أسلوب الـذِئــاب… فى نهش الأعراب

أسلوب الـذِئــاب… فى نهش الأعراب

لا نقصد مَسَبَة الذِئب كحيوان، معاذ ألله، كتبت السنتين الماضيتين (مقال) فى الفترة ألتى أعتَدَت فيها بعض الكتائب، على مرافق سيادية للدولة بطرابلس، وكان آحد قياديى الأعتداء، يعيش بلندن وعاد لليبيـا مع أطلالة جولة ألربيع الأسود، كان القيادى الهجومى فى فترته اللندنية، محسوباً على دوائر أمن القذافى وفق المصادر الأعلامية، ثم نط وتقدم الصفوف، حتى صار مغواراً فبرايوريا، مماً زحفوا على الوزارات، وفرضوا قانون العزل سىء السُمعة…… لدرجة أن ليفى الأحق بريادة مُقدمة الثورة، صار ورائه فى تريب بطولات فبرايور والعاملين عليها!!!، وأستمر المِغوار، يرغى فى ميادين المُدن الكُبرى (بَدئاً بميدان الشهداء)، وتسابقت عليه الفضائيات (لتفاهتها الأخرى) وهو يَزبُد بنظريات حلول مشاكل ليبيـا!!!، وأن قلت إطلالاتُهُ، لازال فى ميدان الثورة يُنَظِرُ حتى يومنا هذا؟!!!.

كان مقالى آنذاك، رداً على من كتب على الفيس، مُستهجناً تلك الهجومات، ووصف المغوار الفبرايورى أللندنى، بالحمار.. شعرت أن من سَبَ المِغوارَ، كَرَمَهُ فى وضح النهار، ولم يَسُبهُ بوصفه بالحمار، مما دعانى للقول، أننا، أبناء آدم، لم نرقى الى مستوى الحيوان، فى أحترام ناموس الخلق الألهى.. ومع ذلك تُرانا وبكُل صفاقة، نَسُبَ من يُسىء التصرف منا بـ (يا حيوان)، وكنت على الدوام، نَستَهجِنُ مَسَبة أنسانٌ لأنسان آخر بالحمار أو الحيوان بشكل عام!.

وهنا نتذكر كيف أن الأديب العالمى الراحل توفيق الحكيم، كان يُعلن فى أدبياته، أنه صديق الحمار.. وعن نفسى وليس تشبُهاً بمقام الحكيم، كُنتُ طوال حياتى يُؤلمنى سَماع هكذا مَسَبة، خاصة أن الحمار وكل الحيوانات، تحترم بدقة مُتناهية، الناموس الألهى الذى خُلقت عليه، أى تتصرف وفق الهيئة التى خلقها ألله عليها، ولا تُحيد، والعكس هو الصحيح بالنسبة لنا البشر، أى يُفترض متى رَفَسَ حيوان (نادراً) حيوانٌ آخر، حَقَ للحيوان المَرفـُوس، بأن ينعت الآخر الرافس بـ (يا أنسان)، فالأنسان وللأسف، هوالذى يَصلـُح، أن يكون عنوان مَسَبةٌ للحيوان، وليس العكس!.

ويبقى أعتداء مخلوقات من نفس الجنس على بعضها، هو صنيعة الأنسان فقط، دون غيره من المخلوقات (أللاأنسانية!!!)، بل وليُسَبِحَ الوجود، بأن البارى سُبحانه، لم يَقتَصِرَ فى خلقه على الأنسان المُدمر وحده؟ (تخيلوا؟) بل كانت آلاف أنواع المخلوقات الأخرى (المُحترمة)(فعلاً محترمة، وتحترم خالقها، ليست مثلنا، البشر عامة والليبيين خاصة) منها الذئاب التى نورد أسلوبها هنا (فقط) مثالاً، ولا نعنى تفكيرها، الذى يحترم الناموس الألهى.. فيتصرف الذئب كذئب، يهجُم فقط ليسد حاجته، ولا يسعى من آجل ذلك (على الأطلاق) ليقتل أو يُبيد أو يُهجر بنى جنسه، أو يدمرغابته والكون من آجل حاجته، وفى حالتنا، المُعتدين علينا، ليس من مخلوقات اُخرى، أو فقط من بنى البشر، بل مُسلمينَ مِثلنا، وفوق البيعة ثوارٌ ليبيين!!!.

وعوداً على بدأ، وفى خطابه بكلية الخدمة الدولية بالجامعة الأمريكية فى واشنطن 05.08.2015، ها هو الرئيس أوباما يعترف، بأن حرب أمريكا على العراق، كانت عملية غزو صريح، وفى (مقالى) السابق لذلك بأشهر (ليبيـا ولبنان وظرف المكان)أشرت، ألى أن الربيع العربى لم يبدأ بأنتحارالبوعزيزى، ولكن بدأ بقصف العراق وغزوه، بكذبة تهديده لشعبه وللكُرة الأرضية (؟!)، مثل ما كانت أشاعة تدمير القذافى المُحتَمَل لبنغازى، وبالآخر، جاء عبجليل ليُقر، بأن أصحاب القـُبعات الصفر، مماً  ساهموا فى تأجيج مشاعر الليبيين، وأشتعال شوارع بنغازى، لم يكونوا من أتباع النظام السابق؟! (يعنى أتباع خدعة الربيع).

وهاهى العراق تتدمرعشرات المرات هى وشعبها، وكذا بنغازى(التى تحولت الى مدينة أشباح) وتشرد أهلها، بل دُمرت كل ليبيـا، وضاقت بأهلها الدنيا، كما ضاقت بهم المقابر، وتشرد ألليبيين فى اسقاع الدنيا، ولم نرى ذئاب البشرالذين نهشونا بنى بشرٌ من جنسهم، يَصدِقونَ وعدهم كمُنقذين، كما أوهمونا فى البداية  بحرصهم على بغداد، أوعلى بنغازى، أو صنعاء، أو دمشق..الخ، بل فى حالتنا الليبية، ومن خوفه على بنغازى، أنطلق ساركوزى يدك كل أركان ليبيـا، قبل صدور قرار مجلس الأمن بساعات؟!، وها هو يتفسح فى تونس، ولم يُكلف نفسه بزيارة بنغازى، بل حتى لم يزُر تجمُعات مُهاجرى بنغازى وجرحاها بتونس، وفوق البيعة لم يعُد يأتى بذكرها على لسانه؟!!!.

وحيث يتم نهشُنا بلاد العُرب بكل عِرقياته واحدة واحدة، دون أن يتقدم لأنقاذنا باقى العُربان، الذين يظنون أنهم غير مَعنيين بأمرنا المنهوشين، وبعد أن تأكدنا، من خلال أعترافات هيلرى بصُنع القاعدة، وبأعترافات رئيس الأستخبارات الأمريكية الأسبق بصُنعهم لداعش، وبأعترافات أوباما، بأن ما سوقوه على أساس أنقاذ بغداد، لم يكُن إلا غزوٌ أمريكيٌ صريح لبغداد، فما يكذبنا بعد بالدين، ونستمر مُنتظرين، بعد كل ذلك؟!.. لما لا نحاول أن نجلس على كراسي عُقُولنا ونتحاور دون مُحلل، وأذا كان ألله بجلاله حاور الشيطان (وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم فى أجسادهم) ورد ألله بقَسَمهُ الحق (وعِزَتى وجلالى لأغفرن لهم ما دامو يستغفروننى)، آلم يكن ذلك حواراً.

فلما لا نكُن نحن أحفاد آدم المخلوقين من طين، غيرقادرين أن نتحاور، إلا عن طريق من له أسم برنارد؟، تماماً، كما لم يكن فى مقدورنا أن نقوم بثورة، حتى يأتى لنا بها من أسمه برنارد… لما لا نقطع الطريق على كل المتداخلين، الغربيين والعُربانيين، وأولهم حُذاقُنا الغارقين فى طين العمالة حتى الثمالة من أشباه ألليبيين….. ولكن متى ما لم نستطع، أن نكون ليبيين أصيلين، فلما لا نعجل بالأتفاق، ونُسَلِمَ أمرنا لهم.. ما كان أولها برنارد الأول، فليكن خاتمها، برنارد الثانى مُحللا لوضعنا، ونقبل بمن يقبل به رئيس للحكومة التى بشرنا بها سعادتو، المُهم (كفايااااااااااااااااااااااا).

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً