شاهد عيان على جرائم القذافي..

شاهد عيان على جرائم القذافي..

أتذكر جيدا مشهد إعدام عمر دبوب وبن سعود شنقا في ميدان االكنيسة الكاثوليكية، ظهر يوم الخميس الموافق 7 ابريل من عام 1977 ، وهو مشهد لن أنساه طوال حياتي.

الحكاية من البداية: طرقات قوية على باب البيت، ذهبت لافتح الباب، وجدت امامي المرحوم محمود الاوجلي، الذي يملك بقالة بشارع طرابلس، الذي يربط بين شارعي محمد موسى والعقيب.

قلت له شنو فيه يا سي محمود؟ كنك، شكلك داهش، تفضل، انجيبلك كباية ميه؟

رد عليا، ما نبيش شيء، خوك منصور وين، منصور وين؟

منصور قاعد في شقته فوق، شن تبيه، شنو صار، قولي..

وبدأ في سرد الحكاية قائلا:

كنت مارا امام الكنيسة وهناك جمهور كبير ومشانق تنصب.. ثم توقف عن السرد ، وقال لي: هيا بسرعة، اركب معايا على البشكليطة.

لم امتثل لطلبه، وهرولت مسرعا، لان بيتنا لا يبعد كثيرا عن المكان.. وصلت ورأيت المشهد المأساوي: منصة الإعدام قائمة، وجثث تتدلى في المكان (المكان.. الذي طالما اجتمعت فيه مع اقراني، نلعب الكورة كل يوم جمعة..!!).بقيت الجثث هناك حتى مساء نفس اليوم، زيادة في رعب وتخويف الناس.

عرفت فيما بعد انهما جثتا دبّوب وبِن سعود اللتان تتدليان من المشنقة، وانهما شنقا لانهما شاركا في مظاهرة ضد النظام عام 1976،وقبل ذلك بدقائق وفي نفس اليوم تم اعدام المرحوم عمر المخزومي مع عامل مصري اسمه” احمد فؤاد” في ميناء بنغازي…شنقا، لتكون اول عملية اعدام مدني في عهد القذافي.

ولم يكن القذافي بعيدا عن مشهد الاعدام فقد أكد شهود عيان أن القذافي كان موجودا بشرفة الهوتيل المطل على ميدان الكنيسة أثناء تنفيذ عملية الشنق، للتلذذ بمشاهدة المنظر.

وقفت مشدوها في ذهول ووجومً أمام هذا المشهد،مع جمهرة من عرب بنغازي،يتابعون المشهد الغريب، غير مصدقين ما يحصل امامهم، وكان عناصر من الشرطة يحيطون بالمكان وعربة الامن تقف على الجانب الايسر من ميدان الكاتدرائية.

صعب عليا تصديق ما شهدت بأم عيني لأنّ ما رايته صورة طبق الاصل من صور نشرت في الجرائد والكتب عن فترة الاستعمار الايطالي وشنق المجاهد عمر المختار، والكثير من المجاهدين، وكَأنّ التاريخ يعيد نفسه، لكن بدلا من الفاشي موسوليني هناك الفاشي القذافي!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً