بوتين ‘المنبوذ’ بمجموعة السبع يريد كسر عزلته في الفاتيكان

_201688_putin

ميلانو (ايطاليا) – يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كسر عزلته الدبلوماسية خلال زيارة قصيرة الاربعاء الى ايطاليا والفاتيكان يلتقي خلالها رئيس الوزراء ماتيو رنزي والبابا فرنسيس.

ويصل بوتين الى ايطاليا بعد يومين بالكاد على توجيه دول مجموعة السبع تهديدات جديدة بفرض عقوبات مشددة على بلاده على خلفية النزاع في اوكرانيا.

وسجل تدهور جديد في الوضع في هذا البلد خلال الايام الاخيرة ما يبعث مخاوف من تصعيد جديد.

ويصل بوتين الى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس الذي سيبحث معه الوضع في اوكرانيا والشرق الاوسط، وفق ما افادت مصادر قريبة من الكرسي الرسولي، وذلك بعد زيارة ميلانو للالتقاء برئيس الوزراء ماتيو رنزي ثم يتوجه إلى روما حيث يستقبله الرئيس سرجيو ماتاريلا.

وكان الرئيس الروسي الذي يعرف عن نفسه بانه ارثوذكسي ورع وصديق للكنيسة الروسية، التقى البابا الجديد في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2013.

ومنذ ذلك الحين خرج النزاع في سوريا تماما عن السيطرة ووضع النزاع في اوكرانيا الفاتيكان والبابا امام تحد جديد يكشف عن هامش التحرك الضيق الممكن لهما.

واعتبر بوريس فاليكوف من مركز الدراسات حول الاديان في جامعة العلوم الانسانية في موسكو “أن بوتين يريد الخروج من وضعه كمنبوذ. ويأمل ان ينجح في ذلك مع البابا”.

وتابع “لكن حساب بوتين خاطئ، فمنذ ذلك الحين حصل ضم القرم واجتياح شرق اوكرانيا”.

وفي اوكرانيا ينتمي معظم المتمردين الى الكنيسة المسيحية الارثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو ويقاتلون ارثوذكس اخرين وايضا كاثوليك (الكنيسة الوحدوية) تابعين لروما. ولم يكف الكرسي الرسولي والبابا عن دعوة الاوكرانيين الى المصالحة ووقف الحرب بين “الاخوة” المسيحيين.

وعشية اللقاء اعرب راس الكنيسة اليونانية الكاثوليكية (وحدوية) في اوكرانيا المنسنيور سفياتوسلاف تشيفتشوك الثلاثاء عن امله في ان يكون البابا فرنسيس “صوت المستضعفين”.

وقال المنسنيور خلال زيارة الى وارسو “طلبت من البابا في رسالة ان يكون صوت المستضفين في الارض، ان يكون صوت جميع الذين يعانون وان يحمي ابناءه كأب”.

لكن الفاتيكان ظل شديد الحذر في موقفه من هذه الازمة ما اثار استياء الكاثوليك الوحدويين الذي كانوا يودون صدور ادانة مباشرة للسياسة الروسية في اوكرانيا.

فالكرسي الرسولي يعتبر الحوار الذي بدأ منذ عقود بين الفاتيكان والبطريركية الروسية التي تعد اهم الكنائس الارثوذكسية، رهانا ايضا.

وقامت الكنيستان بخطوات تقرب بينهما بشكل كاف للتفكير بزيارة البابا فرنسيس الى موسكو. ومثل هذه الزيارة ستشكل حدثا تاريخيا لانه لم يسبق لاي حبر اعظم ان زار روسيا منذ انفصال الكنيستين الشرقية والغربية اثر “الانشقاق” الكبير في العام 1054. الا ان الازمة في اوكرانيا جمدت هذا الحوار واوقفت جهود التقارب.

ولا تعتبر ايطاليا من “الصقور” في العلاقات مع روسيا الا انها وقعت على البيان شديد اللهجة الذي صدر الاثنين في ختام قمة قادة مجموعة السبع في بافاريا.

واجمع قادة الدول السبع في البيان على ربط مدة العقوبات المفروضة على روسيا بـ”التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك” الموقعة في شباط/فبراير لوقف اطلاق النار في اوكرانيا، وب”احترام سيادة” كييف.

كما ابدى الرؤساء “استعدادهم لتشديد التدابير لزيادة الاعباء على روسيا اذا ما اقتضت تصرفاتها ذلك”.

وتتهم كييف روسيا بانها “المدبر الرئيسي للنزاع وعرابه” مشيرة الى ان حوالى عشرة الاف من جنودها يقاتلون الى جانب المتمردين الـ33 الفا الموالين لروسيا في منطقة دونباس الاوكرانية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً