حقيقة تحرك تنظيم الدولة غير الإسلامية (داعش) إلى المناطق النفطية

حقيقة تحرك تنظيم الدولة غير الإسلامية (داعش) إلى المناطق النفطية

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

يخادع تنظيم الدولة غير الإسلامية في ليبيا خداعا ولايخدع من يقاتله في ساحات القتال فقط  بل يخدع حتى العقول التى تفسر بتخبط تحركات تنظيم الدولة غير الاسلامية فكان للاسف اكثر ذكاء وكان بعض من يواجههم ومن يفسرون تحركاته اكثر غباء،  تنظيم الدولة في ليبيا لايتحرك الا بتخطيط متقن يحسب فيه حسابات ويمهد فيه لغايات على غير مايفسر عشاق الكلام التخميني الذي مطلقه اكاذيب ومطلعه ثرثرة يشوش عقل من يسمعه ولايستقر به على الحقيقة.

في الحادثة الاخيرة التي تظاهر فيها تنظيم الدولة بانه يشن هجوما على مناطق انتاج وتصدير النفط في ليبيا لم يكن الامر الا خدعة لبسط وحماية تمدده على المنطقة الوسطى من ليبيا فأحدث انشغالا في منطقة السدرة ومنطقة راس لانوف حتى يخلو له امر تمدده في المنطقة الوسطى وقد نجح في السيطرة على منطقة بن جواد وهو تدبير الأذكياء حتى لايتوارد على تمدده المزعجات وحتى يحصن تمدده من التوقعات التى يحسبها بدقة في تمدده على الارض الليبية وحتى يخفف على خلاياه في مدينة اجدابيا التى ينتهي عندها تمدده وحدوده وهى خلايا لازالت ضعيفة وستحد من تمدده الناشئ في مدينة اجدابيا ان هو خسر هذه الخلايا فتنظيم الدولة في ليبيا لايطمع بتاتا في السيطرة على الموانئ النفطية والحقول النفطية لبيع النفط، فالامر ليس كما فسر العديد بانه يطمع في بيع النفط الليبي بعد سيطرته على موانئ النفط الليبي لان تنظيم الدولة يعلم بصعوبة بيع النفط الليبي حتى ولو سيطر على موانئ تصدير النفط الليبي لوقوع موانئ التصدير الليبية في منطقة إبحار عالمية هى البحر المتوسط وكل خطوط الابحار فيه مرصودة ومحصورة وكل الشعب الليبي يعلم ماذا حدث لناقلة قراصنة حرس المنشآت النفطية التى قرصنت النفط الليبي وأعادتها البحرية الامريكية، يضاف الى ذلك فان ليبيا تقع بين دول جوار احسبها فاعلة في مكافحة التطرّف وهى مصر في الشرق وتونس والجزائر في الغرب وتحتك سلطات إبحار هذه الدول مع خطوط إبحار موانئ تصدير النفط لذلك لايمكن لاي ناقلة نفط ان تبحر دون ردع من هذه الدول المعادية للتطرف في حالة سيطرة تنظيم الدولة، ان مايسعى اليه تنظيم الدولة على الارض الليبية هو الاخطر وهو التمدد وبعده التوطين وقد وطن شعبه ودولته في مدينة سرت واقرانها من المناطق المجاورة لها وتمدد الى بلدة بن جواد التى سيوطن فيها هى الاخرى شعبه ودولته ويسعى في التمدد والتوطين الى مدينة اجدابيا ان لم يردع ويردع اتباعه في مدينة اجدابيا، ان اغلب سكان المنطقة الوسطى هجروا من مساكنهم ومن إجراءات التوطين للتنظيم في المنطقة الوسطى هى مصادرة هذه المساكن وإسكان شعبه فيها ومن بقى من اهالي هذه المناطق فعليه ان يكون مواطنا لدولة الخلافة المزعومة او إيقاع العقاب وحلول المصاب، ولا اجد لهذا التنظيم مطمعا في المناطق النفطية الا تدميرها حتى يقطع استفادة بعض الدول من النفط الليبي وهى دول يعتبرها التنظيم كافرة ويحرم التعامل معها الا قتالا وحتى يخلو له امر التمدد والتوطين فالمطمع الحالي الذي يشتهيه هو الزحف والتمدد من حدود مصراتة غربا دون ضم مصراتة والى اجدابيا شرقا مع ضم اجدابيا وجنوبا الى حدود منطقة الجفرة وجعل هذه المنطقة وطنا لصعاليكه  وهى ذات المنطقة الوسطى من ليبيا والتى أسميتها في مقال سابق ((منطقة حرة في ليبيا لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش”) وقد كان يطوف فيها بدوريات ويقيم فيها بعض البوابات المؤقتة مع سيطرته على مدينة سرت ولا أعتقد ولايعتقد معي من يعلم بذكاء قادة هذا التنظيم ان التنظيم وفي هذه الفترة سيتمدد شرقا الى بعد مدينة اجدابيا او يتمدد غربا الى مدينة مصراتة وبعدها وذلك لوجود ثقلين عسكريين، ثقل عسكري في المنطقة الشرقية من بنغازي والي امساعد وثقل عسكري في المنطقة الغربية من مصراتة والى راس اجدير ولايستطيع التنفس بحرية مطلقة الا في المنطقة الوسطى لانها منطقة فراغ لايجد فيها صدا أو ردا باستثناء الرد الاخير من عصابة حرس المنشآت النفطية التي كانت تتعايش بألفة مع تنظيم الدولة وهو يمر من بواباتها ويتحرك أمامها بل وأزيد فان تنظيم الدولة يحظى ببعض الحب الجاهل ممن سموا أعيان وحكماء في هذه المنطقة وذلك كحب المرأة الساذجة لحبيب هو قاتلها، لن يزيد تنظيم الدولة والى حين على المنطقة الغربية او المنطقة الشرقية من ليبيا الابعمليات تفجير او اغتيالات وذلك عبر خلاياه الخبيثة المزروعة في منطقة غرب ليبيا من مصراتة والى راس اجدير ومن بنغازي الى أمساعد، الى الآن فان تنظيم الدولة غير الاسلامية سيكتفي مسرورا مبهورا بالمنطقة الوسطى من ليبيا والتي ينام عنها حكام شرق ليبيا وينام عليها حكام الغرب الليبي وكأنهم ينامون عنها وينامون عليها كمنطقة آمنة مطمئنة فبماذا تنعتون حكام ناموا على ضياع ليبيا فقد أعيتني النعوت؟.. ولكنه لن يكتفى وسيمتد الي اغلب المناطق الليبية اذا مابايع تنظيم انصار الشريعة في ليبيا تنظيم الدولة لانه تنظيم ينتشر في اغلب المناطق الليبية خصوصا في المنطقة الغربية من ليبيا ويعاني تخبطا عقائديا لان تنظيم انصار الشريعة يفتقد الى منهج واقعي لعقيدته التى غايتها الشريعة الاسلامية ودولة الاسلام وهى غاية موجودة كمنهج واقعي لدى تنظيم الدولة غير الاسلامية الامر الذي قد يلجأ به الى مبايعة هذا التنظيم حتى يجد منهجا واقعيا لعقيدته ممايزيد من قوة تنظيم الدولة غير الاسلامية ويجعل له امتدادا الى اغلب مناطق غرب ليبيا حيث تنتشر مقرات تنظيم انصار الشريعة وقد حدث ان بايع العديد من افراد وقادة تنظيم انصار الشريعة تنظيم الدولة غير الاسلامية  وذلك سرا وعلنا، اسأل الله ان يحفظ ليبيا ويحفظ ابناء شعبنا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

اترك تعليقاً