ضرورة التوافق والتوافق الضروري للخروج من الأزمة

ضرورة التوافق والتوافق الضروري للخروج من الأزمة

د. الهادي شلوف

رئيس الجمعية الأوروبية العربية للمحامين والقانونيين في باريس

لاشك بان العد التنازلي للمشهد المروع في ليبيا يدخل مرحلته الاخطر لوضع نتيجة  انتظارية  تتوجه صوبها الجهات المتعارضة لفك  الحصار وتقاسم ما تبقي من امل في انها كل الخلافات وايقاف شلالات الدم وايقاف انهيار الاقتصاد الوطني والرجوع الي نقطة الصفر التي لربما سيداء بعدها تحقيق بعض الامال المنشودة للمواطن الليبي الغلبان.

التوافق علي حكومة وطنية  تكون قادرة ولديها روية استراتيجية ليس فقط في ايقاف الحرب او النجاح في المصالحة علي الارض  وانما يجب ان تكون  الاستراتيجية  تهدف  وان تصل الي قناعة المواطن الليبي وتامين مستقبله الدي هو الان  غير  معروف بل انه مجهول.

يقول علماء الدراسات الاستراتيجية ان الحكومات التي تتولي ما بعد الحرب من اهم مهامها هو ان تصل الي ان تعطي الامل والقناعة للمواطن والثقة في ان هده الحكومات ما بعد الحرب لديها روية وتصور لتحقيق مطامح المواطنين في الامن والغداء والتعليم والصحة  والاستقرار والبناء وعلي الحكومات  ما بعد الحرب ان تثبت كل يوم سوف ياتي  انه افضل من اليوم الدي مضي وهدا يجب ان يتلامسه المواطن كي تصل عنده هده القناعة بان  المستقبل سيكون افضل ومع  استمرار المستقبل  تستمر الامال والطموح.

اذن حكومة  التوافق عليها ان تصل اولا وقبل كل شي الي اقناع الجميع بأنها فعلا  تعمل  من اجل استراتيجية واضحة المعالم ولديها الخطط اللازمة من خلال كل وزارة ومؤسسة حكومية وهو ما يستدعي اختيار من لديهم الخبرة والتجربة والمعرفة ولديهم الروية العلمية والصادقة. كما ينبغي الابتعاد عن الاختيار الدي قدي يودي الي نتائج عكسية او يعمق الاختلاف او يخلق مواطن الانشقاق التي تودي من جديد الي الدخول في خلافات تعود  بالحرب من جديد.

الارجنتين بعد ان تخلصت من حكم العسكر كان احد هم  مشاريعها  هو  الاحتواء  الضروري   للهيكلة العامة للدولة ومساعدة مؤسساتها  في الانخراط في العملية السلمية والتاكيد علي ان التماسك العام لمؤسسات الدولة للعمل معا هو احد  اساسيات  النجاح ومن  تم فرض رئيس  الوزراء الارجنتيني لحكومة ما بعد العسكر هو اصراره علي كل وزرائه ان يتم العمل بالتنسيق بين الوزارات ومؤسسات الدولة معا والتشاور فيما بينهما وحتي لا يحصل   تعارض  يودي الي اختلاف  في العمل  الخاص بالدولة ويودي الي انهيار المصالحة.

اذن علي  رئيس حكومة التوافق الوطني ان يضع  مجموعة من المعايير والروي الاساسية مند بداية ترشيحه  علي ضوء  هده المعايير  والروي  ان يختار وزرائه  وان  يصر علي ان العمل يجب ان يكن جماعيا وعلي الا يحصل اختلاف او تعارض فيما بين الوزارات  فعلي سبيل المثال ادا لم يتوافق عمل  وزارة العدل مع  وزارة الداخلية ستكون هناك فجوة تودي   خصوصا في هده المرحلة الحرجة الي تعارض في العمل لمؤسسات الدولي وتودي الي انهيار التوافق و لربما العودة الي الحرب  وعلي غرار دلك كل الوزارات.

نصيحتي الي رئيس وزراء حكومة التوافق ان يحرص علي ان يكون هناك عمل جماعي فيما بين كل الوزارات وفقا  لما يسمي بتحديد  المهام الوظيفية لكل وزير وان المؤسسات يجب  عليها ان تعمل من خلال روية واستراتيجية واضحة لرئيس الوزراء وان تكون هناك اجتماعات اسبوعية  تقدم  فها ما تم انجازه وما لم يتم وما هي العراقيل وكيف يمكن التغلب عليها كما ان علي الحكومة ان تكون تحت رقابة صارمة لمجلس النواب او اية هيئة تشريعية يتم  استحداثها وفقا لمسودة الاتفاق النهائي للمصالحة الوطنية.

اعتقد ان مرحلة ما بعد الحرب هي المرحلة الصعبة لبناء الدولة نأمل من الجميع التحلي  بالصبر والتخلي عن الانانية واختيار الشخص المناسب  للمكان المناسب  لبناء وتأسيس الدولة الليبية الحديثة.

والله الموفق

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. الهادي شلوف

رئيس الجمعية الأوروبية العربية للمحامين والقانونيين في باريس

اترك تعليقاً