مند أيام مرة الذكري الأربعين للسابع من ابريل والذي كان يسميه القذافي ولجانه الثورية بثورة الطلاب.  لقد اوهموا الجميع بأن الطلاب هم من ثار على الرجعيين وخفافيش الليل كما كانوا يسمونهم. لكن من ثار هم الجان الثورية والتي حكمت الجامعات بالحديد والنار وحاول القذافي تفعيل عملية غسيل المخ للطلاب ابتداء من ادخال الكتاب الأخضر كمنهج بالثانويات والجيش بالإعدادي حتى يأتي الطالب للجامعة وهو مستعد تمام لبطش اللجان الثورية ويبقي خائف الى أن يخرج من هذه الدوامة لكي يلتحق بالعمل وبدون حوافز أو قيمة له. يتخرج ويجد اللجان الشعبية والمؤتمرات والهرطقة والكذب والتملق من الكثيرين. يبدا حياته ولا يعرف متي تنتهي. أنها ثورة اللجان الثورية على الطلاب وقهرهم وأذلالهم وضياع التعليم والحب للتعلم ، لأنه لا أمل في التغير واستمر لعدة سنوات هذا البطش والظلم للطلاب والشعب الليبي.

جاءت ثورة 17 فبراير وتنفس الكثيرون الصعداء بأن مستقبل زاهر سوف يرتسم لهم والي أبنائهم وما عليهم الا الانتظار. دخل حلف الأطلسي في المعادلة وساعد الليبيين كثيراً في التخلص من القذافي لأسباب هم يروا أنها قانونية وأرغموا العرب على اصدار قرار الجامعة وتحصلوا على موافقة مجلس الامن لحماية المدنيين تحت البند السابع وأصدروا قرار بمنع بيع السلاح لليبيا وللطرفين.  كل هذا ولم نقل شيء وقبل الجميع بهذا في سبيل أن نتخلص من القذافي وزمرته والتي تزعم أن الطلاب هم من ثار على الشيوعين والغوغائيين وخفافيش الليل. هرب الكثير من هؤلاء المنظرين من اللجان الثورية وبقي اكثرهم بليبيا تحت حماية مدنهم وتناسوهم الناس وأصبح بعضهم هذه الأيام راكب موجة 17 فبراير ويسب فيمن كانوا سببا في الحروب الاهلية وكذلك تعتر مسيرة هذه الثورة. استمر حلف الأطلسي في دعمه لبعض الجماعات المسلحة وذلك بغض النظر عما يفعلون.

حلف الأطلسي لم يكمل المهمة وبعد اعلان التحرير، رحلوا وتركوا الليبيين يتصارعون على السلطة والمال ونال نصيب الأسد بعض الساسة وكذلك الاخوان المسلمين. حلف الأطلسي نسي أن هناك فراغ كبير في ليبيا مثل ما حدث في العراق حيث لا جيش ولا شرطة بليبيا. سرعان ما تحول الثوار الى مجموعات مسلحة تحت قيادة بعض خرجي سجون القذافي أو عائدون من الخارج أو من داخل ليبيا ولهم سوابق كثيرة.  لا ننسي أن هناك فعلا فئة من هؤلاء الثوار الحقيقيون يريدون الخير لهذا الوطن ولكن جزء منهم استشهد والاخرون تركوا السلاح ورجعوا للحياة المدنية. خرجت مصراته والزنتان القوتان الكبيرتان بغرب ليبيا وأنصار الشريعة ببنغازي والقاعدة بدرنه. جميعهم جمع الأسلحة الكثيرة واشتروا الكثير من جراء جمعهم أموال هائلة أيام حكومة الكيب وزيدان. هذا كله تحت مسمع ومراء حلف الأطلسي والذي تارة يقف مع الاسلامين وتارة يقف متفرج ومرة اخري يزرع في الفتن. جلبوا طارق مثري وهو ضعيف جداً ويؤتمر بأوامرهم وأنحاز كثيراً للإسلامين أملين أنهم سيأخذون السلطة ويسيطرون على المتشددين في ليبيا.  رحل طارق مثرى لأنه لم يقدم شيء ولمدة سنتان ضيع حلف الأطلسي الفرصة مرة اخري لكي تستقر ليبيا ومن بها.

دخلنا المرحلة الثالثة لحلف الأطلسي وهي وجود ليون وقصة الحوار. جاء ليون ولكن بعد أن اشتعلت الحرب في غرب ليبيا وشرقها. مايو 2014 بدأت في بنغازي وبقيادة الجنرال خليفة حفتر والذي أخد على عاتقه تحرير بنغازي وبرقه من المتطرفين الإسلاميين لأنهم اغتالوا وقتلوا أكثر من 700 شخص من الضباط والعسكريين والشرطة واعلاميين وناشطين سياسيين وحتي النساء لم تسلم منهم. حرب دموية راح ضحيتها الكثير وأنضم لأنصار الشريعة ما يسمي بشوري بنغازي وهو من الاسلامين تحت غطاء الثوار. يحارب معهم عرب وأجانب كثيرون وأخيراً تواصلوا مع تنظيم الدولة الاسلامية. كل هذه الحرب هي نتيجة غف نظر حلف الأطلسي عن المتشددين في برقة ولم يقوموا باستكمال مهمتهم وكما فعلوها بعد الحرب العالمية الثانية عندما ساعدوا ليبيا في الوصول الى اتفاق وسلام ودولة تحت قيادة واحدة. الأن الحرب مستمرة وكل شهر يقول السيد حفتر بأنهم سينهونها والمواطن متضرر كثيراً حيث الدراسة متوقفة والمدينة تدمر جزء بجزء.

فجر ليبيا وشروق ليبيا بقيادة مصراته وبعض المدن مثل الزاوية والامازيغ وغريان وصبراتة وطرابلس تحالفوا ضد الزنتان وورشفانه وبعض الاخرين. بدأت هذه الحرب بشهر أغسطس 2014م وهي لم تنتهي الى اليوم ومات الكثيرون من الطرفين. دمر مطار طرابلس واحرقت خزانات النفط وارهب الناس وعدنا مثل ما كانت عليه طرابلس في الثمانينيات حيث اللجان الثورية تقمع في الجميع وترهب في الطلاب تحت مسمي ثورة الطلاب.  اليوم أذا عرفوا أنك تفكر أو تتحدث أو تساند الكرامة أو جيش القبائل كما يسمونهم، فمصيرك هو السجن ولا أحد يعرف اين أنت. سجون غنيوة وكاره ومصراته مليئة بشباب قالوا لا لتدمير ليبيا وطرابلس بالذات وعبروا عن آرائهم بحرية كما كانوا يحلموا بها عند قيام ثورة 17 فبراير.

جاء ليون في هذه الظروف ويريد أن يعمل حوار تحت بنادق مصراته والزنتان وحفتر وأنصار الشريعة وبمباركة الاخوان والمقاتلة وتحالف القوي الوطنية. الصدع بداء يحدث هذه الأيام حيث مليشيات مصراته الأن معظمها تتمركز بطرابلس وتريد حماية طرابلس ولا تريد فقدان العاصمة للزنتان مرة اخري.  الزنتان وورشفانه يحاولون دخول طرابلس من جديد وهو أمل نيله سيكون صعب حيث لم تكن لديهم سيرة حسنة بين أهالي طرابلس كما لم ولن تكون هذه السيرة طيبة لمليشيات مصراته ومن يساندهم. كذلك صار صدع كبير بين مصراته والليبية المقاتلة ومحاولة ابعادهم عن المشهد لأن حلف الأطلسي يراهن على عبد الحكيم بلحاج بأن يكون كرازي ومالكي ليبيا في المستقبل ومصراته تريد أن يكون رجل ليبيا الاول هو من مصراته. لهذا طردوا الحاسي ونصبوا الغويل من مصراته كرئيس حكومة غرب ليبيا. ليون يترنح بين غرب وشرق ليبيا ويحاول أن يقرب بين الاخوان والمقاتلة ومصراته والاخوان يريدون الانفراد بكل شيء وكسب الكثير على الأرض ولن يدخل العاصمة أي جيش مهما يكن ولو بعد خمسين سنة اخري. هذا ما تريده مصراته وميلشياتها الان حيث أصبح وضع مصراته بين الليبيين حرج جداً ولا يمكن أن تجد لها رفقاء الا القلة والصدع سيحدث قريبا. المدن والتي صارت بجانب مصراته في فجر ليبيا أصبحت تتململ وأصبح قادتها السياسيين والاجتماعين يضغطون على مليشيات تلك المدن بأن لا يتدخلوا مرة اخري في أي حرب تقودها مصراته.

ماذا سيحدث في حوار هذا الأسبوع

1. حلف الأطلسي سيقترح مشروع جديد وأكثر الاحتمال هو فرض حصار على ليبيا كما لوحوا به قبل أسبوعين
2. اجتماع الجزائر بين الأحزاب لن يخرج بشيء لأن مطالب الاخوان ومليشيات مصراته فوق قدرة أي محاور للموافقة عليها
3. حوار الصخيرات سيكون اخر متنفس لليبيين حول قضية وطنهم وسوف يسجلون توافق ولكن بدون تنفيذ
4. الحرب في شرق وغرب ليبيا ستستمر ويريد الجميع كسب المعركة حتى يكون الأقوى في الحوار ويخرج بمكاسب كبيرة من الحوار
5. ليون وحلف الأطلسي لديهم مخطط وما هذه العملية الا لف ودوران على الجميع حتى يفشل الحوار ويأتي كرازي ومالكي ليبيا تحت البند السابع وبقوة حلف الأطلسي
6. دول عربية وإيطاليا ستنفد مهمة كبيرة في ليبيا قريبا من أجل فرض ما يريده حلف الأطلسي
7. الحوار سيستمر الى أن يصل الى حل كما حدث بلبنان وايرلندا والبوسنة ولكن بعد حين

♦ تحية لكل شهداء 7 ابريل بداية من عمر دبوب.  تاريخ غير مشرف للقذافي واللجان الثورية ويجب أن يحاكموا يوما على ما فعلوه بالطلبة وكيف أفسدوا التعليم والحياة الاجتماعية بليبيا. تحية لك شهداء ثورة 17 فبراير من حاربوا القذافي وجنوده حتى تم تحرير ليبيا وهم الثوار الحقيقيون. تحية لكل الليبيين والليبيات والذين غرر بهم من قبل بعض القادة السياسيين وقادة المليشيات والأحزاب الدينية حيث كان حلم الليبيين والليبيات هو أن تكون ليبيا دولة مدنية تنعم بخيراتها ويعيش بها كل الليبيين والليبيات دون وجود للتطرف والإرهاب والجهوية والقبلية. حلف الأطلسي مرة اخري يقوم بغلطة كبيرة حيث تقدم وساعد الليبيين للتخلص من القذافي ولكن أوقع البلاد في ايدي المتطرفين والارهابين ومليشيات ليس لها هم غير السلطة والمال وادلال المواطن. الحوار نشط ونتمنى أن يخرج بنتائج من اجل المواطن ومن أجل وحدة الوطن ولا نريد أن يتكرر مشهد ثورة الطلاب بقيادة اللجان الثورية في عهد القذافي والان بقيادة بعض المليشيات تحت عدة مسميات.

ليبيا ستنتصر بعون الله ومازال هناك أمل أذا فيه النية الصادقة من أصدقاء الشعب الليبي لمساعدتنا في الخروج من هذه الازمة.

من مزال يذكر في 7 ابريل

تاريخ اسود في ليبيا وخاصة من عاشه بكل لحظاته وكيف كانت اللجان الثورية تقمع وتدوس على الطلبة. لقد جعلها المقبور عيد له والى كلابه المسعورة في هذا اليوم. الجميع ربما نسي هذه الايام ولكن لن ننسها حيث كنا في وسطها من بدايتها الى أن رحل الطاغية وتم القبض على من كانوا محركي 7 ابريل. بعضهم في السجون وبعضهم في الخارج وهناك مجموعة طليقة وتحت حماية مدنهم لأنهم تابوا وواحد منهم قبل يومين يتهمني بالسرقة وكذلك انه تم خدعي بثورة 17 فبراير.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.