تصريحات الرئيس التشادي..الخطر القادم من الجنوب!

تصريحات الرئيس التشادي..الخطر القادم من الجنوب!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

لعلم السادة القراء الاعزاء ان هذا المقال قد تم نشره في شهر مايو عام 2013 م ، وللتذكير وددت اعادة نشره مع بعض التصرف فلعل هناك من يدرك ويعي!

كم هو ملحُّ اليوم ، ان ألفت انتباه من تبقى له ضمير من الليبيين، إلى ان يتأملوا فيما حولهم بعقل وإدراك ، ويتخلّون عن فرط الأنانية وحب الذات وتحقير الآخرين! فالظروف المحيطة بليبيا اليوم خطيرة ومعقدة والخطر القادم  يتهددنا من كل الجهات! ليبيا اليوم لقمة سائغة لكل طامع لئيم ، وما أكثر الطامعين فهل يفهم الواهمون؟! ليبيا يا سادة في خطر وأي خطر ، ليبيا اليوم منقوصة السيادة مسلوبة الارادة ، عاجزة عن حماية نفسها وضبط حدودها ، في غياب شبه كامل للجيش والشرطة وكل الاجهزة الامنية المساندة ، واهم من يعتقد انه يمكن حماية ليبيا بأسلحة الميليشيات التي هي مجرد مضادات طيران! فشلت حتى في اسقاط طائرة واحدة من طائرات الناتو طيلة ستة أشهر!. الواهمون لا يدركون ان تشاد الجارة الجنوبية ، تملك جيشا منظما يتسلح بأسلحة فرنسية متطورة عن خردواتهم من الميم طاء وغيرها! الواهمون لا يدركون ان الجيش التشادي له الآن عدة تمركزات في مواقع داخل الاراضي الليبية! وانه بإمكانه احتلال الجنوب الليبي في أيام والوصول إلى العاصمة خلال أسابيع! الواهمون لن يستفيقوا من سباتهم العميق وسيعاندون كعادتهم بان ذلك من المستحيل ويقولون في تهكم “معقولة يحتلونا التشاديون”!!

أقول لأولئك الواهمون سواء من العامة او ممن يتقلدون المناصب الآن ، ستفاجئكم الأحداث بما هو عصي على فهمكم وتفكيركم الساذج ، وستبهركم الحقيقة الساطعة حين يجرفكم الطوفان القادم من الجنوب ، ومن كل الجيران الذين عيونهم على كعكة ليبيا المهملة المستباحة ، وستفهمون بعد فوات الأوان مدى الزامية تفعيل الجيش الليبي بعودة كل أفراده الى معسكراتهم لا إقصائهم وإبعادهم! ستدركون ولو متأخرا انه لا مستقبل لليبيا الا بتلاحم كل أبنائها دون تمييز ، ليبيا أحببتم ام كرهتم لن تقوم لها قائمة كدولة ذات سيادة الا بوحدة شعبها وتظافر جهوده ، ليبيا لن تحمي حماها وحدودها منطقة واحدة او اثنتان.. قبيلة او قبيلتان! ليبيا لا يصون أمنها وحدودها الا كل الليبيين جميعا وتلك هي دروس التاريخ! فالنيابة قد تكون في كل شيء الا في الدفاع والموت!!

أن تصريحات الرئيس التشادي في 2013 حول التدخل في ليبيا وإعادة تكرارها الآن في 2015 ، حينما يقول ان الجيش التشادي قادر على دخول ليبيا خلال 72 ساعة!! ، لها ما بعدها ، وأنها تدق ناقوس الخطر القادم من الجنوب فهل يفهم  الساسة؟! وهل يستذكر الشعب والساسة في ليبيا ان القوات المسلحة الليبية قد هاجمت تشاد يوما ودخلت العاصمة التشادية انجامينا ! ان نسى الليبيون ذلك ، فالتشاديون لن ينسوا ولعل في خطاب زوجة الرئيس التشادي الاخير ذكرى لمن يعتبر! ، وبالحسابات العسكرية التي يدركها التشاديون وغيرهم من الجيران ، ليبيا اليوم الحلقة الأضعف والأقرب استهدافا بالنظر إلى حالة الانهيار والانقسام التي يعيشها الشعب الليبي ، ويحاول حكام المرحلة تكريسها بحماقة ، حين يقفون بالمرصاد لكل الدعوات الوطنية المخلصة التي تطالبهم بالتوحد والاتفاق على حكومة واحدة تكون قادرة على توفير الحد الادنى من مفهوم السيادة الوطنية ومسئولة امام العالم كجسم شرعي وحيد يمثل الليبيين .

يمكن القول اليوم ان التدخل العسكري التشادي في الجنوب الليبي قادم لا محالة! خاصة بعد التطورات الاخيرة على الساحة الليبية وظهور ما يسمى بتنظيم الدولة في ليبيا وتمكنه من السيطرة على بعض المدن ، وما اعطاه مجلس الامن من ضوء اخضر لمحاربة هذا التنظيم اينما وجد ، وفي ظل التنسيق الامني والعسكري الكبير بين فرنسا وتشاد واندفاع فرنسا الكبير لمحاربة التنظيم خاصة بعد العمليات الارهابية التي استهدفت باريس مؤخرا ، الامر يبدو لي انه مجرد مسألة وقت لا غير ، والمتتبع للتوجهات الدولية بالخصوص يدرك ان العالم والأمم المتحدة يعدون العدة لبرنامج شامل لمحاربة الارهاب ، سيتم الاعلان عنه قريبا وتفعيله مع مطلع السنة القادمة ، وان افريقيا وليبيا على وجه التحديد ستكون ساحة من ساحات تلك الحرب الدولية ، وتشاد من بين الدول المتأهبة للعب ذلك الدور في ليبيا .  فبحق الوطن لا تستهينوا بتصريحات الرئيس التشادي فقد تكون ارهاصات لحرب قادمة ليس بأيدينا قرار بدئها فكيف لنا مجرد التفكير في قرار إنهائها!.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 1

  • السودانى

    اوجزت فى هذا المقال الاستاذ والدكتور.عبيد الرقيق
    لابد ان تتوحد القوة الليبية من اجل حماية ليبيا والمحافظة على ممتلكاتها من اطماع الدول الاخرى سواء كانت المجاورة لها او الغربية

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً