل الجنة، وبالتالي هذه الخيرات الحسان وهى لهم لاتنقطع عندما يدخل المتقون الجنة من الجنسين) أى الذكر والانثى.

وتبقى التساؤلات المطروحة:

– ما معنى قاصرات الطرف؟؟
– مامعنى لم يطمثهن انس قبلهم ولاجان؟؟
– مامعنى كأنهن الياقوت والمرجان؟؟

ولهذا سنقوم بعملية تفكيك وتبسيط للالفاظ القرانية، وفهم معانيها في اللسان العربي:

ما معنى قاصرات الطرف؟؟

القصر، الذي يسكن وهو معنى معروف
 الانتهاء، واخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون الاختزال اوالنقص، كما قيل فى الصلاة
 التقصير في حلق الرأس
.

الحفظ والحبس (حور مقصورات في الخيام) وهو المعنى المطلوب

- لكن الكلمة قاصرات اتت ثلاث مرات: 
(وعندهم قاصرات الطرف عين) لاحظ وجود كلمة عين هنا
 وعندهم قاصرات الطرف اتراب 
فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولاجان 

نلاحظ ان ان قاصرات، هي تاتي بمعنى عكس الطول طالما اقترنت بكلمة الطرف، اذا يجب ان نعرف كلمة الطرف ونفسها حتى يكتمل كل المعنى.

(الـطــــــــرف): وردت الكلمة في القرآن.
 بمعنى بعضا من الشيء (طرفا من الذين كفروا) + بعض الشيء من اوله ومنتهاه (طرفي النهار) واطراف النهار + بعض الشيء من جوانبه (ننقصها من اطرافها) +
 (بمعنى الجفن) (لايرتد اليهم طرفهم) + (قبل ان يرتد اليك طرفك)
 بمعنى الطرف الخفي او خائنة الاعين {ينظرون من طرف خفي}… 

نحن الان امام عدة احتمالات: 
فإما أن يكون معنى قاصرات الطرف، متعلق بالعين والجفن فيكون المعنى هو:

1- أن تكون ثمار الجنة من الفاكهة والنخل والرمان مشبعات مغنيات فهن قاصرات الطرف لمن يتناولهن ء فلا يحتاج إلى إجالة البصر ليبحث عنها.

2- واما أن يكون المعنى متعلق بالجنب، ببعض الشيء من جانبه، فيكون المعنى هو: أن ثمار الجنة من الفاكهة والنخل والرمان، ليست كما كانت في الدنيا، تحتاج من يتسلق ويتعب حتى يصل إليها، بل هن قاصرات الجنب (دون المتقين) مذللات لأهل الجنة: “وذللت قطوفها تذليل”
.

3- وإما أن يكون المعنى هو: أنهن نسوة بالجنة يقصرن أبصارهن على أزواجهن فهو لغو وقصر نظر . فأول ذلك بسبب اننا بينا أن الحور العين هي لكل من الذكر والأنثى (المتقين), ولو صح الأمر لكان هناك أيضا حور مقصورين في الخيام، وقاصرين الطرف على زوجاتهم.

4- ولو قلنا بأن هؤلاء النسوة محبوسات في الخيام، فعلى من يخشى أن يقع بصرهن لو أجالتهن في كل اتجاه؟؟؟ انه بلاشك معنى متضارب مع بلاغة الله سبحانه وتعالى. ولو كانت هذه هى الصفة المحمودة للنساء دون الرجال، لكان الأولى بها النساء التقيات الغائرات باللجنة لا أن تكون ميزة للنسوة المخلوقات في الجنة كما زعموا)).

[الخــيـــــــام]: 
الخيام هنا معناها غلاف الفاكهة، التي يحميها من العوامل الخارجية حتى حين ان يطلبها صاحبها، وكلمة خيام اتت مرة واحدة (حور مقصورات في الخيام), فكل نعمة من هذه النعم لها غطاؤها الخاص بما يناسب نوعها، لذلك اتت كلمة خيام ببلاغة عامة لكل هذه الانواع وحتى لايحدد الله قوله قشرة فتكون قليلة البلاغة عن كل هذه الفواكه والنعم

[اليــاقوت والمرجـــــان والبيـــض المكنـــون]: 
هي الوان حور العين وهنا نتساءل قليلا.. اذا كانت الحور عين هن نسوة في الجنة، فهل من صفات هذه النسوة المحببة إلى النفس ان تكون حمراء كالياقوت، أو صفراء كالمرجان، أو شمعية كالؤلؤء؟
 من منكم يحب أن يقترن بـامرأة حمراء أو امرأة صفراء أو امرأة بيضاء كالبيض أو امرأة خضراء أو زرقاء

[يطمثـــــــهــــن]: 
اذا قلنا أن الطمث هو غشيانهن فهل من الممكن أن يكون هناك احتمال كونهن سائبات متروكات لأى واحد من الإنس أو الجن ليمارس معهم الجنس دون ضوابط مثل البهيمة. السائبة!؟؟ 
نقول إن فاكهة الجنة لأهلها بلا تخصيص فهل النسوة كذلك

[أبكارا]: إنّا أنشأنهن إنشاء (35) فجعلناهن أبكارا (3 عربا أترابا (37) لأصحاب اليمين (38
). نحن نعجب أن يقال أنّ النون تعود على كائنات جنسية إسمها “حور عين” فأين هي في الآيات التي تصف نعيم أصحاب اليمين؟ إنّنا أمام أفكار صيغت مسبقا ولا تنظر في الآيات ولا تهمها الألفاظ ولا النظم ولا السياق. 
ومن هذه الأفكار المغروسة جعل المفسرين أبكارا هي جمع البكر أي عذارى ولو كانت “الحورية” هي متاع جنسي أنشئت إنشاءاً لسكان الجنة فما سبب إضافة “فجعلناهن أبكارا”، هل يعقل أن يسري الشك إلى إمكانية كونها ثيبا حتى توضحه الآية أم في القرآن حشوٌ؟ أمّا البكر فهي في البلاغ المبين من البكور أي الشيء في بدايته فهو ليس باليا ولا ذاويا و لا يابسا فالأبكار صفة تطلق على الشي الذي خرج أولآ ولم يمس بعد.

[اتــــــراب]: الترب هو: الصنو والمتماثل في العمر والنشأة اي انها ثمار كل نوع تتطابق في الشكل، والطعم، إذ إنها تعود كما كانت، ولذا يعتقد أهل الجنة أنها هى التي أكلوها آنفا. (عـــيــن) وردت كلمة عين (بكسر العين) بالقرأن كالتالي: (عندهم قاصرات الطرف عين)…
 (كذلك وزوجناهم بحور عين)… (وزوجناهم بحور عين)…
 (وحور عين).
 لنلاحظ الفرق بين (وعندهم قاصرات الطرف عين) وبين (وحور عين) 
نجد ان: الحور = القاصرات الطرف 
 لنلحظ الفرق بين وعندهم قاصرات الطرف عين و بين وعندهم قاصرات الطرف أتراب 
نجد ان: العين = اتراب. والسبب في كونها اتراب هي انها حور، لانها ترجع كما كانت 
بمعنى اخر، انها سلسلة من التجدد اللانهائي.
العين أصلا هى التي تفيض (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق) حتى الفاكهة والنخل والرمان تتجدد كما لوكانت عين تسيل. 

القول بأن الحور العين هن نسوة بالجنة خلقن خصيصا للذكور يخل بالعدل في العطاء بين الجنسين
. يكرس للتفرقة العنصرية التي مهر الرواة في إثراتها برواياتهم المروية
.

إن التزويج الوارد في الآيات لا علاقة له بالنكاح وإنما هو من الاقتران
. إن الحور هى جنس الثمار التي تعود بعد ذهاب
 إن ضمير جمع المؤنث السالم في الأيات يعود على الفاكهة والنخل والرمان كما يعود في أيات أخرى على قاصرات الطرف ولا ذكر للنساء.
 إن هذه الحور من الخيرات الحسان، مقصورات ومحفوظات في أكمامها كاللؤلؤ المكنون، إلى أن يحين وقت تناولها، فتعود كما كانت وكأنها عين تفيض.
 وهذا التجدد المشاهد لأهل الجنة، يجعلهم في تأكد من أن هذه الثمرات الخيرات الحسان، لم يسبق أن مسهن إنس ولا جان.

ومن جمال هذه الخيرات الحسان، أن زينها الله تعالى فصارت كالياقوت والمرجان واللؤلؤ المكنون.
. ولأنها متماثلةٌ، فهى كالأتراب المتشابهين المتماثلين

يلخص المعنى النهائي للباحث محمد بارودي في هذا الكلام هى الخيرات الحسان المكنونات، في خيام نبات الجنة ذي القطوف الدانية أو ذي الطرف القاصر المذلل للمتقين. وهى تتدفق كالعيون ولا تنقطع. 
وهذه الثمرات تجري بالخيرات الحسان، كلما قطفت واحدة عادت كما كانت، حتى أن أهل الجنة يقولون عند مطالعتها وهى تعود: كلما رزقوا منها من ثمرة، قالوا هذا الذي رزقنا من قبل، واتوا به متشابها.

ان القول بأن الحور العين هن نسوة تم إنشائهن أبكارا من منطلق قوله تعالى: “ثيبات وأبكارا” فهو من باب الغفلة العظيمة. فالأبكار صفة تطلق على الشي الذي خرج أولآ ولم يمس بعد. وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين، في سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة، إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارا، عربا أترابا، لأصحاب اليمين، ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين
وقوله تعالى “أنشأناهن فجعلناهن” الضمير يعود على: الفاكهة الكثيرة والبكورة هنا تتماشى مع عدم الطمس والحور، الذي يشاهده أهل الجنة للثمار وهى تتجدد أمام أعينهم
وبهذا نكون قد وصلنا لمعنى “أقرب” ما يكون إلى الصحة في ضوء الآيات الكريمات وقد اعتمدنا في فهمنا على استنطاق نصوص الآيات في سياق التنزيل ومراعاة الضمائر حتى ضميرنا.

واما أن يكون المعنى متعلق بالجنب ببعض الشيء من جانبه فيكون المعنى هو: أن ثمار الجنة من الفاكهة والنخل والرمان، ليست كما كانت في الدنيا تحتاج من يتسلق ويتعب حتى يصل إليها، بل هن قاصرات الجنب (دون المتقين) مذللات لأهل الجنة: “وذللت قطوفها تذليلا”.

وإما أن يكون المعنى هو: أنهن نسوة بالجنة يقصرن أبصارهن على أزواجهن، فهو لغو وقصر نظر، فأول ذلك بسبب اننا بينا أن الحور العين، هي لكل من الذكر والأنثى (المتقين) ولو صح الأمر، لكان هناك أيضا حور مقصورين في الخيام، وقاصرين الطرف على زوجاتهم 

4-ولو قلنا بأن هؤلاء النسوة محبوسات في الخيام، فعلى من يخشى أن يقع بصرهن لو أجالتهن في كل اتجاه ؟؟؟ انه بلاشك معنى متضارب مع بلاغة الله سبحانه وتعالى . ولو كانت هذه هى الصفة المحمودة للنساء دون الرجال، لكان الأولى بها النساء التقيات الغائرات بالجنة، لا أن تكون ميزة للنسوة المخلوقات في الجنة كما زعموا.

[الخــيـــــــام]: 
الخيام هنا، معناها غلاف الفاكهة التي يحميها من العوامل الخارجية، حتى حين ان يطلبها صاحبها، وكلمة خيام اتت مرة واحدة (حور مقصورات في الخيام)، فكل نعمةمن هذه النعم لها غطاؤها الخاص بما يناسب نوعها، لذلك اتت كلمة خيام ببلاغة عامة لكل هذه الانواع وحتى لايحدد الله قوله قشرة فتكون قليلة البلاغة عن كل هذه الفواكه والنعم.

 [اليــاقوت والمرجـــــان والبيـــض المكنـــون] 
هي الوان حور العين وهنا نتساءل قليلا.. اذا كانت الحور عين هن نسوة في الجنة، فهل من صفات هذه النسوة المحببة إلى النفس ان تكون حمراء كالياقوت، أو صفراء كالمرجان، أو شمعية كالؤلؤء؟ 
من منكم يحب أن يقترن بـامرأة حمراء أو امرأة صفراء أو امرأة بيضاء كالبيض، أو امرأة خضراء أو زرقاء؟

[يطمثـــــــهــــن]: 
اذا قلنا أن الطمث هو غشيانهن، فهل من الممكن أن يكون هناك احتمال كونهن سائبات متروكات لأى واحد من الإنس أو الجن، ليمارس معهم الجنس دون ضوابط مثل البهيمة السائبة!؟؟
 نقول إن فاكهة الجنة لأهلها بلا تخصيص فهل النسوة كذلك!؟

[أبكارا]: 
إنّا أنشأنهن إنشاء (35) فجعلناهن أبكارا (36) عربا أترابا (37) لأصحاب اليمين (38) نحن نعجب أن يقال أنّ النون تعود على كائنات جنسية إسمها “حور عين” فأين هي في الآيات التي تصف نعيم أصحاب اليمين؟ إنّنا أمام أفكار صيغت مسبقا، ولا تنظر في الآيات، ولا تهمها الألفاظ ولا النظم ولا السياق.
 ومن هذه الأفكار المغروسة، جعل المفسرين أبكارا هي جمع البكر أي عذارى ولو كانت “الحورية” هي متاع جنسي أنشئت إنشاءا لسكان الجنة، فما سبب إضافة “فجعلناهن أبكارا”، هل يعقل أن يسري الشك إلى إمكانية كونها ثيبا حتى توضحه الآية، أم في القرآن حشو؟ أمّا البكر فهي في البلاغ المبين من البكور، أي الشيء في بدايته فهو ليس باليا ولا ذاويا ولا يابسا، فالأبكار صفة تطلق على الشي الذي خرج أولآ ولم يمس بعد.

[اتـــــــراب]: 
الترب هو: الصنو والمتماثل في العمر والنشأة، اي انها ثمار كل نوع تتطابق في الشكل، والطعم، إذ إنها تعود كما كانت، ولذا يعتقد أهل الجنة أنها هى التي أكلوها آنفا.

[عـــيــن ]: 
وردت كلمة عين (بكسر العين) بالقرأن كالتالي:
 (وعندهم قاصرات الطرف عين)
 (كذلك وزوجناهم بحور عين) (وزوجناهم بحور عين)
 (وحور عين)

. لنلاحظ الفرق بين، وعندهم قاصرات الطرف عين وبين وحور عين 
نجد ان: الحور = القاصرات الطرف. لنلحظ الفرق بين وعندهم قاصرات الطرف عين و بين وعندهم قاصرات الطرف أتر 
نجد ان: العين = اتراب، والسبب في كونها اتراب هي انها حور، لانها ترجع كما كانت 
بمعنى اخر انها سلسلة من التجدد اللانهائي.
 العين أصلا هى التي تفيض (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول، ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق) حتى الفاكهة والنخل والرمان، تتجدد كما لوكانت عين تسيل.

القول بأن الحور العين هن نسوة بالجنة خلقن خصيصا للذكور، يكرس للتفرقة العنصرية التي مهر الرواة في إثراثها برواياتهم المروية
 إن التزويج الوارد في الآيات لا علاقة له بالنكاح، وإنما هو من الاقتران.
 إن الحور هى جنس الثمار، التي تعود بعد ذهاب.
 إن ضمير جمع المؤنث السالم في الأيات، يعود على الفاكهة والنخل والرمان، كما يعود في أيات أخرى على قاصرات الطرف ولا ذكر للنساء.

إن هذه الحور من الخيرات الحسان، مقصورات ومحفوظات في أكمامها كاللؤلؤ المكنون إلى أن يحين وقت تناولها فتعود كما كانت وكأنها عين تفيض.
 ولهذا، فتجدد المشاهد لأهل الجنة، يجعلهم في تأكد من أن هذه الثمرات الخيرات الحسان لم، يسبق أن مسهن إنس ولا جان.
 ومن جمال هذه الخيرات الحسان، أن زينها الله تعالى، فصارت كالياقوت والمرجان واللؤلؤ المكنون.
. ولأنها متماثلة، فهى كالأتراب المتشابهين المتماثلين
يلخص المعنى النهائي للباحث محمد بارودي في هذا الكلام. 
هى الخيرات الحسان المكنونات، في خيام نبات الجنة ذي القطوف الدانية أو ذي الطرف القاصر المذلل للمتقين، وهى تتدفق كالعيون ولا تنقطع. 
وهذه الثمرات تجري بالخيرات الحسان، كلما قطفت واحدة عادت كما كانت، حتى أن أهل الجنة، يقولون عند مطالعتها وهى تعود: كلما رزقوا منها من ثمرة، قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها.

ان القول بأن الحور العين هن نسوة تم إنشائهن أبكارا من منطلق قوله تعالى: “ثيبات وأبكارا” فهو من باب الغفلة العظيمة.. فالأبكار صفة تطلق على الشي الذي خرج أولآ ولم يمس بعد. 
وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين، في سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة، إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارا، عربا أترابا، لأصحاب اليمين، ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين
. وقوله تعالى “أنشأناهن فجعلناهن” الضمير يعود على، الفاكهة الكثيرة، والبكورة. هنا تتماشى مع عدم الطمس، والحور الذي يشاهده أهل الجنة للثمار وهى تتجدد أمام أعينهم،
 وبهذا نكون قد وصلنا لمعنى “أقرب” ما يكون إلى الصحة في ضوء الآيات الكريمات، وقد اعتمدنا في فهمنا على استنطاق نصوص الآيات، في سياق التنزيل ومراعاة الضمائر حتى ضميرنا”.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً