وحدة وعَمَـار.. لا تشظى ديار

وحدة وعَمَـار.. لا تشظى ديار

منذ بدايـة المرحلة الثانية لربيع ليبيـا، أى عهـد برنـارد الثانى (ليون) عقب المرحلة الأولى لبرنارد الأول (ليفى)، نكرر الدعوة تلو الأخرى، إلى أهمية قبول ما يرشُح من مفاوضات (ليون) عملاً بحكمة أبورقيبة السياسية الخالدة (خُد وطالب) خاصة أنه لابديل لنا غير ما منحته مُفاوضات ليون.. وها نحنفيها والحمد لله، بعد وصول المجلس بحراً إلى طرابلس بعد عرقلته جواً.

وفى إشارة إلى مقالى ما قبل الأخير (الحكومة التوافقية.. والقسمة الحتمية) نوهت، ولا زلت أنوه، بأهمية أن تمُر تشكيلة حكومة الوفاق عبر الجسم الشرعى (مجلس النواب) وتحلف اليمين، مهما كان رأينا فيها وفيه (هذا الموجود).. ذلك كله من أجل الحفاظ على وحدة ليبيـا (رُغم إدخالنا لأنفُسنا بطن استعمارالشرق الجديد) هكذا وتحديداً منذ الاحتلال الإيطالى، وحَّدنا الله ومَنَّ علينا الليبيين، بنعمة، أن لا راحة بال لأىركن من أركان ليبيـا، إلا براحة بال باق أركانِها، وما عدا ذلك، فهو بُهتان.

كيف يكون ذلك.. بذهاب أعضاء المجلس الموقعين على قائمة الموافين على الحكومة، إلى طبرق، للتصويت أولاً على تعديل الإعلان الدستورى، ومن ثم على منح الثقة للحكومة العتيدة، أما التعنتز وحمل درع كبار دول الناتو، ظانين أنه يحمينا؟!، فتلك خطيئة كُبرى.. دون أن ننسى المثل المصرى، الحداية (اللفعة) ما بتحدَّفش كتاكيت، عندما نراهم يصفقون لنا تظليلاً، فما لنا إلا تضامُننا ووحدتنا، وإن طال السفر.

كما  على السَّراج ونائبيه الاثنين (وهو ما يجب أن يكون) أو حتى تسعتهُم (إن أجبرتنا ظروف الترضية الجهوية) وفوراً بعد منح الثقة وحلف اليمين، أن يذهبوا مُباشرة بطريق البر إلى بنغازى العَصية، ولا يجب على السَّراج (مطلقاً) أن يزور أى مدينة بعد طرابلس، قبل بنغازى العصية.

وبعد زيارتهم لبنغازى المُجاهدة، لهم بل يجب عليهم وحسب الظروف أن يزوروا كل مدينة بل وقرية ليبية، ويُفضل، أن يبدؤا  بمدن أقصى الجنوب، المنسى من ليفى ومن ليون بل حتى كوبلر، إذ يبدوأن أعينهُم فقط على سواحلنا؟! مُقرين بأن جنوبنا حقٌ حصرىٌ لأحفاد نابليون (وفق قسمة كعكة ليبيا) التى اتفقوا على تقسيمها كلامياً قبل انطلاق طائرات ساركوزى، وخرائطياً خلال السنتين الماضيتين، وتمهيدياً فى عهد هذه الحكومة، ونهباً نهائياً جهار نهار فى عهد الحكومة القادمة (واحنا بدستورنا وقتها).

نُشدِّد، بأن لا طريق لوصول الحكومة العتيدة إلى مُبتغاها (أمن ليبيا واستقرارها) دون اتباعها ما أسلفنا.. تماماً كما لا آملولا راحة بال لنا الليبيين جميعاً، إلا بوحدة ليبيـا، المُستهدفة (لا سمح الله) بالتقسيم، ليس الآن، ولكن مُباشرة بعد مُسلسل الهيمنة على مقدرات ليبيـا الاقتصادية، وفق ما ذكرنا، أى بعد استكمال الحكومة التى ستلى هذه، سيتم التوقيع لهم على امتيازاتِ كاملِ مكامنِ خيراتِ ليبيا (تحت وَفَوْقَ أرضها وبحرها) ضمن إطار خريطة الشرق الأوسط الجديد، ووفق ما يريدون، وسترون (تذكروا جيداً ما نخطُّه هُنا).

شئنا أم أبينا.. يبقى الأمل الوحيد، فى الإبقاء على ما يمكن منا كشعب قارب على الانقراض، وما يمكن مما تبقى من وحدة  الوطن.. هو أن نحقق أقصى قدر ممكن، من اللُّحمة الوطنية المُثْخَنَة بالجراح والتشظى، والقبول بالمُتاح المُتمثل فى حكومة الوفاق، والابتعاد عن الدعوة لمقاومتها خاصة بالسلاح، إذ ليس بالغريب ما فعلت بنا المواجهات المُسلحة.

وفى ذات السياق، نرجو من الشيخ الصادق الغريانى وأمثاله، الذين لوَّحوا بالجهاد ضد حكومة الوفاق (؟!)، ان يتوقفوا عن الأمر بالسوء، إن لم نقل الكُفر (كفَّر الله الشيطان) لعدم إطاعة أمره بالسُّجود، فكيف لا يُكفَّر من يدعون لقتل المُسلمينبعضهم لبعض (عَجَبى).. كفانا قتلاً، وبتر أطراف، وأمراض ضغط وسكر وقلب، وصولاً لمختلف الأمراض النفسية (التى تقول الأحصاءات وحتى 2012 فقط) ان الذين يعانون من أمراض نفسية تجاوزا 250 ألف شخص، اضافة الى دمار عقول بناتِنا وأبنائنا بالمخدرات، ذلك غير نزوح وتهجير أكثر بكثير من نصف المجتمع (أحصاءات مؤكــدة).

ولنتذكر، أنه لا يمكن أن نبنى حتى شبه/فتفوتة دولة، دون الإيمان الراسخ، بأن لاآحد منا يملك ليبيا أو يتكلم باسمها لوحده (شخص او عشيرة او قبيلة او مدينة) بل إن ليبيـا للجميع، ولا إقصاء لأحد على الإطلاق، عدا من تلطخت يداه بدماء الليبيين، أو بسرقة المال العام، على حداً سواءً من العهد السبتمبرى أو العهد الفبرايورى، وذلك بالحق، أى عبر القضاء، وعلى كل ليبي وأنا أولهم، وجوب السعى لمحاكمته، فإن بُرىء، يعيش باقى عمره مرفوع الرأس.

ودعوتى لوقوفنا جميعاً أمام القضاء، هو أن ما حصل وما عشناه الليبيين عن بكرة أبينا، خلال الخمسة سنوات الماضية، وُضعنا جميعاً فى قفص الاتهام، حيث اختلط الحابل بالنابل.. فعلى مسرحنا السياسى، ومُنذ الانتقالى (إلا من رحم ربى) لم نر ساسة تشريعيين ولا تنفيذيين، بل مجرد سعادين أى اشباه القردة (نعنى فى تراقصهمهنا وهناك) ينهبون ما تطاله أياديهم، ثم يجرون لجبلاياتهم التى أتومنها (مسرحية ما فيش بعد كده).

كُلنا  -آمُلُ- أن نرى سبعة الوفاق، يُبعدون الشِقاق، ويختلفون عن من سبقهم، فيخدمون شعبهم وليبياهُم، ولا يَغُرهم وقوف أبواق استعمار الشرق الجديد معهم، فى هبة غريبة مُريبة، يصرحون لهم ولنا بحبهم للشعب الليبى (؟؟؟!!!) ألم يدبجوا نفس الخُطب فى حب بنغازى، ثم لم يهُبَّ واحدٌ منهم لنجدتها وهى تنهش جسدها كلاب الدنيا، فاستفيقوا قبل أن يقذفوا بكم مثل ما فعلوا بمن سبقكم، من الانتقالـى والتنفيـذى وما تلاهـم.

اللهم ليس أمامنا إلا اللجوء إليك، والاتكال عليك، فاهدنـا وجميع أهلناسواء السبيل، اللهم آمين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً