لابأس بالوفاق ونحن خاضعون أذلة

لابأس بالوفاق ونحن خاضعون أذلة

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

– من لم يجمعه الانتماء لليبيا للإصلاح ثم يجمعه الأجنبي للإصلاح في ليبيا هو لا وطنية له وهو من الذين يخضعون للاجانب ولايخضعون لأخلاق وطنية ذاتية.

– من لم يجمعه دينه الذى دعى وأمر بالإصلاح ثم يجمعه من هو ليس على دينه للإصلاح فهو لا دين له.

هذه حقائق مثالية عامة لاتقيم على ساسة او حكام ليبيا فقط بل تقيم على كل ابناء شعب من الشعوب لم يجمعهم دينهم ولم تجمعهم وطنيتهم ويجمعهم الأجنبي او يجمعهم من هو خارج بلدهم.

ان يجمع الأجنبي الليبيين على الجلوس لاجل ليبيا فلابأس بالأجنبي الذي يملك روح للإصلاح بين الليبيين لايملكها الليبيين لانفسهم مادام الغاية وطنية وهى الوفاق بين الليبيين حتى تتاح سانحة لعودة ليبيا الغائبة عن الوجود.

ان يجمع الأجنبي الليبيين على الإصلاح الذي هو فضيلة يملكها غير المسلم ولايملكها المسلم ويملكها من هو اجنبي ولايملكها من جنسيته ليبي، فلا بأس لان الحقيقة الغائبة عن المسلمين والعرب ان القيم الروحية والإنسانية يملكها الأجانب ولايملكها العرب والمسلمون.

ان يكون من له الجهد الوطني والعمل الوطني في حزم ليبيا والليبيين هو الأجنبي ولايكون للاسماء الميتة مثل أعيان وشيوخ وشورى وحكماء وغيرهم الا الاسماء وهم موتى ففي ذلك حقيقة وهى ان مجالس الأعيان والحكماء والشورى والشيوخ وغيرها لم تخلق لاجل ليبيا بل خلقت لاجل أفرادها الذين يطمحون ان يكون لهم حصة من غنيمة حكم ليبيا وهى مجالس خاوية لا عينية ولا حكمة ولا أهلية ولاقيمة لأفرادها.

لقد خطو ساسة ليبيا بليبيا بذل وبعثروا جأشها دون اخلاق وطنية يقودهم الأجنبي قودا في سمة تاريخية مخجلة، ولكنه امر انقضى ويبقى تاريخا لعل اجيالا لاحقة تجد له عذرا، ولابأس.. لابأس، المهم ان ليبيا بحاجة الى وفاق سياسي وتلاؤم شعبي والتحام ارضي جغرافي فاحجام المخاطر الحاضرة والقادمة من الغيب على ليبيا وشعبها هى احجام عظيمة وتفصيلها لاينتهي، من فقر ليبيا والى سيطرة العصابات ذات العقائد الدينية المنحرفة والى تقسيم ليبيا والى احتلال اجزاء من أراضيها والى توسع الجريمة والى الحروب الأهلية ولازال بعد ماهو مروع ومرعب، ان الوفاق ضرورة من بعد الجحيم الوطني الذي وضعنا فيه المؤتمر الوطني ومجلس النواب، لنتمسك بالوفاق حتى وان كانت وسيلته كما ذكرت، نتمسك به حتى نخرج من هذا الجحيم الوطني والبقاء بهذا الوفاق بين الجنان والجحيم فلانطمع بالدخول الى الجنان لنطمع بالخروج من الجحيم اولا الى حين، حتى يأتي حكام وطنيون يدخلوننا الى الجنان اذا كان لنا نصيب من جنان ليبيا التى استحوذ عليها حكام فبراير ودفعوا شعبنا الى الجحيم، ان من ثمن هذا الوفاق ان الشعب الليبي لازال يحمل على أكتافه اثقل الجثت الميتة وهو المؤتمر الوطني العام وذلك بتغيير كفنه بما يسمى مجلس الدولة ولازال الشعب الليبي يحمل على ظهره اثقل جسم لمريض مقعد عاجز وهو مجلس النواب وذلك ثمن فرضته الامم المتحدة حتى نخرج من الجحيم الذى وضعنا فيه الجسم الميت والجسم المريض ولكن لابأس، المهم الخروج من الجحيم، لنصبر على رؤية يومية لجسم ميت نصبناه على ليبيا ونصبه الأجنبي باسم جديد ولنصبر على رؤية يومية لجسم مريض نصبناه على ليبيا ومدد الأجنبي مرضه على ليبيا وذلك حتى نخرج من الجحيم الى بقعة هى بين الجحيم والنعيم ولندفع الأثمان والأثمان ولا نقبض في النهاية الا الأسى والبكاء والصبر والتمسك بالوطن حتى لايضيع وذلك لأننا ضعفاء ولم نواجه العابثين الذين عبثوا بالوطن وعبثوا بالشعب الليبي وماعلينا الا دفع الأثمان والرضى بالعابثين الى ان ننهض عليهم بغضب وحتى ذاك الحين لنقبل ونحن كارهون.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

اترك تعليقاً