الفساد المستفحل في ليبيا

الفساد المستفحل في ليبيا

نظريا يمكن القول ان هناك حكومة في ليبيا يترأسها الدكتور عبد الرحيم الكيب تضم عددا كبيرا من الوزراء، لكن عمليا يبدو تأثير هذه الحكومة محدودا للغاية على صعيد تسيير الاوضاع على الارض في ظل تواجد كثيف للميليشيات العسكرية المسلحة، وعدم وجود ترابط، او مظلة جامعة لمختلف اقاليم البلاد، ونحن نتحدث هنا عن الامن على وجه الخصوص.

الاحتجاجات الشعبية مستمرة، فهناك المئات من الجرحى الذين اصيبوا اثناء قتال كتائب النظام السابق يتظاهرون يوميا في بنغازي وغيرها، يطالبون بالعدالة والعلاج والتعويضات المالية دون ان يجدوا استجابة واضحة من المسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي او الحكومة لمطالبهم هذه.

التقديرات الرسمية تقول ان هناك حوالي 200 مليار دولار حجم الودائع الليبية في الدول الاوروبية، علاوة على عوائد نفطية شهرية تصل الى اربعة مليارات دولار شهريا بعد وصول صادرات النفط الليبية الى معدلاتها الطبيعية تقريبا حسب تصريحات وزير النفط، والسؤال هو اين تذهب كل هذه الاموال ولماذا لا يستفيد من بعض فتاتها الجرحى والمرضى الليبيون؟

السيد حسن زقلام وزير المالية الليبي اعفانا من البحث عن اجابة شافية قاطعة حول هذا السؤال عندما قال في مقابلة مع قناة ‘ليبيا’ الرسمية بانه لن يرضى بان يكون ‘طرطورا’ في وزارته التي يشغلها وهو يرى اموال بلاده تهرب للخارج، واشار ‘لا يشرفني العمل في هذا المكان لانه خيانة لليبيا، هناك عملية تهريب يومية وبشكل كبير للاموال الليبية عبر المطارات والمنافذ الحدودية’.

انه الفساد اذن.. الفساد الذي ثار الشعب الليبي ضد النظام السابق بسبب استفحاله، خاصة في اوساط الدائرة الصغيرة المقربة من العقيد معمر القذافي وابنائه وافراد اسرته.
وزير المالية الليبي كان شجاعا في صراحته عندما اشار الى هذا الفساد دون مواربة عندما قال ان الاموال النقدية المجمدة التي تم الافراج عنها، ووصل جزء منها سيولة الى ليبيا، اصبحت ليبيا وكأنها محطة عبور لها الى الخارج حيث تهرب الى بنوك اجنبية، لدرجة ان الوزير عبر عن ندمه في طلبه التسريع بالافراج عن هذه الاموال.

هذه الشجاعة تتطلب امرين: الاول ان يتم الالتفاف حولها، وتتحول الى نموذج يحتذي به الوزراء والمسؤولون الآخرون، لانها تعكس طموحات الشعب الليبي في ليبيا جديدة شفافة خالية من الفساد وكل ممارسات رجالات النظام السابق، والثاني ان تقوم السلطة القضائية، او ما هو قائم منها، بالتحقيق في هذه الاقوال، وملاحقة الفاسدين الذين نهبوا ثروات الشعب الليبي مستغلين غياب هياكل الدولة وحالة الفوضى الادارية التي تسود البلاد حاليا.

مواقف وزير المالية الليبي السيد زقلام هذه هي نقطة ضوء مشرفة في ليل ليبيا الحالك السواد، وبارقة امل في مستقبل مشرق للشعب الليبي الذي عانى طويلا في ظل الديكتاتورية والقمع والفساد.

منقول من القدس العربي الفلسطينية اليومية


الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • خالد الورل

    ربي يكون في عونك يابلادي مشو فاسدين جونا المفسدين والحرامية جهارا نهارا والله البلد هذه مدعي عليها على ما يبدو والناس اللي علويين فيها مش ليهم ورقصني على نغمة سنقوم والغد افضل وسنعمل وسنزرع وسا وسا تخدير الى يوم الدين

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً