مآتي الشرور في ليبيا

مآتي الشرور في ليبيا

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

شعبا أتوا على امواله العامة بسرقتها وتخصيصها وإهدارها ثم أتوا على أمنه وأمن عائلاته بسرقة اموالها او سياراتها او خطف اطفالها أوبناتها ثم أتوا على قطع الإضاءة عنه حتى يعيش في الظلام ثم أتوا على قطع الدواء المجاني حتى يبقى مريضا عليلا ثم أتوا على قطع معاشاته حتى يجوع ويعطش ويحفى ويعرى ثم أتوا على قطع سلعه الغذائية المدعومة حتى يعيش كفافا ثم أتوا على رغيف الخبز ليسعر تسعيرا مسعورا حتى لايطاله ثم أتوا على حقوقه الإدارية ليبطلوها فلاجواز سفر او وثيقة الا بعد ان يدفع رشوة ثم أتوا على قطع الطرقات عليه حتى يسجن في مناطقه ثم أتوا على شبابه فقتل منهم المئات بزجهم في حروب ظالمة ثم أتوا على مساكنه لتوضع في مرمى النيران ويهجر منها وأتوا على مدارس اطفاله فحشروا فيها معلمين جهلة جدد بشهائد مزورة ثم أتوا على قطع مصدر رزقه الوحيد وهو النفط دفعا لافقاره ثم أتوا على تدمير وحرق منشآته من مطار وحرق لخزانات النفط وتدمير مدنه حتى يعود الى الحياة البدائية ثم أتوا على سرقة اثاره وتاريخه حتى لايكون له تاريخ أثري ثم أتوا على غاباته العامة لتقتطع قطع أراض خاصة للبيع والشراء حتى لايتنفس هواء ونزهة وأتوا على سمعته بالخزيء والمعرة بين دول العالم بتعيين سفراء قبحوا وجه ليبيا في العالم بتصرفاتهم وأتوا على دينه الاسلامي الصحيح الواحد ففرقوه وقطعوه ومزقوه الى سلف صالح وسلف جهادي وتنظيم دولة حتى لايعلم الصحيح من المنحرف في دينه وأتوا على وحدته الاجتماعية الوطنية ففرقوها الى مناطق وقبائل والى انصار فبراير وانصار سبتمبر وكل جماعة تنتمي لمنطقتها او قبيلتها او وجهتها السياسية حتى لاينتمي الليبيون الى ليبيا وحتى يعيش الليبيون غرباء في وطنهم ، مآتي الشرور العظيمة هذه حدثت في خمس سنوات برعاية وحماية من اجسام متعاقبة على ليبيا بدأت من المجلس الانتقالي وحكومته ثم المؤتمر الوطني وحكوماته ثم مجلس النواب وحكومته ثم لجنة الدستور والذي يرى تشبت هؤلاء بحكم ليبيا مع مآتي الشرور هذه والتى يرعونها ويحمونها يتساءل ، أأتى هؤلاء لحكم الشعب الليبي ام أتوا لتعذيب الشعب الليبي بمآتي الشرور سالفة الذكر؟ ومآتي الشرور تزداد كل يوم حدة على الشعب الليبي ومع ازدياد حدة هذه البلايا يزداد هؤلاء الحكام تشبتا بتعذيب الشعب الليبي بتشبتهم بحكم ليبيا فبماذا تفسرون شعبا يتعرض الى أشر ماعلى الارض من شرور وحكامه المسؤولين عن دفع هذه الشرور وحماية الشعب الليبي يتفرجون تفرج المتشفي دون ان يعملوا شيئا الا إلقاء الاوهام ، ثرثرة وكلام ؟. بماذا تفسرون حكام لايخجلون ولايستحون ، شعبهم يتعذب وبالحكم يتشبتون ولايستقيلون بل على عذاب شعبهم باقون وفي دول العالم يسيحون يتجولون؟.

في اغرب صورة من صور الحكم القاهرة البائسة ، شعبا للأهوال صريع وحكامه يقيمون في تركيا وتونس ومصر ومالطا وبعض دول العالم الاخرى و حتى دستوره سيصاغ في سلطنة عمان ، شعبا يعيش التعاسة داخل حدود ارضه وحكامه يعيشون الترف خارج الحدود في أراضي اخرى، يحكمونه اسميا عن بعد ويضعون دستوره عن بعد ولايوجد بمعايير العقل والحكمة حاكم وطني اصيل يقيم في بلاد غير بلاده فالحاكم الوطني الأصيل يعيش مع معاناة وطنه يصارع الاهوال مع ابناء وطنه ويجاهد البلايا ويروض المآسي ويغلق مآتي الشرور الآتية على هذا الشعب ولايفر هاربا الى تونس ومصر ومالطا وتركيا وسلطنة عمان كما هو حال مجلس النواب ولجنة الستين ولايعتكف في القصور والفنادق كما هو حال المؤتمر الوطني وحكومتي الشرق والغرب ، لاشرعية لنائب او عضو مؤتمر يقيم خارج وطنه ولا شرعية لحكومة ا ومجلس نواب اومؤتمر وطني او لجنة دستور يعتكف أفرادهم في القصور والفنادق في داخل ليبيا او خارجها وليبيا بهذا الحال المنحدر ولا شرعية لهؤلاء ومآتي الشرور مفتوحة على الشعب الليبي وليبيا وهى مآتي تحت رعايتهم وتحت حمايتهم ونفوض امرنا لله تعالى وهو خير من نفوض له الامر وتفويض الامر لله ليس مثله تفويض.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 2

  • سعيد رمضان

    أخى الفاضل محمد: ماتفضلت بتقديمه مجرد وصف للحالة التى ليست بخافية على أحد والتى أكتوى بنارها كل أبناء ليبيا بالداخل والخارج ،ما أحوجنا اليوم الى تقديم رؤى وحلول تساعدنا على تجاوز ما نحن فيه الآن من فوضى وتشرذم وفساد وشق للصف وتمزيق للنسيج الأجتماعى الليبى ،نعم أخى الفاضل وأوافقك الرأى بأن المطلوب هو الولاء لليبيا أولا وأخيرا ،بدلا من الولاء لهذا وذاك من معاول الهدم المتصدرين للمشهد السياسى الليبى الذين حولوا الأختلاف من أجل الأفضل لليبيا والشعب الليبى الى خلاف من أجل السيطرة على ليبيا والشعب الليبى ،بكل أسف أخى الفاضل جميعنا بالشرق والغرب والجنوب الليبى أجرمنا فى حق ليبيا ،جميعنا تعاملنا مع ثورة فبراير على أنها فريسة ويجب أن يتحصل كل منا على حصته منها بالقوة ،أين ذاك التضامن حينما حاول القذافى المساس بأهل بنغازى ،الجميع أنتفض ضد القذافى ،وأنشق الكثير من رفاقه عنه ،وحاول الخيرين أعادة المياه الى مجاريها دون قتال ،ولكن حب وعبادة السلطة أدت الى مافيه نحن حتى الآن ،القذافى لم يكن ملاكا ولولا تدخل المجتمع الدولى لفعل الأفاعيل بكل من أنتفض على حكمه بالشرق الليبى وهذه حقيقة مرة لانستطيع أنكارها ،فما أكثر مافعله القذافى فى أخوة لنا بالشرق والغرب ولم يقوى أحد منا على الأعتراض ،بل كان البعض منا يعاونه فى تلك الأفعال المشينة التى لاتزال وصمه عار على كل من شارك فيها القذافى حتى يومنا هذا ،اليوم يتدخل المجتمع الدولى من جديد ،فلا يعقل أن يتم أجبار الشعب الليبى والمواطن الليبى البسيط المشرد بالداخل والخارج على رفض الحل الذى أقترحه المجتمع الدولى لأخراج ليبيا مما فيه الآن ،قتال فجر ليبيا للكرامة ليس من مصلحة المواطن الليبى البسط ولاجمل له فيه ولاناقة ،فهو قتال بين العسكر والأسلاميين على حكم ليبيا ،والمواطن البسيط يرفض أن تكون دولة ليبيا الجديدة دولة دينية أو دولة عسكرية ،ونصيحتى للمواطن الليبى البسيط بأن لاينجر وراء هذا أو ذاك من هؤلاء المتصارعين على السلطة ،الحل يكمن فى حكومة الوفاق الليبية ،لقد أعترف العالم بشرعيتها ولن يتعامل مع سواها ،وسنرى فى القريب العاجل هؤلاء المتصارعين على السلطة والذين يعلنون تهديداتهم الجوفاء لحكومة الوفاق سيكون هؤلاء أول المستقبلين والمرحبين بحكومة الوفاق فى طرابلس ،لأن حكومة الوفاق ورائها المجتمع الدولى الذى ساعد الشعب الليبى فى الخلاص من حكم القذافى ،يجب أن ندعو جميعا الى وقف القتال بين الأخوة فى ليبيا ،لسنا بحاجة الى قتال فجر ليبيا مع الكرامة ،فهل يتقاتلون من أجل الأفضل لليبيا ؟وهل من الأفضل أن يقتل الأخ أخبه ؟كفانا تضليل وخداع للبسطاء والمغررين ،يجب أن تتسع ليبيا للجميع وتكون ليبيا للجميع وبالجميع ،وعلينا أن نعطى الفرصة للمجتمع الدولى وحكومة الوفاق لأخراج البلاد من هذا النفق المظلم ،ويجب معاقبة كل من يعرقل وقف القتال بين الأخوة فى ليبيا ،وكفانا عنتريات وخداع ،فالمجتمع الدولى لايريد أستعمار ليبيا كما يسوق البعض من المضللين ،كفانا مهاترات وشرق أوسط جديد وتلك الشعارات الجوفاء ،نحن نعيش فى عالم واح ،وهناك حكومة عالمية ،أسئلوا القذافى عمن أتى به الى الحكم فى ليبيا ومككنه من حكم ليبيا وجعل منه معبود الجماهير فى ليبيا ،كما أنتهى عصر الممالك والحكم الملكى ،اليوم ينتهى حكم العسكر الذين تحولوا الى ملوك ،الأتفاق السياسى الليبى وحكومة الوفاق هى الأرادة الدولية والرؤية الدولية لأخراج ليبيا من محنتها ،وأعتقد أن المجتمع الدولى لن يخذل ليبيا هذه المرة ولن يتركها فريسة للغوغائيين والأنتهازيين من أبنائها الذين كانوا سببا فيما وصل الية من فوضى وقتال حتى يومنا هذا .

  • ابوبكر محمد

    صح النوم يااستاذ، وماذا تسمي مافعله القذافي طيلة ٤٢سنة؟انهيار تام للدولة نتيجة حتمية لسنوات الجهل والتخلف والانحطاط، وانت تريد بناء دولة مؤسسات وقانون في ٥ سنوات! ماهي الحلول في مقالك هذا؟ ان كنت تملك حلا فاطرحه او اصمت.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً