رفقة مقربين منه؛ الصدر يعتصم في منطقة الخضراء

7

وكالات

صعد الزعيم الشيعي رجل الدين مقتدى الصدر تحركه ضد رئيس الوزراء العراقي من أجل تحقيق إصلاحات سياسية، ودخل الأحد المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد والتي تضم مقري الحكومة والبرلمان، حيث اعتصم مع عدد من القريبين منه.

وأمر الصدر المئات من أنصاره المحتشدين خارج المنطقة الخضراء التي تضم البرلمان والسفارات ومكاتب حكومية بالبقاء في الخارج والتزام السلمية.

وأظهر البث المباشر لقنوات تلفزيونية قول الصدر لآلاف المعتصمين أمام أبواب المنطقة الخضراء “سأدخل الخضراء بمفردي وأعتصم داخل الخضراء وأنتم تعتصمون على أبوابها” وتابع مخاطبا الحضور “لا تبارحوا المكان” قبل أن يتوجه إلى داخل المنطقة.

وتأتي خطوة الصدر بعد انتهاء مهلة 45 يوما كان حددها لرئيس الوزراء حيدر العبادي مطالبا بتغيير الوزراء التابعين للأحزاب السياسية المهيمنة على الحكم واستبدالهم بآخرين تكنوقراط.

وأضاف الصدر أن من يقيمون في المنطقة الخضراء “راهنوا على أن لا فقر في العراق (في حين) راهنت على أن الشعب في حاجة وفقر، وراهنوا على عدم وجود الفساد وراهنت على وجود الفساد، وراهنوا على عدم انضباطكم وتنظيمكم، وراهنت أنكم مطيعون ومنظمون”.

وأكد أن “مشروع الإصلاح مهم جدا، رفعنا راية الإصلاح السياسي والحكومي وأطلب منكم الاستمرار على هذا المشروع”.

وتوجه الصدر بعدها مع مجموعة قليلة من مرافقيه إلى بوابة الخضراء حيث استقبله جنود وضباط كبار قام عدد منهم بتقبيل يده من دون أن يعترض أحد طريقه.

وجلس الصدر خلف جدار الخضراء الأسمنتي ونصب مرافقوه خيمة خضراء ستكون مكان اعتصامه. ونقل تلفزيون الطيف التابع له مشاهد تظهر دخوله المنطقة الخضراء ونصب الخيمة وجلوسه داخلها إلى جانب مجموعة من رجال الدين المقربين منه.

وطلب الصدر من أنصاره خارج أسوار الخضراء عدم الصراخ والهتاف لعدم إزعاج سكان المنطقة المجاورة.

وشدد على وجوب عدم الإساءة إلى قوات الأمن وقال “من يسيء إلى قوات الأمن يسيء إلي شخصيا”.

وتفرض قوات الأمن إجراءات مشددة حول أسوار المنطقة الخضراء التي تضم مقري الحكومة والبرلمان وعددا من مقار البعثات الأجنبية وأبرزها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا.

ورغم الدعم الذي يحظى به رئيس الوزراء العراقي من المرجعية الشيعية والتأييد الشعبي إلا أنه يواجه صعوبات كبيرة في إجراء إصلاحات سياسية ملموسة.

وشكا العبادي الذي ينتمي إلى حزب الدعوة الذي يحكم البلاد منذ عام 2005 من شركائه السياسيين محملا إياهم مسؤولية عرقلة إجراء الإصلاحات خوفا من فقدان الامتيازات.

ورأى المحلل السياسي عصام الفيلي أن تحرك الصدر غير المسبوق “يأتي في إطار الضغط المتواصل لإحراج الحكومة”.

وقال الفيلي “العراق مقدم على تغيير جذري من خلال إصرار الصدر ونزوله إلى الساحة أمام أتباعه (…) الصدر يريد أن يقود التغيير في إطار السياسة بما يخدم المصلحة العامة”.

وعن موقف العبادي من هذه الخطوة، أوضح أن “رئيس الوزراء يتعاطف مع هذه الأوضاع لأنه يريد أن يتحرر من الكتل السياسية التي تنادي بالإصلاح ولكنها لا تقوم به”.

وتهيمن الأحزاب الكبيرة على السلطة من خلال المحاصصة السياسية وتتقاسم الامتيازات، وقد تقاسمت جميع المناصب العليا في الدولة، الأمر الذي أبعد الكفاءات.

ويسعى الصدر إلى إنهاء هذه الحقبة عبر الدعوة إلى تظاهرات واعتصامات بهدف إبعاد الأحزاب الكبيرة من الحكم واستبدالها بتكنوقراط.

كما يطالب بفتح ملفات الفساد المالي في العراق بعدما تمكن العديد من المتهمين بالفساد من مغادرة البلاد بدون محاسبة.

ويحظى الصدر بتأييد شعبي واسع وخصوصا بين الطبقات الفقيرة التي تشكل الغالبية. وساهمت الحركة الاحتجاجية التي يقودها منذ أسابيع في تنامي هذه الشعبية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً