قاهر سرطان الدم يسابق الزمن للوصول للأسواق في 2017

_210587_ttr

تتسابق كبرى شركات الدواء لاطلاق ما يمكن أن يصبح أكثر العلاجات فاعلية للوكيميا وأنواع سرطان الدم الأخرى والمعضلة التي تواجه تلك الشركات هو كيف تجعل هذا العلاج متاحا على نطاق واسع وأن تكون تكلفته متناسبة مع ما يحققه من فائدة.

يعرف العلاج الجديد باسم خلايا “كار تي” ويقوم على استخراج خلايا تي أو التائية من الجهاز المناعي للمريض وادخال تعديل عليها لشحذ قدرتها على رصد وقتل الخلايا السرطانية ثم حقنها في المريض مرة أخرى. وفي مرحلة مبكرة من التجارب الاكلينيكية تمكن العلاج من القضاء على أي أثر للوكيميا والليمفوما فيما تراوح بين 40 و90 في المئة من المرضى الذين لم يكن أمامهم أي خيارت أخرى.

ويتوقع خبراء الصناعة أن يصل علاج خلايا كار تي الى الاسواق عام 2017 وأن يصل ثمنه الى 450 ألف دولار اذا جاءت النتائج جيدة في تجارب أوسع نطاقا. هذه التكلفة هي لعلاج يؤخذ مرة واحدة وبعدها تختفي آثار السرطان ولا يحتاج المريض الى العلاج مرة أخرى.

ويقول الدكتور جيمس فيريرا رئيس قسم أبحاث سرطان الدم بمستشفى ماونت سيناي بنيويورك “علاجات خلايا كار تي واحدة من أعظم ما تحقق من تقدم في علاج السرطان منذ عشرات السنين” ويعتقد انها يمكن ان تصبح من العلاجات الاساسية التي تقدم في اطار الرعاية الصحية لنحو عشرة الاف مريض أميركي استنفدوا كل خيارات العلاج الاخرى المتاحة.

وقال “مع مرضى لم يستجيبوا لاكثر العلاجات التي لدينا فعالية ومنها زرع النخاع الشوكي اختفت اللوكيميا تماما فيما يبدو”.

لكن عملية الإنتاج تستغرق اسبوعين بالنسبة لكل مريض وهو ما يشكل تحديا يتمثل في توفير علاجات فردية بحتة لعدد كبير من المرضى.

وتتوقع وول ستريت ان تسعى شركة نوفارتيس للمستحضرات الدوائية، التي تتخذ من سويسرا مقرا لها وتملك بالفعل مصنعا في نيوجيرزي لإنتاج الخلايا التائية لتجاربها الاكلينيكية ، لاستصدار تصريح لاول علاج بخلايا كار تي العام القادم وان تسبق بذلك الشركات المنافسة بأشهر.

وقال عثمان عزام رئيس قسم علاجات الخلايا والعلاج الجيني في نوفارتيس “واثقون من قدرتنا على الوصول الى علاج الاف المرضى سنويا بمنشأة عالمية حقا”.

وأضاف عزام ان هذا سيكون كافيا لتغطية الطلب التجاري لبضع سنوات بعد الموافقة الرسمية على العلاج وانه يمكن بناء مصنع ثان اذا كان هناك حاجة لذلك. وذكر ان العلاج الذي توفره شركته اسمه “سي.تي.ال.019”.

وتعتزم نوفارتيس ان تطلب في 2016 من الجهات المختصة الموافقة على استخدام” سي.تي.ال019″ لعلاج اللوكيميا الليمفاوية (ايه.ال.ال) وهو سرطان ينجم عن انتشار خارج نطاق السيطرة لخلايا دم بيضاء غير مكتملة النمو وهو مرض يؤدي الى الوفاة خلال عام من اكتشافه.

ويشخص نحو6000 أميركي بالمرض سنويا 60 في المئة منهم أقل من 20 عاما.

مسار آخر

هناك توجه آخر لم يثبت نجاحه بعد هو استخدام خلايا جهاز مناعي لمتبرعين أصحاء وادخال التعديلات اللازمة عليها لتفيد عددا كبيرا من مرضى السرطان.

ويقول خبراء علم الاورام إنه نظريا يمكن لمتبرع واحد ان يوفر العلاج لما يصل الى 4000 مريض. لكن لكي تنجح وتصبح آمنة يجب استخدام الهندسة الوراثية لتعديلها لضمان ان يقبلها جسم المريض والا يمكن ان يفجر هذا رد فعل من جانب النظام المناعي ضد الغزاة القادمين من الخارج وهو ما ينطوي على مخاطر محتملة مميتة.

وتعتبر شركات دواء كثيرة هذا المسار ضربا من المحال. لكن نوفارتيس وشركة سيليكتيس التي تتخذ من فرنسا مقرا لها بالتعاون مع فايزر تعمل على هذا الخيار وتأمل ان يكون أسرع وأرخص. ويمكن لخلايا كار تي التي انتجتها تلك الشركات ان تجمد وتشحن الى مناطق اخرى من العالم للاستخدام الفوري تقريبا.

ويقول اندرى تشوليكا المدير التنفيذي لسيليكتيس إن المنطق يقول ان خلايا المتبرعين الاصحاء ستكون أقوى من الخلايا التائية لمرضى تعرضوا لشحنات من العلاج الكيماوي والاشعاعي.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً