ديوث مدينة صبراتة

ديوث مدينة صبراتة

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

لست من الذين يعجبهم النعوت الذامة او يعجبهم التوصيف القادح المقرع ولكنني ملزم بهذه النعوت وهذا التوصيف في وضع كوضع ليبيا لارادع فيه لاحد ، يسرق السارق ولارادع له ويقتل القاتل ولارادع له ويخطف الخاطف ولارادع له ويأتي هنا دور الكلمة دور النعت الذام او التوصيف القادح المقرع حتى يكون رادع على الأقل ادبي او نفسي لهؤلاء في بلاد لاقانون فيها الا قانون الجريمة وفي بلاد حكامها لامسؤولية لهم على وطن او شعب الا على انفسهم.

عرفنا ديوثا في طرابلس كان وكيلا لوزارة الدفاع في عهد حكومة زيدان قدم دعما لفرع تنظيم الدولة غير الاسلامية في سرت وهو الآن مديرا لسجن في طرابلس ثم عرفنا ديوثا او ديوثين في بنغازي شرق ليبيا تحالفوا مع تنظيم الدولة لمقاتلة ابناء وطنهم ثم عرفنا اخيرا ديوثا في مدينة صبراتة يستقطب الاجانب الى مدينة صبراتة وهؤلاء من نواتج حدث فبراير الذي نفض المكامن المزعجة ليفرز على السطح العام دياثة و سفاحين ومجرمين وحمقى ومع ذلك يبقى في ليبيا رجال شرفاء بل وفيها العظماء وقد دأب على تغييبهم السفهاء.

ديوث مدينة صبراتة والذي ورد اسمه في تحقيقات قوة الردع الخاصة كان ينكر حتى وقت قريب عندما يسأله بعض الاهالي في الغرب الليبي عن صلته بتنظيم الدولة رغم الشبهات التي تحوم حوله ، خبيث مع دياثته يتخذ من التقية* مأمنا لمد فرع التنظيم في المنطقة الغربية وجنوب تونس وجلب الاجانب الى ليبيا من تنظيم الدولة وذلك ليس دياثة او خبث فحسب بل هو خيانة للوطن وخيانة للشعب الليبي وخيانة لدين الاسلام لانه يجلب جماعات تدعي الدين وماهم من دين الاسلام في شيء والثابت من التحقيقات انه من كبار الزارعين لتنظيم الدولة في الغرب الليبي ومن كبار المصدرين لتنظيم الدولة من تونس الى سرت والى شرق ليبيا وهو عقل من عقول البلاء التى تصنع البلاء في ليبيا صناعة إنتاجها استنساخ وحوش حيوانية في هيئات بشرية سميت تنظيم الدولة ومن ذلك صناعة هذا الصانع للبلاء في المنطقة الغربية من ليبيا و سوف اشيح عن تفاصيل المشهد الذي عاشته مدينة صبراتة والمنطقة الغربية لان الكل يعلم التفاصيل الى عمومية المشهد في صبراتة والمنطقة الغربية فبعد خروج الزواحف المتوحشة من جحورها و اجتياحها للمركز الحضري للمدينة اجتياحا غايته اهدار الدماء وإنزال البلاء وصلتها معلومات ان اهالي المنطقة الغربية سيتداعوا عليها فانسحبت هذه الزواحف المتوحشة لتنتشر في بعض ضواحي وحدود مدينة صبراتة مسيطرة متمركزة على بعض المداخل والطرقات في جنوب وغرب مدينة صبراتة ولايعبر عابر من هذه الطرقات الا وهو تحت سيطرتهم ولكن هبوب رياح من المشاعر الوطنية في المنطقة الغربية يلهبها الحماس الوطني كان مذهلا صهر ابناء الوطن الواحد من بعد تفرقهم وبخر الحدود بينهم فكانوا كتلة ملتحمة صلبة من بعد تشظيها ، اعتصموا كليبيين وقبل ذلك كانوا مشتتين بين انصار الكرامة وانصار فبراير وانصار سبتمبر ليواجهوا معا خطرا وطنيا محدقا وحقًّا لليبيا من بعد الاحباط واليأس ان تفخر بمثل هؤلاء الأبناء الذين صاغوا صورة جهادية حديثة وتاريخية لجهاد اجدادهم فتداعوا الى مدينة صبراتة ذاتيا اهليا دون إيعاز من احد من مدن صبراتة والزاوية وورشفانة والزنتان والرجبان والجبل والمطرد وصرمان والجميل ورقدالين والعجيلات والجيش الليبي بقاعدة الوطية وقوة الردع الخاصة من طرابلس على الزواحف المتوحشة لهذا التنظيم ، هذا التداعي الذي تحركه مشاعر وطنية والذي كمن في اللاشعور ولايظهر الا في المواقف الحرجة يجب ان يدفع ليظهر في الشعور الواعي الظاهر وان تزال اي مكامن يمكن ان تكمن هذا الشعور ومن اهم الدوافع لإظهار هذا الشعور هو الإصلاح بين الليبيين ثم تغريم الدولة الليبية بالتعويض المادي عن اي ضرر الحقه ليبي بليبي ثم توزيع ثروة الشعب الليبي على الشعب الليبي بالسوية وليس بتخصيصها لطائفة كما هو حادث الآن من مجلس النواب والمؤتمر الوطني وحكوماتهم ثم تقديم الخدمات دون تمايز بين منطقة ومنطقة اوبين افراد وافراد وليس كما هو حادث الآن لان التوزيع العادل للثروة والخدمات بين الأفراد والمناطق يعزز الشعور بالانتماء للوطن.

من بعد هذا التداعي حدث الصدام في عدد من المواقع وللتدريب العالي لافراد التنظيم فقد احدثوا بعض الخسائر في الأرواح بين قتلى وجرحى مع خسائر هى اقل احدثها الاهالى في تنظيم الدولة ولكن العقيدة الوطنية للأهالي انفجرت في وسط الصدام فكانت الغلبة للعقيدة الوطنية والهزيمة للعقيدة الدينية المنحرفة فاصبحت ضربات الاهالى اكثر فتكا بتنظيم الدولة فتفتت كتلتهم كما تتفتت كتلة الصخر المنفجرة فانتشرت ذراتها بين مبتعدة فارة وبين ساقطة متدحرجة وكان منهم القتلى والجرحى وسيطر اهالي المنطقة الغربية سيطرة وطنية على منطقتهم ولجأ بعض افراد التنظيم الى جحورهم واختفى بعضا منهم قادة واتباع وتم تهريب بعضا منهم وعودتهم من جديد واردة ، صاحب ذلك حدوث امرا مزعجا من بعض الحمقى في مدينة صبراتة ولم يحدث من المجاهدين احفاد المجاهدين من الاهالي حيث تم الحرق والعبث ببعض بيوت العائلات الليبية التى ينتمي اصحابها لتنظيم الدولة وهو سلوك جاهلي بدائي يأخذ الابرياء بجريرة المجرمين وياخذ عائلة كاملة بريئة بذنب فرد من أفرادها، ماذنب الطفل ،ماذنب المرأة ، ماذنب الاخ ، ان الاب او الزوج او الاخ فرد من تنظيم الدولة حتى يحرق او يعبث ببيتهم ؟ الا ان يكون هذا الحارق العابث ببيت هذ العائلة هو مجرم مثله مثل صعلوك من صعاليك تنظيم الدولة ، تأكيدا للتاريخ ان هذا الالتقاء لأهالي المنطقة الغربية هو التقاء اهلي شعبي ذاتي ولايحسب نصرهم الا شعبيا واهليا ولايحسب لا على مؤتمر وطني ولامجلس نواب ولأي حكومة فالمؤتمر الوطني ومجلس النواب منغمسين انغماسا بالتمتع بما منحوا لانفسهم من ميزات جشعة وحكومتيهما منغمستين في التدبير والتفكير لمزيد الاختلاس لاموال الشعب الليبي ولايأبهون بما يجري في ليبيا وستأتي عليهم جولة مثل هذه الجولة التى أتت على تنظيم الدولة.


 

* الديوث: في اللغة هو الذي لاغيرة له والامر في ذلك شامل لمن لاغيرة له على الأهل ولا على الوطن ولا على الدين وينطبق على كل من يدخل الاجانب الى وطنه من افراد تنظيم الدولة ليذبحوا ويفجروا ويسبوا ابناء وطنه ، نقل الي اكثر من ثلاثة اشخاص بان المنعوت بالديوث هنا لم يمت فالامر ليس كما اشيع بل تم تهريبه ، ولو انه مات ماكنت وصفته بهذا النعت ولكنت أزلت مايتعلق به لان خلقي يمنعني من ذكر مساوئ الميت في حياته مهما كان هذا الشخص.

* التقية: هى تجنب إظهار المذهب او العقيدة الدينية خوفا من المخاطر.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

اترك تعليقاً