القوة العسكرية… للدولة الليبية

القوة العسكرية… للدولة الليبية

قال الحقُ سُبحانهُ (واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر ألله وألله خير الماكرين) وفقط لمن نسى مناسبة نزول هذه الأية الكريمة من صورة الأنفال، فأن مناسبة نزولها: هوعقد أجتماع نفرٌ من كبار (حُذاق) المُشركين، بدار الندوة، ليتشاوروا فى كيفية أذية وتحطيم الرسول (ص) وحل بهم ضيفاً كمستشار وموجه (وهو سيدهم أبليس) متنكراً فى ثياب شيخٌ وجيه من نجد، ورغم أستغرابهم لقدومه، الا انه عندما قال لهم “أننى سأسديكم النُصح من آجل الوصول الى مآربكم” قبلوا بقُعودَه فى صدر مجلسهم.

ودون أن نقصُد وضع أنفسنا فى مقام سيدنا محمد (ص) الذى خَصَه ألله بالتحميد والرعاية، ومن ثم التحذُث أليه بكلمات قرأنية، أصبحت دستوراً ألهياً، يَقتَدى به أولى الألباب مِنا، الا أننا فقط نأخُذ صورة الأحداث، للقياس عليها، بأعتبارنا أمته، ولا نعنى تطابقها من حيث وضع أنفسنا معاذ ألله فى مقام رسول ألله (ص) ولا شك فى أن سيرة الرسول الأعظم (ص) تبقى فى كل زمان ومكان، للعضة والأعتبار.

وما يمكن أن نقول عنه تشابُهاً بما يدور فى ليبيا… هو فى سلوك المُشاركين فى مُؤامرة كُفار قريش، الذين منهمُ: أبو جهل بن هِشام وأبو سُفيان بن حَرب وأبناء الحَجاج، الى آخر قائمة المُتآمرين ومن معهم كرفيقهم/مُوجههم، أبليس لعنه ألله ومعه من بقى على كُفره من أولائك الى يوم الدين، اذ لا تشابه فى عدد الأطراف بين من تآمروا على الرسول (ص) وليبيا، فكان الأولين نفرٌ قليل، ولكن من تأمروا على ليبيا، فهم طابور طويل، من العجم والعرب ومعهم حُذاقنا، عُملائهم عررابيهم منا.

فحُذاق ثورة فبراير الليبيين، الذين جاؤنا بسواد شرق أسيادهم، لا نعنى بالطبع، من خرجوا عن حُسن نية ووهبوا أرواحهم دون جزاءٌ ولا شكور، ظانين أنها ثورة شعب حقيقية (؟!) من آجل الديمقراطية، وطرابلس الظبيانية، ولم يدر بخُلدهم، أنهم ضاعوا “فطيس” قُرباناً لثورة قال ليون “أننى قمت بها”… ونُكرر نحن بعض السُذج “أننا قمنا بها؟!”… ولكن نعنى أطراف تجيير مُلكية ليبيا كوطن لأسيادهم، مُقابل فُتاتٌ لأنفسهم، من البكاى لجالب الأعترافات لحامل قفة الدستور وصولاً لمُسمى رئيس الحكومة، ومنهم من توزر ومن رأس لجان قيادية دفاعية وأمنية، بالبرلمانات الليبية… وما أكثر حُذاقك يا ليبيا الباكية المنكوبة.

فحُذاق/عرابى ثورتنا، وكما ذكرنا، هم أكثر عدداً من نفر (عصابة قريش) التى أجتمعت على المُكر والأذى… ذلك من حيث البشر، أما بالنسبة لأبليس، فبالنسبة لربيع حُذاقُنا، لم يكن واحدٌ، بل صار أباليس، منهم كبيرهم وقائدهم ليفى، الذى هب لأنقاد بنغازى (؟!) وأستقبلته حرائرُنا بالزغاريت وبعضهنا بالأحضان، وتبركنا بلمس كل شىء فيه ومعه، وعرضنا عليه الجنسية وتزويجه ليبية (حصل فعلاً ولكنه أعتذر؟!) وفور أطمئنانه على ما وصفها بثورته، التى أقامها من آجل أسرائيل، رَحل أمام حُذاق ليبيا (ميعاد الحبيب قصير) (مُفرخاً لنا) تلاميذه مترى، فليون فكوبلروالحبل جرار.

نعم رحل أمام حُذاقنا ومُلهمهم، وترك لنا بيض الدمار، من تكفيرييه فى كل أركان بنغازى العصية المكلومة، وتحولت زغاريت نساؤنا الفرحة بقدومه الى نحيب، وبُكائهم  وبهجتهم به، الى موجات حُزنٌ وحِداد، والسكاكين التى ذبحنا له بها الحوالى (خرفان) من بنغازى فالبريقة وأجدابيا حتى مصراتة وصولاً للزنتان، تحولت لقطع رقاب أبناؤنا، الأبرياء المضاليم، الذين ستبقى أرواحهم شاهدتاً على حُذاق ليبيا، الذين سيَصَلُون نار جهنم وبئسَ المصير.

وتحولت المرابيع التى أكرمناه فيها، رُزاً ولحماً وألوازاً وزبيباً، الى مقرات تغسيل وتكفين موتانا، وما تبقى من تلك البيوت، تحول الى أركانٌ تُمارس فيها مختلف طقوس الرعائش، وحفلات ضغط الدم وأمراض السكر والصرع وموات الأحياء، وكل الأمراض النفسية والأحباط العقلى، وتحولت بنغازى العزيزة بكاملها، الى تورا بورا الربيع العربى الأسود، وفوق البيعة تحول بناتُنا الى مُجاهدات نكاح، أقتداءاً بالتونسيات والجزائرات والسوريات والمغربيات، يتقاطرن أفواجاً على خلوات، المُجاهدين بسرت وسوريا (كأن سوريا ناقصة مُجاهدات نكاح؟!)… ودون حياء، ولا شعور بعار شرفنا، لا زلنا بكل عبط وغباء مُدقع، نقول أننا ثرنا، وقمنا بثورة (بعععع).

من كل ذلك، وتسليماً بأننا كنا ولا زلنا، قابلين قبول المهزوم/المغلوب أرادة غالبه، بحكومة التوافق (؟!) ونظراً لما رأيناه من حمل الحب الفجائى، الذى انتفخت به بطنى عقيلة ونورى، وقبل أن يتم أكتشاف أن حملهم كاذب… نقول لنورى بوسمين وعقيلة صالح… لما لا تتعجلوا بتحويل حملكم الى ثمرة… وهى القيام بدمج ما يمكن أن نقول عليه جيش المؤتمر الوطنى، والجيش الذى تأسس تحت مضلة المجلس، وأثبت نفسه كجسم عسكرى يقاتل على الأرض، فى أعداء الوطن من التكفيريين،بغض النظر عن موقفنا منه.

وقبل أن تصدر البطاقات الحمراء لأعتقالهما، كمعرقلين لحكومة التوافق أو حتى الشقاق، وقبل التفكير فى أنتظار أى شىء يدور فى رؤسهم، يرجونه من أنتظار أتفاقاتهم المزعومة… يجب أن يقومان بشىء يحسب لهما، فى صحيفتيهما الخاويتان، من أى عملاً أرضى الشعب الذى خُدع بهما وأمثالهما، مماً شوه أصبعه بكيمياء الحبر الأزرق مصوتاً لهما، قلنا سحائفهما خاويتان، الا من الدوائر (الكعكات) الحمراء، التى ستكون وصمات غير مُحببة لهما الأثنين ومن والاهما.

نداء عاجل لعقيلة صالح، ونورى بوسهمين:

عليه نقترح علي عقيلة صالح ونورى أبو سهمين، وجوب تسهيل دمج الجيشين، وتوحيد قيادتهُما بحيث يتركوا لمنتسبى الجيشين، أن يتفقون علي أختيار قائدٌ لهم من بينهم… تتوفر فيه الكاريزما العسكرية البحثة، يستطيع جمع كل قيادات الجيش، ومقبول لدى قبائل ليبيا وعشائرها  ومجالس حُكمائها، ويعرف كل أركان ليبيا، وضباط كل مدينة وتاريخهم، وصفات وقدرات كلٍ منهم، ومؤمن أيمان كامل بعقيدة الجيش، التى أهمها القدرة (وفى أى وقت) على تقديم النفس عن الوطن.

أن لم تكونوا أقوياء على الأرض (ونعنى الشعب وليس أصحاب الحب الجديد) سوف لن يرحمكما أباليس الربيع، بل ولن يرحمكما بنى قريش ليبيا (حُذاقنا) بل سيستمرون ليل نهار، يسوموننا سؤ جلد عصى أسواق نخاسة الشعوب والأوطان، ولما لا، حتى هُمما حُذاق ومعاها عررابين لعصابات الشرق الجديد، فنحن بالنسبة لهم جميعاً، لا نعنى شىء، سوا أكثر من عبوات بشرية، فى أكياس خيشهم (الحمد لله اللى حطونا فى أكياس خيش) وليس بلاستيك، حتى لا نفطس جميعاً، يدللون برقابنا وترابنا وما تحته وفوقه من ثروات وطننا النكيب.

فلا قوة لليبيين على أرضهم الا بدمج الجيشين، فى جيش واحد، وضم أمكانياتهم، وتوجههم الى جبهات قتال التكفيريين، أين ما كانوا وبكل ركن… ليس فقط بنية الأنتقام، بل بغسن الزيتون أولاً، ومن بعد، أشهار البندقة فى وجه الهامعون فى أخطاؤهم، حيث لا زلت، أرى، بل أكاد أجزم بأن 90%، من صغار المُقاتلين من الذين نسميهم أنا بأبناؤنا الدواعش، هم تحت تأثير الحاجة، والتفاسير الخاطئة للدين، لذا فأن الآلاف من أبناؤنا ينخرطون مع حزب شياطينهم، دون وعىٌ.

وعوداً على بدأ… ليس لحُذاقنا وشياطينهم، الا أن، يتيقنوا  بأن ألله لهم بالمرصاد، وفق ما جاء بآياته التى أوردنا هنا، فألله صادقٌ فى وعده تُجاه قريش (حذاق) الربيع منا، هم ومن رافقهم وأشار عليهم، وشاركهم، فى كوارث الشرق وربيعه، حيث قال الحق فى كتابه العزيزُ، بصورة الأنعام (سيُصيب الذين أجرموا صغارٌعند ألله وعذابٌ شديد بما كانوا يمكرون)، وقال أيضاً (وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعاً يعلم ما تكسب كل نفس) صدق ألله العظيم، نعم بَلغ المكر بنا شعباً ووطناً مَداه، ولكن نبقى مُرددين حَسبُنا ألله ونعم الوكيل.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً