«الدولة» تتبنى التفجير المروع لمسجد شيعي في الكويت

قالت مصادر طبية ووزارة الداخلية الكويتية إن عدد ضحايا انفجار مسجد الإمام الصادق الجمعة ارتفع إلى 25 قتيلا فيما أصيب مئتين وشخصين آخرين جراح بعضهم خطيرة، وفق حصيلة غير نهائية.

واستهدف تفجير انتحاري تبناه تنظيم الدولة مسجد الإمام الصادق (شيعة) بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويت أثناء صلاة الجمعة.

وسبق أن قال محافظ العاصمة الكويت “ثابت المهنا” في تصريحات صحفية له، إن “انتحاريا فجر نفسه داخل مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر بالعاصمة الكويت اثناء صلاة الجمعة، ما أوقع خمسة ضحايا بالإضافة الى أعداد من الجرحى تم نقلهم للمستشفى”، في حصيلة أولية.

من جهة أخرى قال شاهد عيان إن “الإرهابي دخل إلى المسجد وفجر نفسه خلال الركعة الثالثة من الصلاة”، مضيفا أن الانفجار “أدى إلى وقوع عدد كبير من المصابين وسقوط قتلى”.

وهرعت إلى المسجد سيارات الإسعاف والإطفاء، وحضرت إلى الموقع قوة أمنية لمتابعة الانفجار والتحقيق في أسبابه.

وتناقل ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورا مروعة للهجوم، حيث تناثرت الجثث والأشلاء وسط الحطام الذي يظهر شدة الانفجار.

ومسجد الإمام الصادق هو مسجد شيعي في الكويت في منطقة الصوابر، كان اسمه بالسابق مسجد الحاكة، وهو تابع للمرجع الديني عبدالله الحائري الإحقاقي، وبعد تثمينه من قبل الحكومة الكويتية واستبدال الأرض بمنطقة أخرى سمي بالإمام الصادق تيمنا بالإمام جعفر الصادق وتبلغ مساحته بعد التثمين 1800 مترًا وهو مبني بالطريقة الإسلامية.

ويحتوي الجامع على لجنة الدراسات الإسلامية الحوزوية واسمها حوزة النورين النيرين، تقوم بالإشراف على العديد من الدراسات الإسلامية في الأمور الدينية والعقائدية والإحكام الشرعية وعمل دورات الكمبيوتر كما تعد مركزا للمستبصرين.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي وقال إن المهاجم استهدف “وكرا خبيثا ومعبدا للرافضة المشركين…وأهلك وأصاب الله على يديه العشرات منهم”.

وهذا هو أول هجوم انتحاري على مسجد للشيعة في الإمارة الخليجية.

وحث التنظيم المتشدد أتباعه على تصعيد الهجمات في رمضان على المسيحيين والشيعة والسنة الذين يقاتلون مع تحالف تقوده الولايات المتحدة ويقصف التنظيم.

وقال خليل الصالح عضو مجلس الأمة الكويتي إن المصلين كانوا ساجدين في الصلاة عندما دخل انتحاري مسجد الإمام الصادق وفجر نفسه فدمر الجدران والسقف.

وأضاف أنه يتضح من جثة الانتحاري أنه كان شابا في العشرينيات من العمر على ما يبدو وأنه دخل المسجد أثناء سجود المصلين.

وتابع أن الانفجار كان كبيرا للغاية ودمر السقف. وقال إن أكثر من ألفين من أتباع الطائفة الجعفرية الشيعية كانوا يصلون في المسجد.

وعرض التلفزيون الكويتي لقطات لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح وهو يزور المسجد الذي يقع في منطقة الصوابر الشرقية.

وقال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح إن الهجوم الذي تعرض له مسجد للشيعة في العاصمة الكويت وسقط فيه قتلى يستهدف الوحدة الوطنية لبلاده.

وأضاف أثناء خروجه من المستشفى الأميري “هذا الحادث يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية ونحن أقوى بكثير من هذا التصرف السيء ووعي المواطن فوق كل شيء وهو الذي سيخذلهم”.

وتابع “أنا واثق أن رجال الأمن سيصلون إلى نتائج مبشرة لكشف الجناة.”

وأدان وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت يعقوب الصانع “العمل الإرهابي” الذي قال إنه يهدد أمن البلاد ويهدف إلى النيل من الوحدة الوطنية.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن الصانع قوله إن الكويت ستبقى واحة للأمن لكل شرائح المجتمع الكويتي وكل الطوائف وإن الحكومة تتخذ تدابير كثيرة لحماية المصلين والمساجد.

وأدانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التفجير الإرهابي.

ووصف الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني هذا الحادث الارهابي بأنه جريمة مروعة تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاقية، مؤكدا وقوف دول مجلس التعاون ومساندتها لكل ما تتخذه دولة الكويت من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها.

وأدانت دول ومنظمات دولية الجمعة التفجير معربة عن إدانتها لما وصفوه بالعمل الجبان.

وأدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- بشدة التفجير الإرهابي.

وقالت الإيسيسكو في بيان صحفي إن “هذا العمل الإجرامي يأتي ضمن سلسلة من التفجيرات التي تستهدف بيوت الله في المنطقة من قبل إرهابيين مفسدين في الأرض، تقف وراءهم قوى حاقدة ومتآمرة على العالم الإسلامي (لم يسمها)، تريد إشعال نار الفتن الطائفية وضرب المسلمين بعضهم ببعض، وتمزيق وحدتهم الدينية والوطنية”.

ودعت الإيسيسكو شعوب الدول المستهدفة بهذه الأعمال الإرهابية إلى “التضامن والوقوف صفا واحدا في وجه من يريد بهم الشر”.

وأدانت البحرين التفجير الإرهابي مؤكدة أن هذا العمل الإرهابي يستهدف الجميع، فالمصاب واحد والموقف واحد ضد الإرهاب المجرم الذي يتنافى مع كل القيم الأخلاقية والإنسانية ويتناقض مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة، وكافة الأديان والشرائع، ومحذرة من أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تهدف لإشعال الفتنة الطائفية والدينية بين المسلمين وجرهم إلى صراعات مقيتة ومدمرة للجميع.

وبدورها، أدانت الحكومة الأردنية التفجير.

وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن “الأردن يؤكد وقوفه الى جانب دولة الكويت الشقيقة في كل الظروف، ولا سيما في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف المساس بأمنها وسلامة مواطنيها”.

وأكد المومني “رفض الأردن لكافة أشكال الإرهاب والعنف الذي استهدف الكويت الشقيقة، أيا كانت منطلقاته ودوافعه، وأن الحكومة الأردنية تقف إلى جانب الحكومة والشعب الكويتي في مواجهة التطرف والإرهاب”.

وأعرب الوزير الأردني عن تعازي حكومة بلاده لنظيرتها الكويتية، ولأسر الضحايا، متمنيا للجرحى والمصابين الشفاء العاجل.

وبدورها أدانت وزارة الخارجية المصرية، الهجوم الذي استهدف مسجد الإمام الصادق للشيعة بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويتية، اليوم الجمعة.

وفي بيان أصدرته الخارجية المصرية أعرب المتحدث باسم الوزارة بدر عبدالعاطي عن “إدانة مصر الكاملة والقوية استنكارها لحادث التفجير الإرهابي، الذي استهدف مسجد الإمام الصادق للشيعة في منطقة الصوابر بالكويت، وأسفر عن سقوط عدد من القتلي والمصابين”.

وقال المتحدث إن “ذلك العمل الإرهابي لا يمت للإسلام بأي صلة في هذا الشهر الفضيل”، مجددا “إدانة مصر لكافة أشكال الطائفية والمذهبية، ومؤكدا تضامن مصر حكومة وشعبا مع حكومة وشعب الكويت في مواجهة الإرهاب الغاشم، الذي يستهدف الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.

كما أدان أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي، الهجوم، معتبرا أن “هذا الفعل الجبان هو امتداد لما تتعرض له الجوامع والمساجد والكنائس، والشواهد الحضارية في العراق، فال‘رهابيون هم على ذات النهج الأسود الموغل في الجريمة”، على حد تعبيره.

وتقدم النجيفي بالعزاء “للشيح صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، ولحكومة وشعب الكويت الشقيق، وبخاصة أسر الضحايا الأبرياء”، على حد وصفه.

وأشار إلى أن “الجريمة الإرهابية تستهدف تأجيج الفتنة الطائفية وضرب وحدة الشعب الكويتي، وزرع الانشقاق الطائفي المقيت في صفوف المسلمين”.

وشن تنظيم الدولة الإسلامية هجومين على مسجدين للشيعة في السعودية في الآونة الأخيرة ونفذ هجمات ضد أبناء الطائفة الزيدية الشيعية في اليمن.

اقترح تصحيحاً

التعليقات: 2

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً