معطف – كبوط – (موسوليني) في بنغازي

معطف – كبوط – (موسوليني) في بنغازي

عندما يدخل فصل الشتاء وتشتد البرودة، يستعد صاحبنا، ويخرج ذلك المعطف المصنوع من الصوف الاصلي من دولاب غرفة النوم، يلبسه، وينظر لهيئته في المرآة قبل ان يخرج الى الشارع. يتجه الى دكانه، بمجرد وصوله، يخلعه، ويضعه في مكان بارز، ليراه الاصدقاء الذين يترددون على الدكان لشرب الشاهي وتمضية الوقت، وبينما هم كذلك، يحاول صاحبنا بطريقة ذكية اتقنها لسنوات طويلة ان يلفت الانتباه ناحية المعطف، وينجح في مسعاه، ليدور الحديث في كل مرة وفي كل شتاء، عن المعطف العجيب وكيف وصل اليه.

كان صاحبنا، يتباهى بالمعطف الطويل الثقيل، الباهت القديم، ذو اللون الزيتي القديم،ـ وان غابت عنه بعض الازرار النحاسيةـ، الذي ورثه عن والده، الذي ورثه بدوره عن الدوتشي موسوليني، الذي تركه اثناء زيارته لبنغازي، ـ حسب ادعائه ـ، وهومعطف (كبوط) يشبه المعاطف (كبابيط) الذي كان يرتديها جنود وضباط وقادة الجيش الالماني، حليف الطليان في الحرب العالمية الثانية.

انه يعرف عندما يختلي بنفسه، ان هذه الحكاية انما هي كذبة مفضوحة لا تنطلي على أحد، لكنه يصر على تصديقها، ومحاولة ارغام الاصدقاء الذين يترددون على دكانه على تصديقها، رغم ان اغلبهم كان في سره يسخر منه ويطلق النكات حوله، وعلى وجوهم تنطبع ابتسامة خبيثة، لكن لا أحد منهم تجرأ مره، وباح بذلك، خوفا من فقدان المكان الدافئ الذي يسهرون فيه وطاسة الشاهي الحمراء، وحكايات ونوادر الاصدقاء في ليالي الشتاء الطويلة..

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً