البرلمان يحتضر؟

البرلمان يحتضر؟

البرلمان اداءه مهلهل مقارنة باداء اخوه المؤتمر الوطني العام وهذا الاداء السيء ازداد على مايبدو بعد الضربة الموجعة التي تلقتها الكرامة في تاجوراء وفشلوم والغرارات على يدي فجر ليبيا كما ان اقتراب موعد رحيله الغير مأسوف عليه في شهر اكتوبر القادم قد يكون زاد من حالته البائسة ولكن هناك اسباب اخرى فضحت اداءه وقصمت ظهره مثل الاداء الغبي لحكومة عبدالله الثني الخاضع بالكلية لرغبات حفتر وجنوده أي ان الخلل يسري في كافة اوصال البرلمان المدنية والعسكرية وكل هذا الخليط يساند زعيمه عقيلة صالح وطموحاته التي اسّر بها لحلفائه الايطاليين عندما ذهب اليهم في رحلة تنصيب العوامي سفيرا في روما …ان يكون هو الرئيس وحفتر القائد العام للجيش… دون ان نغفل استعانته بجوقة اعلامية صاخبة كاذبة مضاف اليهم تجار الحليب والوراقين ليكونوا مستشاريهم كما رأيناهم في الصخيرات.

زمان ايام القضاء والعمل بالفقه الاسلامي كان القاضي لايقبل شهادة صاحب العمل الحقير فمربي القرود او بائع الكلاب اكرمكم الله  لايمكن له الوقوف امام القاضي ليشهد كون عقله شابه خلل نتيجة احتكاكه الدائم بتلك الحيوانات بل ان معلم الصبية القرأن كان القاضي لايقبل له شهادة لما اختلط عقله من سذاجة جراء اختلاطه بالاطفال فهو يجري وراءهم بعصا من الجريد  ويقفز معهم من ناحية لاخرى فلو دخلت عليه لرأيته بهلوانا في سيرك ….هذا الامر وعلاقته بالشهادة يشير الى العقل و تاثره  جراء الصنعة التي يمارسها الانسان  ….لو تمعنا في واقع ليبيا اليوم لوجدنا الوراقين والتجار والمغنين هم من يديرون المشهد السياسي  وهي مؤامرة اشترك فيها المؤتمر الوطني والبرلمان … ماذا نتوقع من الشريف الوافي تاجر الحليب ان يكون مستوى تفكيره ونظرته للوطن اكثر من لتر حليب وما يضيف اليه من ماء كي تزيد دنانيره وماذا نتوقع من محمود شمام ممتهن قصاصات الورق وهو يغرذ بما يشتت الشمل بداعي الشفافية والصدق مع النفس بل ماذا نقول للتكبالي الشاعر الغنائي الذي يسبح في ملكوت الله ولايتدبر فيه بل يسعى بقضه وقضيضه ليتحالف مع الشيطان بعد ان كان يشكو طاطاناكي على رؤوس الاشهاد …ان تأثير المهنة تأكل من العقل وتؤثر عليه وبدلا من ان نحيلهم لمستشفى الامراض العقلية جعلنا منهم قادة …والا ما نقول في تصريحات الثني الذي يجب ان يحال الى الكشف الطبي قبل احالته للسجن لكي نعرف سبب تناقضه الغريب العجيب وهو يأخدنا يمنة ويسرى قافزا من جهة الى عكسها ….الكشف الطبي والقانوني يجب ان يسري على الجميع.

تجار الحليب وباعة الكلام و الشعراء ومعهم الغاوون يسعون بفضل داعميهم من ناهبي المال العام خلال  حكومات المؤتمر والبرلمان ليكون لهم قرص في عرس الحكومة الانقاذية القادمة وما التأخير في مؤتمر الصخيرات الا لاجل ما سّره عقيله لحلفائه الايطاليين بمؤازرة المصريين  ولنتصور ماسيحدث للبلاد ان تولى هؤلاء الخونة والعملاء تسيير حكومة الانقاذ القادمة  …ان الحكومة القادمة ان لم تكن بعقل الوطنيين وروح الثائرين  وقلوب المخلصين واحلام العذارى فاننا سنكون لقمة اخرى من اللقيمات التي ابتلعتها تلك الغيلان التي لا تذخر جهدا في سبيل استمرار الاقتتال فيما بيننا ليتنعموا هم واهليهم بالمال الذي نهبوه.

على الحكومة القادمة ان تعي ان محاربة الفساد اولى من محاربة الارهاب فلا يترعرع الارهاب الا بالفساد وما فشى في بلادنا الا بعد قسمة الميزانيات بين اولئك النصابين المرتشين …على الحكومة القادمة اذا ارادت ان تكون علامة فارقة ان يكون لديها الارادة لتنظيف البلد من غيلان المال والفساد وان لاتصغي لحجي بكر الليبي الذي سيقودها ولاشك الى الصدام مع الشعب.

نتائج الحوار ستكون كارثية وعكس ما يأمله الشعب الليبي اذا جاء على رأس حكومة الانقاذ الوطني شخصية جدلية او شخصية ضعيفة …ليبيا اليوم تحتاج الى من يقول لا للقوى المسلحة ويقول لا للفساد ويقول لا للاطروحات الانفصالية التأمرية …شخصية تقول لا لمشاريع المحاصصات والمقاسمات …ليبيا اليوم بقدر ما هي ممزقة ومشتتة الا انها في ظرف تاريخي يجعل من السهولة بمكان نجاح  أي مشروع وطني حقيقي يعالج صميم مشاكل الوطن.

اغلب الشعب الليبي وان انقسموا ما بين الكرامة وفجر ليبيا الا انهم عقلاء ويمنون النفس بالاستقرار واغلبهم يعادي الارهاب ويقف ضده ولايقبله …الشخصية بل الشخصيات التي سيتم اختيارها لقيادة البلاد كمخرج رئيسي من مخرجات الحوار ستنجح اذا تسلحت بمشروع وطني جامع ينتج خطاب وطني صميم ينأى بالوطن عن الاحتراب والتحشيد ولم تنجر لمحاكاة القوى السياسية او الانصات لما تدعيه القنوات الاعلامية وتنظر الى الليبيين من خلال واقعهم الحقيقي وليس الواقع الذي تم صنعه فلا يمكن ان تتماشى حكومة تسعى لاخراج البلد من ازمته مع كيانات صنعت خصيصا لخداع الشعب الليبي بغية قيادته بالوهم.

المرحلة بقدر ماتقتضي روح التسامح والتسامي تقتضي الشدة في وجه الفساد والارهاب فهما وجهان لجسد واحد يعيش ويترعرع في ليبيا ولعل استحداث اجهزة مهنية بحثة ومستقلة تشرف على مراجعة وقبول البرامج والعقود والمناقصات متبوعة بمراقبة يومية من قبل ديوان المحاسبة والرقابة الادارية سيقلل من عمليات التحايل والتزوير بحيث لاتترك للوزارة وحدها تقرير قبول العروض فالتجارب السابقة اثبتث ان كل الاطراف شريك في الفساد بطريقة او بأخرى .

الحكومة القادمة يجب ان تعي ان دورها امني اكثر منه تنموي ولايكون الامن الا بمعرفة من هم الليبيون وكم عددهم والرقم الوطني هدف لايجب ان تحيد عنه الحكومة القادمة كما ان رفع الدعم ضرورة حقيقية حتى لا يتنعم البعض على حساب الكل …النفط والمنافد البرية والبحرية والجوية يجب ان تكون بعيدة عن قبضة القبائل والعشائر والجهات …لامحاباة  في الاستدعاءات للتحقيق مع كل من افسد الحياة العامة طيلة الاربع سنوات الماضية خاصة استدعاء المجلس الانتقالي ومكتبه التنفيذي للخضوع للتحقيق وجرد ممتلكاتهم وحساباتهم هم وعائلاتهم واقربائهم واصدقائهم وكل من يلوذ بهم لان ماسرق من ليبيا كثير وكثير جدا وتلك الاموال هي التي يمول بها الارهاب و بواسطتها يتم ارسال ابنائنا الى اتون الحرب والموت …لابد من اطلاق سراح  المساجين ممن لم تثبت عليهم تهمة وليكن سراح مشروط وتحت المراقبة …على الحكومة القادمة ان تعي ان مافعله المؤتمر الوطني وحكوماته والبرلمان وحكومته كان تقسيم منفعي انتهازي فكل السفارات دون استثناء وكل الشركات والمؤسسات على رأسها اليوم من يتبعهم ولايتبع ليبيا او مصلحة الشعب الليبي …امنوا العقوبة فاسرفوا في الفساد …كل الصدامات والتفجيرات والمعارك هي بفعل المال المنهوب ومن تولى الحكم طيلة السنوات الاربع كان يعي ان عليه السرقة ليستطيع العودة فيما بعد وان لم يستطع العودة فانه سيدير الامور من خلف الستار بقوة تلك الاموال التي نهبها.

نحتاج الى ارادة وطنية توقف نزيف الاموال وتمثليات الميزانيات التي رسخها المؤتمر الوطني الارعن.

هم يدفعون بالبلاد للمزيد من التأزيم لكي تستمر وتطول فترة سراحهم ومن هنا هم صنعوا واقعا مزيفا ليقولوا لنا هذا واقع الشعب الليبي وهذا عير صحيح.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً