الحوار الليبي وفرصة الوقت بدل الضائع!!

الحوار الليبي وفرصة الوقت بدل الضائع!!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

المتتبع لمجريات الحوار الليبي يدرك الان انه في مراحله الاخيرة ، فالوصول الى المسودة الرابعة من الحوار لم يكن سهلا فقد واجهته عديد المصاعب والتحديات، لعل ابرزها هي حالة الانقسام السياسي المترتبة عن وجود جسمين تشريعيين وحكومتين متناظرتين!، لكن الثابت هو ان صبر العالم متمثلا في الامم المتحدة بدأ ينفد تدريجيا وان الوقت الاصلي المخصص للحوار الليبي قد استنفذ فعلا!، واننا الان في الوقت بدل الضائع الذي يحتسبه الحكم ليون وفريقه المكلف بإدارة هذا الحوار!.

لاشك ان قبول المسودة الرابعة من البرلمان والمؤتمر وببعض التعديلات، يعتبر تقدما لا بأس به على طريق الوصول الى حكومة توافق، تسند إليها مهمة معالجة الوضع الليبي المنهار سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لكن ذلك ليس كافيا للتكهن بالوصول الى توافق فعلي الا اذا مارست الدول الكبرى ضغوطها بقوة وأجبرت طرفي الصراع على الرضوخ وهو ما اتوقعه شخصيا، وفي هذه الحالة ستكون مهمة الحكومة التوافقية اكثر صعوبة وتحديا، مما يستوجب موضوعية ودقة في اختيار مكوناتها وحقائبها بما يحقق الحد الادنى من معادلة التوافق الفعلي على الارض.

في حالة لاقدر الله عدم الوصول الى حالة التوافق في حدوده الدنيا، ولم تنجح الضغوط الدولية ما يعني فشل موضوع الحوار ووصوله الى باب مسدود، هنا سيكون العالم ممثلا في الامم المتحدة مدفوعا بالدول صاحبة الاختصاص والفعل امام مسئولياتها التاريخية والدولية في ليبيا، وهنا ستكون القرارات دولية ملزمة وقد يستخدم فيها القوة المفرطة ! وهنا سوف لن يكون لليبيين رأي! فقد كفاهم ما منح لهم من الوقت!  لكن ترى كيف سيكون ذلك السيناريو؟! وما هي الدول التي ستوكل لها مهمة الملف الليبي بالتحديد؟! بالتأكيد سيكون للوضع الاقليمي والجغرافي اعتباراته وحتى التاريخي ما يعني انه اوروبيا: ستكون الصدارة لايطاليا مسنودة بفرنسا وبريطانيا والمانيا وامريكا، وافريقيّا: ستكون الصدارة لمصر مسنودة بالجزائر وتونس وتشاد والنيجر والسودان اما عربيا: فستكون السعودية ومن يسندهاعلى راس القائمة ولا ننسى إسلاميا حيث تركيا المتأهبة ومن يسندها كذلك.

خلاصة القول اذا لم يحدث التوافق وتشكيل حكومة واحدة الآن ، سيكون الوضع الليبي مفتوحا لعدة احتمالات لا يستبعد فيها التدخل العسكري المدفوع بتجاذبات الاطراف المختلفة وهو ما قد يدفع لحرب طويلة يدفع فيها الليبيون ثمنا باهضا زيادة على مادفعوه! وقد يكون التقسيم الاوفر حظا فيما بعد! ترى هل يستثمر طرفا الحوار فرصة الوقت بدل الضائع ويحسمون فيه نتيجة فوز تاريخي لدولة ليبيا؟! ام انهم سيضيعون الفرصة ويسجلون خسارة تاريخية بحجم دولة وعمق شعب!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً