صحيفة فرنسية: لماذا يقبل الشباب التونسي على حركات الجهاد؟

620153044750693

عربي21

نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرا حول الأسباب التي تدفع بالعديد من الشباب التونسي إلى الانضمام إلى تنظيم الدولة، والعوامل التي تدفعهم إلى الذهاب إلى سوريا والعراق من أجل المشاركة في القتال، أوردت فيه شهادات من أقرباء بعض الشباب الذين تورطوا في هذه الظاهرة، والذين أكدوا أن عددا منهم قد قضوا فترة في السجن، وتعرضوا إلى سوء المعاملة من قبل الشرطة، ما دفعهم إلى الالتحاق بهذه الجماعات التي تصور لهم أن في محاربة الدولة انتصارا للدين، مشيرة إلى أن للمشكلات الاجتماعية وانتشار البطالة وضعف المقدرة المالية دورا هاما في انتشار هذه الظاهرة.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير، إن صورة مغني الراب التونسي “إمينو” التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي، والابتسامة العريضة تعلو محياه والسلاح في يده، فاجأت الجميع، باعتبار أن الشاب كان معروفا بكتابة أغاني حول تعطي المخدرات، ومشهورا بمتاعبه المتواصلة مع الشرطة.

ولكنها نقلت عن صديقه المغني “دي جي كوستا”، أن حالة التطرف التي وصل إليها “إمينوا” يمكن إرجاعها إلى المدة التي قضاها في السجن، حيث تمت معاملته بشكل سيئ، ما جعله يدخل في حالة من الصدمة تحوله إلى هدف سهل للمُجَنِّدين الذين أقنعوه أن “رجال الشرطة كفار ويجب محاربتهم”.

كما أفادت الصحيفة أن أعلى نسبة للمقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم الدولة تعود للتونسيين، حيث صدّرت تونس ما يقارب ثلاثة آلاف مقاتل، من خلفيات اجتماعية مختلفة وذوي اهتمامات متنوعة، كلهم يعدون رحلتهم نحو “الجهاد” عملا بطوليا. وأوضحت أن الأمثلة عديدة، حيث ذكرت، على سبيل العد لا الحصر، ما حصل للاعب نادي النجم الساحلي المحترف نضال السالمي، الذي اتجه نحو سوريا بصحبة أخيه الذي لاقى حتفه.

وأشارت أيضا إلى أن الإحساس بانعدام الأمل واسوداد المستقبل متفش في صفوف الشباب الذي يتعاطى الرياضة، حيث صرح أحد لاعبي بنك الاحتياط في الفريق ذاته أن الطريق أمام الشباب التونسي مسدودة، والحظ لم يوات سوى عدد قليل من بينهم، “فما الذي يمنعهم من الذهاب إلى ليبيا أو سوريا؟”

كما نقلت إفادة الصحبي الحداجي، وهو لاعب كرة وصديق طفولة نضال السالمي، الذي قال إن الشاب التونسي الذي لا يمتلك وساطات لا مستقبل له، وأكد أن الحديث عن ثورة الشباب في تونس أصبحت مجرد سراب، باعتبار أن هؤلاء الشباب لم ينتفعوا من الثورة بشيء.

وأشارت إلى أن ثامر مكي، الصحفي المختص في الثقافات الصاعدة، يعتقد أن هناك إحساسا بالقلق الوجودي بصدد التفشي في صفوف الشباب التونسي، بسبب حالة البطالة وعدم تمثيلهم في المؤسسات الرسمية، وأنه بالرغم من محاولة البعض إيجاد حلول مثل تأسيس جمعيات والقيام بمبادرات، فإنه قليلا ما تكلل جهودهم بالنجاح.

وقالت الصحيفة إن الفنانين التونسيين قرروا محاربة التنظيم باستعمال سلاحه ضده؛ حيث صرح مغني الراب “دي جي كوستا” أنه بينما يعتمد المُجَنِّدون على الأناشيد الدينية لاستدراج الشباب، فسيقوم هو بنشر أغاني يعتمد فيها على المنطق، ويحاول تنبيه الفئة العمرية المتراوحة بين 16 و27 سنة، إلى أن من يحاول تجنيدهم منافق لا يعتقد في الكلام الذي يتشدق به، ولا يجرؤ على إرسال أحد أفراد عائلته للقتال.

وفي الأخير، لفتت الصحيفة النظر إلى أنه بالرغم من نجاح هذه الأغاني في إيقاظ العديد من الشباب من غفلتهم فإنها لم تستطع إثناء سيف الدين الرزقي، منفذ عملية سوسة الأخيرة، عن تنفيذ تعليمات تنظيم الدولة، ولم تستطع إنقاذ حياة ثمانية وثلاثين شخصا الذين ذهبوا ضحية عمليته المسلحة.

صحيفة لاكروا الفرنسية
تقرير: نادية بليطري

الرابط: http://www.la-croix.com/Actualite/Monde/Des-jeunes-Tunisiens-sont-attires-par-le-djihad-2015-06-29-1329153

اقترح تصحيحاً

التعليقات: 1

  • Salim sadeg

    اضافةالي ما ذكر من أسباب ،ان التعليم الديني في المدارس ضعيف ،وتولي مسؤولية التعليم في تونس ايام زين الدين عابدين أشخاص لم يلو للدين اهتماما ،فوجئت عندما وجدت كتابا عند ابني يدرس في البكالوريا بعنوان ( قال ابي هُريرة) كتبه ملحد ، اقشعر بدني عندما قراته ،،فتولد فراغ ديني ملأته الأفكار المتطرفة ،والسبب الاخر الاستفزاز الاكل وشرب الخمر جهارا نهارا وأحيانا بتحدي مقيت ،والذي لاحظته في اخواني التوانسة انهم يريدون ان يعيشوا كأوروبيين ويشتغلون كأفارقة، فالمقاهي ملاي بالشباب الأولاد بينما المرأة تصارع الحياة ،أني اقدر مجهودات المرأة التونسية فهي التي تتحمل العبء الأكبر من توفير متطلبات المعيشة ،وتحضرني وانا اري ما حدث في باردو وفي سوسة حركة الدوناتيين الدينية التي كانت في تونس وانضم اليها صعاليك في الفترة الرومانية وكانت صيحتهم (الله)deo lauds ترعب الآخرين.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً