سموم الأفاعي تزيد الوفيات عالميا، فلا تستهينوا بها

_208515_20ggg

قال متخصصون في مجال سم الثعابين الاربعاء إن الأمراض والعجز جراء لدغات الثعابين تتجاوز كثيرا ما تشير إليه التقديرات العالمية علاوة على ان المخزون من ترياق علاج هذه اللدغات ضئيل للغاية.

وقال الخبراء في بيان مشترك عقب انتهاء أعمال مؤتمر استغرق خمسة أيام في بريطانيا إن لدغات الأفاعي تقتل عددا يتجاوز ما تسببه الأمراض المهملة مجتمعة في المناطق الحارة لكنها لا تلقى التمويل الكافي من جانب منظمة الصحة العالمية أو من الحكومات.

وسرد العلماء شواهد حديثة من دراسة جرت في الهند وبنغلادش وقالوا إن نحو 46 ألف شخص يموتون سنويا جراء لدغات الثعابين في الهند علاوة على ستة آلاف آخرين في بنغلادش. أما تقديرات منظمة الصحة العالمية للوفيات السنوية في الهند جراء لدغات الأفاعي فتشير الى عشرة آلاف شخص.

وقال آلان هارفي رئيس الجمعية الدولية للسموم الذي رأس الاجتماع “يتم تجاهل لدغات الثعابين بشكل شبه كامل.. ويجري الاستهانة بها بدرجة كبيرة”.

وقال “يتعين على الحكومات ومنظمة الصحة العالمية تصنيف لدغات الثعابين على انها تمثل مثارا حقيقيا للقلق العام من الناحيتين الصحية والطبية ما يستدعي التركيز على التمويل والتدريب”.

ويتعرض الناس في المناطق الريفية من افريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا للدغات مختلف أنواع الثعابين السامة ويتضمن العلاج الحالي إعطاء المصاب ترياقا واسع المفعول يشمل جميع أنواع الحيات التي قد تكون مسؤولة عن الاصابة.

يقول الخبراء إن العلاج بالترياق يمكن ان يتكلف من 250 إلى 500 دولار ما يعني ان الكثير من الضحايا قد لا يلتفتون الى العلاج أو يتوجهون الى المعالجين التقليديين أو العلاج بالاعشاب.

وقال الخبراء إنه على الرغم من ارتفاع اعداد الوفيات الناجمة عن لدغات الحيات فان منظمة الصحة العالمية خفضت في عام 2013 من أهميتها وصنفتها على انها “حالة مهملة” دون وضع برنامج رسمي لعلاج هذا الخطر الصحي.

وحذر المتخصصون أيضا من ان المخزون من الترياق ينفد “بصورة خطيرة” في الكثير من مناطق الخطر وأشاروا الى “أزمة حقيقية من حيث الكم والكيف في الترياق بالمناطق الريفية حيث تشتد اليه الحاجة”.

وقال علماء بكلية طب المناطق الحارة في ليفربول إن استخلاص ترياق حديث لعلاج لدغات الثعابين لمعالجة ضحايا الأفاعي السامة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء سيصبح واقعا في غضون السنوات القليلة القادمة.

ويسعى العلماء لإنتاج ترياق قوي مضاد لسموم الحيات يمكن تخزينه بأمان في درجة حرارة الغرفة وذلك دون الحاجة إلى تجميده.

ويجري إنتاج الترياق من خلال استخلاص سم الحيات أولا ثم حقنه بجرعات بسيطة في حصان أو خروف بحيث لا يصاب الحيوان بالسم بل يحفز جهاز المناعة لانتاج أجسام مضادة داخل جسم الحيوان ثم يجري استخلاص هذه الأجسام المضادة من دم الحيوان لتستخدم كترياق.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً