شعبا تهجره عصابات وتسرقه حكومات

شعبا تهجره عصابات وتسرقه حكومات

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

البلاء لا يهبط من السماء او يأتي من الغيب.. من الخفاء ولا يأتي البلاء بذاته بصفاته، البلاء على الأرض تصنعه العقول فأصل وجود البلاء في عقل الانسان وعقل الانسان هو مايولد البلاء علىالأرض.

في مقال سابق عنوانه (عصابات من اللصوص في العراق وليبيا) نشر بتاريخ (23-12-2014م) اوردت فيه خبرا منقول من موقع حكومة الشرق الليبي  بتخصيص حكومة الثني لمبلغ (100) مليون دينار للاسر النازحة في بنغازي وذلك في اجتماع عقد بتاريخ (20-12-2014م)، وذكرت ان المبلغ معد للسرقة وذلك ليس رجما بالغيب. او اصطيادا للعيب. ولكن اي متتبع منكم لامر حكومات فبراير يعلم بأنها حكومات مشبوهة ولا يعجزها سرقة اموال بأوجه صرف وهمية ومنها ان هذا المبلغ له وجها للصرف هو مساعدات للاسر النازحة في بنغازي ولم يصل حتى دينارا للاسر النازحة والذي وصل من ذلك هو تصريحات للثني عبر تسريبات اعلامية عن سرقة نائبه لاموال عامة في المنطقة الشرقية ولم تفاجئني هذه التسريبات من حكومات لها سوابق ولواحق في سرقة المال العام ولكن  أغضبتني كما أغضبت الكثير من الوطنيين ان يحدث هذا ومئات العائلات من مدينة بنغازي مهجرة تقتات على عطايا المؤسسات الخيرية وعلى فضل من لا فضل لهم ومن هذه العائلات من تقيم في المدارس وتنام في فصول دراسية غير مهيأة للنوم وتقضى حاجاتها البشرية في حمامات جماعية اغلب مجاريها مقفلة واغلب انابيب مياهها معطلة ومن هذه العائلات من باعت حلي فتياتها وامهاتها  حتى تستأجر مقاما لها في منطقة مجاورة بعيدا عن القصف المجنون. وحصاد المنون.

ومن هذه العائلات من انضمت الى العائلات المهجرة سابقا من حدث فبراير في دول الجوار، حالها التشرد. وعيشها التجرد. وحقيقة مؤلمة ان العائلة الليبية لم يعد لها وطن في وطنها، وطناً فيه تشردها العصابات وفيه تسرق حقوقها و اموالها الحكومات و سرقة نائب الثني هى السرقة المعلنة وما هو في الخفاء. اشد دهاء. وابلغ بلاء. وهو لم يعلن عنه الثني او غيره وهذا الخفاء هو سرقة* ونهب ارصدة الجهات العامة في المنطقة الشرقية من ليبيا والتي تتبع ادارتها العامة والرئيسية للمنطقة الغربية او حتى المنطقة الشرقية حيث استغل اللصوص من الوزراء ومدراء الإدارات الانقسام الحكومي واستولوا على الارصدة السابقة المحولة من طرابلس وبدأوا مع حكومة الشرق بحسابات جديدة فوزراء طرحتهم عمائم شيوخ قبائل الشرق، ماذا تنتظر منهم ليبيا؟ غير السرقة وإغفال واهمال معاناة ابناء ليبيا في بنغازي ومع هذه السرقات والاختلاسات والسفه المالي فان مجلس  النواب الليبي ركن الى ماخصصه لنفسه من اموال وابتذال واكتفى، وركن الى اقامات فاخرة في دولا اخرى وفي ليبيا ويكفيه ذلك لانه مجلس نواب لذاته وليس للشعب الليبي الذي تقيم عائلاته في المدارس وتحت جبروت مؤجري المساكن وتحت جبروت الدول الاخرى التى ترى فيهم وافدين اليها من الدرجة العاشرة فالدرجة الاولى والثانية يحظي بها رعايا الحكومات التى تحترم نفسها وليس الحكومات التى تغوص في السرقة، ركن مجلس النواب الى ذلك ولم يشحذ همته. ولم يبرئ ذمته. ويحاسب نفسه ثم يحاسب هذه الحكومة على سرقاتها او سرقة الحكومات التى سبقتها، وما يحيرني هى القوى الوطنية الأصيلة في الشرق الليبي الذين ثبطت في خلاياهم الجينية فزعة الجهاد الوطني والتى ورثوها من اجداد. الجهاد. وهم يرون أهاليهم مشردين مهجرين وحكومتهم تسرقهم ولاينزلون في هؤلاء حق العقاب. في زمن انزل فى هؤلاء باطل الثواب. وفي زمن يفتخر فيه السارق. المارق. الخارق. بسرقته وجريمته ولايردعه رادع. ولايركنه صادع. اموال ليبيا هى كالدماء التى ينزفها هؤلاء العابثون من جسم وطن يحتضر، ضرب فيه العبث كل أركانه وكأنها فيروسات اجتاحت جسم الوطن فهتكت خلاياه وقرحته نزفا. وضربت اجهزته نسفا. يحدث ذلك ويحدث غير ذلك ولم يبق من عمر لنفط الشعب الليبي الا ثلاثين سنة بحسب تصريحات خبراء النفط وبدل من اعداد العدة. وادخار المدة. ومواجهة الشدة. بوضع اموال ليبيا في مكانها السديد. وتوجيهها توجيها رشيد.

فان الاموال تنهب وتهدر وتسرق والكل مع ذلك يسير حتى نصل بسيرنا الى مابعد الثلاثين سنة ويصبح الشعب الليبي جائع حافي عاري، الى ثلاثين سنة قادمة، من عمره الآن أربعين سنة لن يجد معيشة تقاعدية في سن السبعين ومن عمره سنة لن يجد معيشة وظيفية في سن الثلاثين وذلك ليس ببعيد انها خطفة من زمن ونصبح من اتعس شعوب العالم واضيقها عيشا وهذا الحدث واقع واقع ان لم يقف نزيف هدر واختلاس وسرقة الاموال واذا لم توضع اموال  الشعب الليبي في بدائل وطنية رشيدة تحقق دخلا وطنيا بدلا من النفط الذي سينضب بعد ثلاثة عقود.

* حول هذه الحقيقة يمكن الرجوع الى تقارير ديوان المحاسبة والمؤسسات المالية الحكومية الحيادية في مدينة طرابلس والجهات المنهوبة معروفة في هذه التقارير بأنها لم تقفل حساباتها المالية عن السنة الماضية الى الآن.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

اترك تعليقاً