كابوس تنظيم القاعدة يؤرق الإدارة الأميركية

كابوس تنظيم القاعدة يؤرق الإدارة الأميركية
كابوس تنظيم القاعدة يؤرق الإدارة الأميركية

 

وكالات

في الوقت الذي تحاول الإدارة الأميركية كبح جماح تنظيم الدولة الإرهابي في سوريا والعراق، يبدو أن العدو القديم يستعد للعودة للظهور من جديد في أفغانستان؛ حيث تنتشر معسكرات تدريب لتنظيم القاعدة، الأمر الذي أجبر وكالات الاستخبارات والبنتاغون على إعادة المراجعة حول قدرة التنظيم على تهيئة الأرضية لشن هجمات على الولايات المتحدة الأميركية.

بيد أن أعداد المعسكرات التي أعاد تأسيسها تنظيم القاعدة ليست بالحجم الذي كانت عليه في السابق إبان عهد زعيمها أسامة بن لادن قبل وقوع هجمات سبتمبر 2001. ولو أنها عادت إلى الظهور بقوة قبل عدة سنوات لأصبحت تشكل الهاجس الأول المحتمل على طاولة “الإيجازات الاستخباراتية” اليومية التي تقدم للرئيس باراك أوباما.

ويقول مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، إن تنظيم القاعدة لم يعد على سلم أولويات قائمة البنتاغون المتعلقة بأفغانستان، خاصة وأن التنظيم لم يظهر المرونة القتالية إلا في عنصر المباغتة.

فحتى خريف هذا العام ركز الأميركيون بشكل أكبر على استهداف ما تبقى من قيادات تنظيم القاعدة الذين فروا للاختباء على طول الحدود الوعرة والجبلية في أفغانستان مع باكستان.

ولم تصرح الإدارة الأميركية سوى بالقليل عن أي تحد جديد أو عن استراتيجية جديدة لمواجهة خطر تنظيم القاعدة، حتى في الوقت الذي تسارع فيه لتقديم المساعدة للحكومة الأفغانية لمواجهة ما ينظر إليه على أنه تهديد وشيك من ارتفاع في موجات العنف من طالبان أو شبكة حقاني أو أي فرع جديد لتنظيم الدولة.

فقد كان المسؤولون في الإدارات الأميركية السابقة أكثر وضوحا في التصريحات حول خطر التنظيم – وخاصة من أولئك الذين يشغلون مناصب في الخطوط الأمامية من المعركة ضد تنظيم القاعدة.

ويرى مسؤولون أميركيون أن زيادة نشاط تنظيم القاعدة في أفغانستان لا يعود فقط لحملات تجنيد للتنظيم وعودة لطالبان على الساحة الأفغانية، إنما كان نتيجة للعمليات العسكرية الباكستانية التي ضغطت على مسلحي القاعدة ودفعت بهم للتوجه عبر الحدود إلى أفغانستان.

ويعترف مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية بوجود معسكرات أو قواعد أخرى لتنظيم القاعدة، بما في ذلك معقل على الأقل في ولاية هلمند، لكن دون معرفة معلومات أخرى عن أي قواعد أخرى للتنظيم.

وقد أثار الهجوم على المعسكر الكبير لتنظيم القاعدة في أكتوبر تساؤلات حول قدرة الجيش الأميركي على كشف وتدمير معاقل القاعدة في أفغانستان، خاصة بعد نحو عقد ونصف من الغزو الذي قادته واشنطن لإطاحة حكومة طالبان وتنظيم القاعدة في البلاد.

كما يأتي ظهور معسكرات التدريب الجديدة للقاعدة في غمرة تآكل المنظومة الأمنية الأفغانية وعلى نطاق واسع في معظم أنحاء البلاد، حيث تعتبر شبكة حقاني، التي تتخذ من باكستان مقرا لها، عنصرا هاما لتسهيل مهام تنظيم القاعدة في أفغانستان.

وتشترك الجماعتان؛ حقاني والقاعدة في أهداف واحدة من بينها طرد قوات التحاف وإسقاط الحكومة الأفغانية وإعادة بناء دولة متطرفة.

وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن تنظيم الدولة في أفغانستان يحاول لملمة شعث التنظيم وتجنيد مقاتلين بفكر أكثر تطرفا وأكثر خبثا.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً