كان في ليبيا عظماء وأصبح في ليبيا …….

كان في ليبيا عظماء وأصبح في ليبيا …….

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

عمر المختار والفضيل بوعمر ورمضان السويحلي وسليمان الباروني وعبد النبي بلخير واحمد المريض وبشير السعداوي وسيف النصر عبدالجليل واحمد الشريف وسالم عبد النبي وغيرهم ممن لم يرد ذكرهم وممن لم يعرفوا من عظماء الاوطان .. عظماء الوطن الليبي لم يكن لهم انتماء الا لليبيا ولدينهم المعتدل فلم ينتموا لحدث زمني كفبراير او سبتمبر  او شخص  كالقذافي او عقيدة منحرفة كسلفية او انصار شريعة او تنظيم دولة غير اسلامية ،  كانوا أفذاذ . في الحق شداد . ماانجبت مثلهم بلاد. فلم يقاتل بعضهم بعضا ولم يقتلوا ابرياء بل قاتلوا الغزاة دفاعا عن العرض والأرض في شرق ليبيا وغربها وجنوبها ، كانوا يسعون في الارض جهادا فصدموا وأخزوا محالا . حتى يرفعوا عن ليبيا وبالا . صرخت ليبيا ففزعوا اليها فزعة الشريف . الذي لإيضاف اليه إنما فضائل يضيف . لم ينجلوا بل اجلوا غبار الغازي الكثيف . لااحلاف لهم ، هم جمعا واحدا والله لهم حليف . لم يتركوا بلادهم مستباحة مياحة لصعاليك الغزاة بل ضربوا فيهم الاجساد والرؤوس . فكانت ارواحهم الغازية لليبيا مكوس . اجبوها الافذاذ من الغازي المنحوس . في عهد هؤلاء العظماء اذا استغاثت بقعة من ارض ليبيا تسرج لها الخيول . وتهب اليها العقول . سعيا ورعيا، كان سعيهم وطنيا دينيا أصيلا، طموحه . ان يرفعوا عن الوطن جروحه . وان يصدوا للغازي جنوحه . وان تكون بلادهم حرة . تطوف فيها المسرة . وتغيب عنها المعرة . وان يدفعوا عن ابناء وطنهم المضرة.
من بعدهم، كيف كانوا من اخذوا من هؤلاء الاجداد . صفة الأحفاد؟. كانوا عكسا وبتضاد . وكأنهم ليسوا احفاد . لأولئك الاجداد الافذاذ.
احفاد لم يكن لهم انتماء لليبيا وكانت لهم انتماءات ضئيلة . خارجة عن الفضيلة. غارقة في الرذيلة . انتماء لفبراير .. انتماء للقذافي .. انتماء لعقيدة منحرفة .. سلفية اوانصار شريعة اوتنظيم دولة غير اسلامية وغيرها .
 كانوا تضاد . وتوغلوا في الجريمة توغل المنحرف المياد . يدعون للجريمة والحرب في كل نادٍ. فقاتل هؤلاء بعضهم بعضا وقتلوا مع قتالهم الابرياء ، أطفالا ورجالا ونساء في بني وليد وطرابلس وورشفانة وبنغازي وغيرها من المدن  ودمروا مدنا ومناطق كمدينة بنغازي ومناطق ورشفانة وككلة وأوباري و سعوا في بلادهم تدمير . ولأبناء شعبهم تهجير . وعلى البيوت قذائف تتفرقع تفجير . فدمرت مئات البيوت وعشرات المنجزات العامة وهجرت أعدادا عظيمة من الليبيين في دول العالم ، بئس  التاريخ المخجل الذي تتوارى منه وجوه الشرفاء.
 ليبيا الآن تصرخ في قبضة الجشعين و الطامعين والمجانين من افرازات المؤتمر الوطني ومجلس النواب والأحزاب وقادة العصابات المسلحة واحفاد يغشيهم الصمت يتبعون من حق عليه السفه حتى انحدروا بهم الى الهاوية وقد أدخلوهم فيها فعلا واحفاد فزعتهم فزعة الغنيمة .  وحصاد الذميمة . واحفاد في طباعهم الجريمة.
كل شئ في ليبيا منتهك .. الفتيات والنساء بعمليات الخطف .. الاطفال بمقايضتهم بفدية .. الحياة البشرية بالقتل او الخطف او السجن .. نفط ليبيا.. الاموال العامة والخاصة .. الثروات الطبيعية .. الاراضي العامة .. أشجار الغابات .. أسلاك الكهرباء .. الاتصالات .. الثروة البحرية .. الاثار .. الاحياء البرية .. البحر .. البر .. الأجواء .. حتى دين ليبيا المعتدل ينتهك من ادعياء السلفية وأدعياء انصار الشريعة وأدعياء الدولة الاسلامية .. الهوية الليبية .. سيادة ووحدة ليبيا.. ولن ينتهي تعداد الانتهاكات ولازال بعد.
لوكان أولئك العظماء احياء هل سيتركون ليبيا العظيمة التى اكتسبوا من عظمتها العظمة بهذا الوضع او يتركونها لمن سبب في هذا الوضع  من المؤتمر الوطني الذي يضج بجماعات العقائد المنحرفة والجماعات الخرفة ؟  ومن هذه الحكومات التى تحكم نهب وتدمير . ولا تحكم تدبير وتسيير . ؟ ومن مجلس نواب خامل . في دول العالم سواح هامل .؟  ومن قادة فجر ليبيا وقادة العصابات المسلحة في الغرب والجنوب والشرق ؟   ومن العصابات الاجرامية وجماعات العقائد المنحرفة ، اولئك العظماء يموتون حرصا على ليبيا ولايتركونها بهذا الوضع ولايتركونها اسيرة لمن سبب لها هذا الوضع.
لازال بعضا من وقت .. بعضا من زمن .. فأدركوه قبل ان يدرككم الهلاك وقد بدأت ملامحه، والى انصار فبراير النصح الآتي:-
لاتوجد مبادئ اسمها مبادئ فبراير ، فبراير حدثا زمنيا وقد انقضى والآن هناك مبادئ اسمها مبادئ وطنية وهى مايجب ان تقوم عليها معيشة هذا الشعب وهذا البلد وأول هذه المبادئ ان ليبيا لجميع الليبيين ولايملكها احد لا انصار فبراير ولا انصار القذافي ولا غيرهم وقوتكم الثورية لابد ان تكون قوة وطنية ترفع شعارات وطنية وليست شعارات زمنية فيكفي ماجاء من بعد فبراير من دمار شامل وتهجير وقتل ونهب وسلب … الخ ولا فضل لا احد على ليبيا فليبيا هى التى تتفضل عليكم ولا تتفضلون عليها بشئ.
والى انصار القذافي النصح الآتي:
النصرة لاتكون الا للدين او الوطن وحيث كلنا انصار لديننا لتكن نصرتكم لليبيا..  للوطن وليس لشخص ولاوجود الآن الا لليبيا والشعب الليبي ، من نصر شخصا اوعهدا يذهب معه ماذهب هذا العهد او هذا الشخص  ومن نصر الوطن يبقى معه مابقى الوطن  وكونوا على ثقة ان ليبيا ملكا لنا جميعا لا انصار فبراير ولا قذافي ولا جماعات عقائد دينية منحرفة  ومن يتبجح بامتلاك ليبيا ويرهنها لمبادئ فبراير او سبتمبر اومبادئ دينية منحرفة  فيجب ان يودع في مشافي الأمراض العقلية.
والى انصار العقائد المنحرفة النصح الآتي:
الجماعات الدينية من سلفية وانصار شريعة وتنظيم دولة غير اسلامية وغيرها، ماانتم فيه هو محرم من الله وإجماع الأمة الليبية هو على دينها المعتدل بالمذهب المالكي وخروج اي جماعة عن هذا الاجماع هو خروج عن صحيح الاسلام وانحراف عنه .فاستغفروا الله وتوبوا اليه.
حسبي الله .. حسبي الله فيما اقول . الذي له وحده القوة والحول

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 9

  • عبدالله

    نعم كلام جميل وصحيح…. ملاحظته بسيطة بخصوص المذهب حيث اشرت إلى المذهب المالكي ،،الدين لله والفقه من البشر،،، مسلمون وكفى لا المذاهب،، لا مالك ولا الشافعي لا ابن أبا ض ولا ابوحنيفه،،،،مسلمون على ملة أبينا إبراهيم هو الذي سمانا مسلمون وامر نبينا محمد عليه وعلى جميع الرسل ( لا نفرق بين احد من رسله ) افضل الصالة وازكى السلام أمره باتباع ملة إبراهيم عليه السلام.

  • محمد علي المبروك

    الى اخي عبدالله
    احسنت واصبت ، (الدين لله والفقه من البشر ) ، فعلا ماكان يجب علي ان أشير الى المذهب المالكي ،وقد جرني ان أشير اليه ، الخروج عليه الحاصل الآن وكان يمثل الهوية المعتدلة العامة في المجتمع الليبي ، احسنت .. احسنت وحفظك الله

  • يسري الجندي

    السلفية ليست دين منحرف لكن الاشخاص الذين اتبعوها ولم يفهموهاهم الذين اساءوا اليها

  • محمد علي المبروك

    السيد يسري الجندي
    تحية طيبة
    شكرًا على ملاحظتك ، بالفعل السلفية كمنهج ليست عقيدة منحرفة ، والقصد الذي رميت اليه هم ادعياء السلفية ، الذين يعتبرون وحدهم اتباع السلف وباقي المجتمع خارج عن منهج السلف ويسمون عموما بالسلفية وكان خطابي موجه لهم بهذا الاسم ،
    لك تقديري واحترامي

  • ابو عبد الله

    لقد اصبت كبد الحقيقه ,السؤال وما العمل ؟ ما قلته هو وصف الحاله فما اخطأت ابدا .ولاكن ماذا نفعل ونحن تكنا الفاتح وعانقنا فبراير والوطن ضاع بينهما .واندس كل الانتهازيين والمصلحيين والجهويين والقبليين وضعنا فى بحر من ترهات لا ندرى الى اين ؟ولا الى متى ؟اليوم مسؤول تونسى يطلب لنا الوصايه !!!

  • محمد علي المبروك

    السيد ابو عبدالله
    تحية طبية ، سؤالك اصاب الحقيقة التي يجب ان يبحث عليها جميع الليبيين وهى لابد من البحث عن مايجمعنا وهو الانتماء لليبيا والتركيز على نصرة ليبيا وليس نصرة فبراير او سبتمبر أونصرة عقيدة دينية وذلك بالدعوة لذلك اجتماعيا وشعبيا وعبر الشوارع ولابد ان تكون هناك بوادر اجتماعية لذلك وهذا مايشكل في نظري قوة وطنية تتصدى لكل مايعادي ليبيا وتحميها من الاطماع والانتهازيين والجهويين وغيرهم وذلك هو ما سيحمي ليبيا من اي حاكم طامع هامع ولايحكمنا الا الوطنيين ، لابد ان ينبذ ويعزر المجتمع الليبي اي مناصر لحدث زمني او شخص ولابد ان يكافئ من يناصر ليبيا ، نحن اخي الكريم بحاجة لعقيدة وطنية تنتهي بها في نظري اغلب مشاكل ليبيا
    تحياتي وتقديري لك

  • الصافي

    اما أنك ماقريتش التاريخ الليبي باهي والا شاد العصاء من النص والا أنت راجل طيب ومجامل والتاريخ ماينفعش فيه المجاملة والا أني قريت التاريخ في الورق الأصفر لدرجة أني غيرت فكرتي على الجهاد زمان لما شفت اللي ايصير وهدا الباين ومع هدا مكتوب عليا ومجبر نحب ليبيا والليبيين رغم هدا وداك كله وحتى لوشفت أكتر لانهم كلهم أهلي

  • عبدالحميد

    أحسنت أستاذ محمد في وصفك للوضع في ليبيا وكان تشخيص يجعل الانسان يسعد بوجود من يشارك في هموم الوطن ولا نملك إلا الدعاء سيما ونحن في العشر الاواخر من الشهر الفصيل .
    حياك الله وأكثر من أمثالك

  • أبوبكر _ ليبيا

    بسم الله الرحمن الرحيم ، الانتماء لفبراير هو الانتماء لليبيا ، لأن فبراير هي من قام بها الليبيين جميعاً ولايستطيع أحد احتكارها لنفسه ، ونتمني من الليبيين ترك هذه المُسميات التي ظهرت علينا ولم نكن نعرفها وهي (كرامة ، واخوان وسلفيين وقاعدة وداعش وأزلام وووو..)وهي التي فرقت بيننا كليبيين ، فرقت بين حتي الاخوة من أم واحدة وأب واحد وكذلك الغطاء الاجتماعي للمجرمين والقتلة ، والتي ولدت الأحقاد بين الناس ، كذلك القبلية المقيتة ،التي حذر منها الرسول صلي الله عليه وسلم والتي لو أخذ بها ماخرجت دعوته خارج مكة ، عندما قال عبارته الشهيرة والتي يعرفها الناس جميعاً( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ).بهذا الفكر وهذه العقيدة السمحة انتشر الإسلام في أقاصي الأرض ، ولدي الكثير ولكن الوقت لايسمح ، وشكراً وربي يهدي الجميع وكل عام وأنتم والليبيين بخير .

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً