ديفيد هيرست يسخر من “فتاوى آية الله السيسي”

781a1bd90608b1380fd0cae7883dfe4d

لندن – عربي21

كتب الصحافي البريطاني المعروف ديفيد هيرست مقالا يسخر فيه من الفتوى الصادرة في مصر، والتي تعتبر موقع “ميدل ايست آي” الإخباري البريطاني حراما، مشيرا إلى أنها واحدة من الفتاوى الصادرة عن “آية الله السيسي”، ومتسائلا ما العلاقة بين جهة دينية وبين موقع إخباري حتى تصفه بأنه أصبح حراما؟!

وقال هيرست في مقاله المنشور على موقع “هافنغتون بوست” الإنجليزي، وتنفرد “عربي21” بترجمته كاملا، “إن قائمة وسائل الإعلام الغربية والمنابر الأخرى المحرمة آخذة في النمو يوما بعد آخر، مشيرا إلى أنه في “الأحد الماضي جاء الإعلان عن موقع ميدل إيست آي حرام، ويوم السبت وصف الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد منظمة هيومان رايتس واتش بأنها “مشبوهة ومسيسة”، وقبل ذلك كان الدور على النيويورك تايمز”.

وذكر هيرست أن المفتي شوقي علام اشتهر بأنه سرق صفحتين من كتاب للقيادي الاخواني سيد قطب ووضعهما في مقال عن فضائل الصيام ونسب المقال لنفسه، أما سلفه الشيخ علي جمعة فهو صاحب الفتوى الشهيرة التي قال فيها: “إضرب في المليان”، وهي الفتوى التي تمثل تحريضا سافرا وواضحا على العنف، بحسب ما يقول الكاتب البريطاني.

وأعاد هيرست التذكير بالسقطة المهنية الكبيرة التي وقعت فيها جريدة الأهرام المصرية في أكتوبر من العام الماضي عندما نشرت تقريرا مترجما بشكل محرف لمراسل النيويورك التايمز المميز في القاهرة دافيد كيركباتريك، حيث كان كيركباتريك كتب أن خطاب السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قوبل “بالصمت” فيما ادعت الأهرام أن الرجل قال بأن وجود السيسي في الأمم المتحدة أقنع الجميع بأن الإطاحة بمرسي لم يكن انقلابا عسكريا وإنما ثورة.

ويلفت هيرست إلى أن صحيفة الغارديان وصفت قبل ذلك بأنها “بوق للثورة المضادة”، وحتى الرئيس باراك أوباما، والسفيرة الأمريكية لدى مصر اتهما بأنهما جزء من مؤامرة حاكها الإخوان المسلمون!

وبحسب هيرست وخلافا لما يحدث في مصر، فإنه “في العالم المثالي، تلعب السلطات الدينية دورا مهما في مساءلة السياسيين ومحاسبتهم، فهي تعبر عن قيم المجتمع، وتعتبر جزءا من عمليات الرقابة والموازنة التي تمارس على السلطات السياسية التنفيذية، وخاصة في اللحظات الحاسمة كتلك التي سبقت قيام بريطانيا طوني بلير بغزو العراق”، مشيرا إلى أنه “في مصر غدت المؤسسات الإسلامية في عهد السيسي أكثر من مجرد أدوات دعم للنظام، بل أضحت جزءا من الطغيان نفسه”.

ويخلص هيرست إلى القول: “لربما توقع البعض أن يجد دار الإفتاء مهتمة بالحق والحقيقة. ولكن للأسف كل ما تقوم به الدار الآن هو الافتراء ونشر الأكاذيب نزولا عند رغبة القائد الأعلى آية الله السيسي، فلا يمكن لمثل هؤلاء المشايخ الجبناء أن يقدموا على فعل شيء دون أن يشير عليهم به. فلا شيء يتم بدون تصريح من النظام. فإذا أعلن المرصد أن تصفح موقع “ميدل إيست آي” حرام، فهذه فتوى لم تصدر عنهم وإنما عن السيسي نفسه”.

وينتهي إلى القول: “يتوجب الآن على مصر بل وعلى العالم بأسره أن يبشر بكلام السيسي لأن ما من شيء يفعله، كما يقول هو نفسه، إلا وهو مقدر ومكتوب (وكأنه وحي إلهي). كم من الطغاة الآخرين في التاريخ أقنعوا أنفسهم بأنهم ظل الله في أرضه؟”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً