ميدل إيست آي: صنعاء بانتظار ثلاثة سيناريوهات

720152515511259

نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، تقريرا حول الحرب في اليمن، والأزمة التي تشهدها العاصمة صنعاء، التي تجد نفسها في مواجهة خيارات محدودة، وخاصة في ظل مواصلة قوات التحالف العربي بقيادة العربية السعودية، لقصفها الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح.

وأفاد التقرير الذي ترجمته “عربي21″، بأن التصريحات المتضاربة بين قادة المقاتلين الحوثيين، وضباط الجيش النظامي الموالي للرئيس عبد ربه؛ تثير مخاوف المحللين الذين يحذرون من اندلاع حرب شاملة في العاصمة اليمنية، المكتظة بالسكان وبمخازن السلاح، ما جعلهم يصفونها بأنها “قنبلة موقوتة”.

وأضاف أن الحوثيين يحضّرون لمعركة دامية من أجل إعادة السيطرة على صنعاء، وطرد قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، حيث قاموا بتجنيد كل من يقدر على حمل السلاح، وحفروا الخنادق، وهرّبوا عائلات بأكملها خارج المدينة.

ونقل التقرير عن مسؤول في حكومة عبد ربه، قوله إن القبائل في جنوب البلاد تلعب دورا هاما في تحديد مجرى الأحداث، وتغيير موازين القوى، حيث إن الحوثيين قد تمكنوا من الاستحواذ على عديد المناطق، بمساعدة قبائل المنطقة والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وذلك بالرغم من الهجمات الجوية للتحالف المضاد للحوثيين.

ونقل التقرير عن نفس المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، قوله إن “تفادي نشوب حرب؛ أمر ممكن، ولكنه منوط بنتيجة المفاوضات التي تتم حاليا مع شيوخ القبائل، من أجل تحديد مستقبل صنعاء” التي تواجه خيارات ثلاثة؛ وهي تواصل الحرب، أو الانقسام، أو ثورة القبائل.

وأكد التقرير أنه من الصعب التوصل إلى قرار بالإجماع بين القبائل، باعتبار انقسامها بين شق مؤيد لصالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام، مثل قبيلة بني حشيش المتواجدة في شمال ووسط صنعاء، وبين شق مؤيد لحزب الإصلاح ذي التوجه الموالي للإخوان المسلمين، مثل قبيلة أرهب والأحمر.

وأضاف أن حكومة هادي، بالرغم من سيطرتها على جنوب اليمن بالكامل تقريبا؛ تتجه نحو خيار الانقسام في حالة فشل المفاوضات مع شيوخ القبائل؛ باعتبار أن المجتمع الدولي يفضل هذه الفرضية التي يعتقد أنها من الممكن أن تغلق باب النزاعات في الشمال، الذي يحظى فيه الحوثيون بدعم شعبي كبير، مشيرا إلى أن بعض المسؤولين قد صرحوا بأن خالد بحاح، نائب الرئيس، بصدد بحث خطط انقسام سيتم تنفيذها؛ في حالة تسجيل تراجع في تقدم القوات المضادة للحوثيين.

واعتبر التقرير أن أمام العربية السعودية خيارا آخر، عوض خوض حرب حتى أبواب صنعاء، يتمثل في تكوين منطقة سنية عازلة تشمل كل المناطق المهمة في البلاد، التي تجعل من محاصرة الحوثيين في الشمال ممكنة، ولكن بحسب الموقع؛ فإن هذه الفرضية غير قابلة للتطبيق حاليا، باعتبار الانقسامات التي تهز التحالف العربي، التي أصبحت واضحة، وباعتبار أن المناطق التي سيتم إدماجها؛ لن تتمتع بصفات مشتركة، لا قبليا، ولا سياسيا، وستشكل بالتالي مصدر قلق جديد للمنطقة.

وأشار إلى أن الرئيس اليمني كان قد بادر بتقديم اقتراح دبلوماسي لوضع حد للأزمة، يتمثل في انسحاب الحوثيين من كافة المناطق والمؤسسات الحكومية في البلاد، أثناء هدنة تدوم 15 يوما، في مقابل الإبقاء على التنظيم كحركة سياسية معارضة، مضيفا أن اقتراحه قد قوبل بالرفض من قبل الحوثيين الذين اعتبروه بمثابة إعلان استسلام، في حين أنهم كانوا قد أعلنوا عن نيتهم توجيه رد قوي، واللجوء إلى “بديل استراتيجي”، الأمر الذي جعل الجميع يتخوف من احتمال تصعيد نسق المواجهات.

وتعرض “ميدل إيست آي” إلى الفرضيات التي تتناقلها وسائل الإعلام، والمتمثلة أساسا في مهاجمة الحوثيين لمضيق باب المندب، الرابط بين اليمن وجيبوتي، وإغلاقه، أو تركيزهم على المناطق السعودية المتاخمة للحدود اليمنية، ومحاولة استرجاع مناطق نجران وجيزان وعسير التي كانت سببا في حرب 1934.

وفي الختام؛ اعتبر التقرير أن الحل يكمن في خطوة دبلوماسية لحلحلة الأزمة، خاصة وأن ساكني منطقة صنعاء الآن باتوا يترقبون الأسوأ، ويخشون أن تتحول بلادهم إلى ساحة حرب مشابهة للساحة العراقية أو السورية، حيث يقول الناشط اليمني المتواجد في صنعاء، هشام العميسي: “إذا نشبت الحرب في صنعاء؛ ستحدث مجزرة، وسيشمل القتال كافة المنازل، وتتحول المدينة بأكملها إلى خراب”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً