ليبيا لازالت تعيش بعهد القذافي ولم تعش بعهد فبراير

ليبيا لازالت تعيش بعهد القذافي ولم تعش بعهد فبراير

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

من الحقائق التي نعيشها وتغيب عن عقول الكثير ان ليبيا لازالت تعيش بما أسس من عهد القذافي فأغلب الطرقات التى تعدو عليها سيارات الشعب الليبي وأغلب البيوت التى يسكن فيه ابناء الشعب الليبي والمشافي التي  يستشفى فيها الليبيون والمدارس التى يتعلم فيها اطفال ليبيا وكل شبكات الكهرباء التى يستضئ بها الليبيون والمياه التى يشربونها والغذاء الذي يتناولونه والمصارف والموانئ والمطارات والشركات النفطية وشركات الاتصالات ومراكز الشرطة والنيابة والقضاء والأرصدة المالية العامة وغيرها مما يعيش به الليبيون الآن هى منشأة من العهد السابق ونتفق انه عهدا سيئا ولكن يجب الأتفاق كرهنا او أحببنا، ان له مقابل حسن وهى هذه المقومات التى يعيش بها الليبيون الى هذه اللحظات.

ومن الحقائق التي نعيشها وتحاول العقول الغائبة تغييبها ان لا عيش لليبيا بعهد فبراير الذي هو عهدا من الحروب وتقسيم ليبيا ونهب ثرواتها وتهجير شعبها  و تدمير الممتلكات العامة كالمدن والمطارات وشبكات المياه والكهرباء والمصارف والغابات والأثار وسرقة وإهدار الارصدة المالية العامة  وقتل الاطفال والنساء والرجال والشباب وقطع الأرزاق وخنق الأعناق وإنزال ليبيا منازل الفقر والفاقة وضياع مستقبل اجيال كاملة من اطفال ليبيا وجعل النفط الليبي يتآكل يتردى وهو قوت الشعب الليبي وتحويل الوطن  مسرحا مترحا للجريمة الدينية والاجتماعية وضياع ليبيا وتشتيت شعبها حتى  صارت ليبيا بلادا غير صالحة للحياة والعيش ولايعد مما عددت من كوارث هبطت على ليبيا وشعبها بهذا العهد الذي قدم موتا وما قدم حياتا، فعهد فبراير عهدا سيئا ومقابله سيئا لانه أخذ على عاتقه الهدم والتدمير والعبث ونفخ جميع الشرور وعهد سبتمبر او القذافي عهدا سيئا وله مقابل حسن لانه أخذ على عاتقه ببعض الإنجاز وببعض البناء، هذه الحقيقة التي يستحيل على العقول التائهة إدراكها والذين يكتفون بما هم فيه من أنين وطنين بالتبرير والتحوير وتعليق العجز والفشل على الغير.

المفارقة العجيبة ان اعوان القذافي الذين بنوا وكان مقابل حكمهم البناء كان العون الواحد من اعوان القذافي يتقاضى مرتبا متوسطا بمئات الدينارات واعوان فبراير من مجلس النواب والمؤتمر الوطني البائس والحكومات المتعاقبة وأمراء العصابات الذين هدموا ودمروا وكان مقابل حكمهم دمار وانهيار يتقاضى العون الواحد من اعوان فبراير ثروة شهرية بآلاف الدينارات وسيارات وأقامات وسياحات وغيرها  وهذا هو انهيار العقول وتشوه الفكر واضطراب الأخلاق ان يتقاضى المسؤولون عن الدمار والانهيار آلاف الدينارات ويتقاضى المسؤولون عن البناء مئات الدينارات  (  اسألوا محمد الزوي الذي كان في منصب أمين مؤتمر الشعب العام كم مرتبه فهو قريب عليكم في سجن الهضبة والذي سجانه خسيس الأخسة ، المسؤول الاول عن دعم تنظيم الدولة غير الاسلامية والمساهم الاول في ادخال الأجانب من افراد التنظيم الى ليبيا)، هذه لمحات بين عهد سبتمبر وعهد فبراير ولابد ان نعلم ان الذي  حتم علينا الخروج بتردد على نظام سبتمبر الذي هو سيئ وله مقابل حسن فانه يحتم علينا الخروج ودون تردد على عهد فبراير الذي هو سيئ وله مقابل سيئ.

ايها الليبيون .. الحل في أيديكم ..  مستقبل اطفالكم في أيديكم ..  عيشكم الكريم في أيديكم .. حياتكم وحياة أسركم الكريمة بأيديكم .. التغيير بأيديكم .. فاخرجوا عليهم ولاتخافوهم ولاتنتظروا حلا من احد فأفق ليبيا ملبد بغيوم قاتمة لاتحمل معها الغيث بل تحمل في ارحامها  مآسي اخري مرعبة ستتهاطل عليكم وتدرككم انتم ولاتدركهم هم الذين اتخموا حساباتهم الخارجية من مالكم المسروق فأدركوا وطنكم من هؤلاء، اخرجوا عليهم فلا يعجزونكم العجزة ولايخملونكم الخاملون البائسون  الذي يحكمون على ضياعكم وضياع ليبيا .. لاتفوتوا عليهم يوما فكل يوم يفوت تتمكن فيه الشرور والمآسي في ليبيا.. اخلعوا عنكم جميعا لباس النصرة لفبراير او النصرة لسبتمبر او النصرة لعهد القذافي  او النصرة لعقيدة منحرفة وتلبسوا النصرة لليبيا.. النصرة للوطن ولأنفسكم فليبيا ملكا لنا جميعا وهى تضيع منا جميعا والوضع في ليبيا اصبح موتا او حياة اما ان يخرج الشعب الليبي لحياته وحياة وطنه او يبقى صامتا لايتحرك لموته وموت وطنه الذي يحتضر.

اخرجوا عليهم يوما .. نصرة لليبيا ..  لوطنكم ولأنفسكم .. يوما قد تجدون فيه عسرا ولكن يسرا تجدونه مما يليه من ايام .. هتكوا أعشاش الغربان . التى حركت بأجنحتها  في الأجواء الاحزان . ولوثت بنعيقها الآذان .اقتلعوا الاشجار الخبيثة التى نمت في اربع سنوات ولم تؤت الا الثمار المسمومة .  والصور المذمومة .  والظلال المشؤومة . لامؤتمر وطني ولامجلس نواب ولاحكومات ولا عصابات مسلحة ولاثوار ولا احزاب  ولامجالس لصوصية سرقت اسماء الشورى والحكماء والأعيان ، قامت لتقوم علينا جبال من البلايا والرزايا ، اخرجوا عليهم عبر الشوارع سيولاً . ولن تخلفوا الاخصبا وسهولاً . من بعد تقصفا وذبولاً .
___________________________________________
* إشعار الى الكتاب والصحفيين العرب
هناك لص من لصوص الكتابة يدعى (مهدي الشريف الإدريسي) من موريتانيا، سرق منى مقالا من مقالاتي وحور عنوانه ووضع عليه اسمه ونشره كاملا في مواقع موريتانية ، وعند تتبعي لهذا اللص وجدت انه سارق للعديد من المقالات لكتاب وصحفيين عرب ومدونين فيسرقها كاملة او اجزاء ويضع عليها اسمه مع تحوير عناوين المقالات ، لذلك وجب علي تنبيهكم من هؤلاء اللصوص ، وعلى كل كاتب مراجعة وتتبع مقالاته ونصوصه بعد نشرها ، الطريف في الامر ان هذا اللص سرق مقالا لكاتب عربي اخر وحور عنوانه فقط ووضع عليه اسمه ونشره في موقع موريتاني  وصادف ان ذات المقال الأصلي باسم كاتبه منشور في ذات الموقع .. عجبا

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 1

  • سليمان علي

    الاستاذ الكبير محمد علي المبروك احييك على شجاعتك وكلام الصراحة والله انت فخرنا والكاتب مايكون الا مثلك وليبيا حتكون بخير لن فيها امثالك

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً