اللجنـة الستينيـة… والأزمة الدستورية (2)

اللجنـة الستينيـة… والأزمة الدستورية (2)

حَسبما عَلمتُ من مصادر موثوقة، ووفق التحليلات السياسية لمَسار أعمال اللجنة الستينية، التى رَبَ بيتها ضاربٌ طَبل الرأسة، بما لا يُرتب لوم على رقص بعض أعضائها وفق ما يشتهيه رئيسهم… فأن رئيس الستينية مثله مثل صِنوَه جبرائيل، لا حُلم لهما إلا رئاسة ليبيا التى لا يرون أحداً غيرهما جديرٌ بها، أنها لمأساة الربيع الأديم ونفخة مُوسوِسه الرجيم، ولكن متى عُرف السبب بَطـُلَ العجب، إذ أن التسييف والمُمَاطلة فى أنهاء أعمال الصياغة، ودفع عدد كبير من شُرفاء اعضاء الستينية الذين تركوا شأنها وتنحوا جانباً، بعد أكتشافهم أن رئيسهم لا يريدهم أعضاء صياغة (فنيون خبراء فى فِقه القانون الدستورى) وآخرون مُتمرسون فى (معرفة بواطن شأن الشعب الليبى) وما يتمشى مع طموحات كل ألوان طيف مجتمعنا المُستهدف بربيع ساركوزى ويمينه الدجال… فبقى أغلب أعضاء الستينية تلك وبقينا معهم  مُستَغفـَلينَ فى غابة الحُذاق، حتى أكتشفنا جميعاً أنه لا يُريدهم أكثر من شهود زور وحسب، وفقط ليكونوا له حِصان طروادة، الذى سيوصِلهُ وصِنوَهُ لحُكمنا، واحد رئيس دولة والآخر رئيس حكومة!.

جُل قـُراء هذا المقال، يعرفون السبب الذى لا سبب سِواه فى التأخير والمُماطلة فى الأنتهاء من صياغة الدستور، التى تحولت الى سياخة بدل صياغة، أو بالأحرى الى سياحة للرئيس والمحضوضين مماً حوله من حُذاقهُ، أعضاء لجنة (التهيؤ لقيادة ليبيـا)… أما من لايعرفون.. فأن سبب عدم أنتهاء أعمال اللجنة هو عن سبق أصرار، حتى لحضة الوصول الى تاريخ أنتهاء عُمر مجلس النواب لربما فى أكتوبر القادم، ويتحول رئيس اللجنة وحُذاقهُ الى رئاسة ليبيـا! وأدارة شؤنها ولو الى كم شهر، تكون كافية لنيل ما يَصبون اليه، أسوة بكل من سَبَقهم من رؤساء المؤتمرات وكذا الحكومات، فى نيل مُرادهم ومن ثم عودتهم الى قواعدهم… فعلاً شىء مُغرى جداً، ولا غرابة… حيث جرت العادة فى العالم الثالت الذى نحن فى قَاعهُ، أن الحكام ومن يحلمون بنهب كرسى الحُكم، لا يصلون إلا على هَمَ وغـُلبَ شعوبهم، وهاهى العادة تتطورفى عهد ربيعنا هذا فى زمننا هذا، ليكون الوصول وللأسف على جُثتت الشعب، وتشريد من استطاع منه للشتات سبيلاً، هكذا من تبقى من اللجنة على مَهلهُم يُماطلون والناس يموتمون.

تكلمت وتكلم غيرى من الكُتاب الصحفيين كثيراً وكثيراً، من على هذا المنبر المُتميز وغيره، من أننا الليبيين غير مُحتاجين الى كل  هذه الهُليلة الدستورية المَسخَرة، ولا الى الرئيس الأمريكى الليبى، ولا الجدل حول الصياغة، حيث لدينا دستور 51 المعدل فى 63، جاهز (إمصَننع، إمَننع) قد لا يحتاج الى أكثر من عمل يومين أثنين فقط لا غير، وليس لما قارب الحولين، لوضع بعض التعديلات (الرتوش) البسيطة عليه، بسبب ما فرضه الدهر من تغييرات لها علاقة بموت الملك طيب الذكر، إدريس السنوسى وولى عهده المحبوب رحمهما ألله، وكذا سُلطات الملك..الخ، ثم يتم طرحه بعد التعديل كصياغة نهائية لتصويت الشعب الليبى لأقراره، إذ أن دستور 51 لم يتم التصويت عليه، كما يجب التصويت على نوع الحُكم والعـَلـَم، خاصة أن ما يُعرف بعلم الأستقلال، تم تشويهه الآن، بأعتباره أصبح علم فبرايور، الذى سَيَبقى عالِقاً بأذهان كل ليبى من الطفولة حتى الشيخوخة وحتى يُبعَثون، بأن فبرايور يعنى القتل والأغتصاب والأرهاب والتكفير والتهجير والتمشيط/النهب والحرق والبلطجة..الخ، ورُغم أحتواء علم الأستقلال على اللون الأسود، إلا أن التكفيريين رفعوا عَلمهم (أسوَدَهُم، من سواد أيامنا) دون أن نعنيهم نحن الكُفار ولا عَلم أستقلالنا، بل المُستهدف أن لايبقى آحدٌ مننا حى، بما فينا رئيس لجنتنا وصنوه والتابعون.

وعدا عن التصويت على المُقتَرَحين المذكورين، نُنَوِه وبقوة، إذ حتى وأن كنا سنة أولى عِلم سياسة، وخبرة فى الشأن الدولى، فأننى نُذكِر بأمرين هامين أثنين، لابد أن تتنبه لهما لجنة الصياغة هذه أو التى تليها بعد عُمر… وعدا عن الخوض فى مُجمل البنود، فأن الأمر الأول.. لابد من صياغة ما يُتفق بشأنه مع أخوتنا فى الوطن (الأمازيغ) الذين سبقونا العرب فى أستيطان هذه البُقعة من الأرض بـ 2500 سنة، وكذا ما يؤمن حقوق باقى العرقيات والمِلل التى منها (اليهود الليبيين) الذين بدورهم سبقونا فى أستيطان ليبيـا بـ 600 سنة… انَهُما الحقيقتين اللتين أن لم نؤمن بهما ونراعيهُما، دون أى جدال أو تنطـُع بجهالة، فلن يكون أمام أغلبنا عربٌ وأمازيغ إلا التشرُد مثل من سبقنا، وتحول من تَبَقَى منا معشر بنى يعرُب الى بقايا شعب تائه، ولمن يقرأ هذه الكلمات من شاباتنا وشبابنا العرب الليبيين، فأنهم وحـتـماً، سيذكرونها يوماً، وسيلوموننا كبار اليوم بعد خراب مالطا (لاسمح ألله) على عدم الآخذ بالأمرين السالفى الذِكر فى حينها، أى يعنى الآن وليس بعد الآن.

وتدليلاً على ما قُلت، ها نحن نرى المغرب هانئ حتى الى (لا سمح الله) يُصيبه الربيع اللعين.. وها هى تونس بعد أن كانت هى الأخرى مُستهدفة بالتقسيم الى دولتين شمال وجنوب، يتم أستثناؤها، وتُترك لتُصَوِت على دستور لم يطمح اليه حتى العلمَانيون، بسبب أن أكبر مَحَجَةٌ لقبر الولية اليهودية (غريبة) فى جزيرة جربة السنتين الماضيتين، والتى تمت فى عهد سيادة تيارٌ أسلامى، عَرف كُنه السياسة الدولية وأتجاهات رياحها ولعب على وترها، والأهم أستمع الى صوت شعبه، حيث علق أحد الشخصيات اليهودية التونسية البارزة وهو ممتنٌ ” أن مَحَجَة كل يهود العالم تلك، هى الأولى من نوعها (من حيث العدد)، مُنذ عهد البايات، وكما علمتم فأن أمريكا قررت منح شقيقتنا تونس حوالى 8 أو 9 طائرات هيلكوبتر فى حُكم الأباتشى متطورة من أجل أصطياد أى داعشى يدخل أليها من مركز تجمعهم بـ(المسكينة ليبيـا)؟؟؟!!!.

عفانا الله من أوزار المؤامرة الثقيلة الثانية أو بالأحرى القادمة التى تُطبخ حلياً، والتى فحواها ضربنا ببعضنا عربٌ وأمازيغ، فى كل بلاد شمال أفريقيا من جبل نفوسة حتى أغادير، متمنياً من جديد على أنفسنا العرب وعلى أخوتنا فى الوطن والدين(الأمازيغ)أن نفوت على مُلاك مشروع الربيع فرصة هَلاكنا سوياً بأيدينا ما لم نتفق على كلمة سواء، وأن يهبنا من بين حُكامنا الحاليين واللاحقين، عدد من عُقال السياسة، يتذكرون ويعقلون حِكمة المتنبى، الرأى قبل شجاعة الشُجعان، يفهموا، كيف نلعب مع الكِبار، ونُنُجى رؤسنا سوياً، ووطنُنا الجريح ومجتمعاتنا التى مَزقنا نسيجها، مثل ما فهم أشقاؤنا التوانسة المُستنيرين بمختلف عِرقياتهم وأديانهم ومذاهبهم، الذين وهبهم ألله صواب عِلم التعامُل السياسى الدولى، أللهُم بارك للتوانسة وأحفضهم، وهبنا مما وهبتهم من رَجاحة العقول، يا وهاب يا كريم، اللهم آمين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً