الحسبة النفعية.. في الثقة البرلمانية

الحسبة النفعية.. في الثقة البرلمانية

اخترت فى مقالٌ سابقٌ نموذجين من الشعوب العربية، ودائماً أعنى كل العرقيات التى تعيش فيما يُعرف ببلاد العُرب، فالنموذجان، تصدُح قريحتاهما أكثر من باقى تلك الشعوب، بشعارات كاذبة كذِباً بواحاً… السوريون عندما يصدحون “لكتب اسمك يا بلادى، عالشمس الما بتغيب…لا أهلى ولا ولادى، عن حبك مالى حبيب” (كذبٌ أحمر).

ونحن الليبيين، عندما ننشُد صادحين بأقصى ما تجود به حناجرنا من طبقات الصوت الجهورى، بـ “لن نعود للقيود…قد تحررنا وحررنا الوطن” وسبقنا ذلك بنفس النبرة الصارخة العالية  “إننا يا ليبيا…لن نخذلك” (كذبٌ هو الآخر فاقعُ الاحمرار) ولعل رواد التزييف فيمن سبق ورقصوا على حبال الثورة، كانوا أكثرنا صدحاً وكذباً بواحاً.

إذ ولسخرية القدر، أن ثلة كبيرة مماً قيل أنهم مُنشقين، هم من كانوا  يتسابقون فى وضع شارات عَلَم الاستقلال على ياقات جاكيتاتهِم رياءاً، نفس الجاكيتات التى كان بعضهم، يلبسونها، وباعوا بها هوا سبتمبر للقذافى؟! ثم رجعوا يبيعون بها هوا فبرايور للشعب الذى نكبوه، وقذفوا به والوطن فى معدة الأستعمار، وصاروا عرَرابين للبرنارديين… وبعد تَسَاقط، أو اُسقط أغلبُهُم، فمن تَبَقَّى منهمُ، صار يركض أمام كوبلر.

فمُنذ الإطلاقات الأولى، للإيذان بماراثون مؤامرة الربيع بالدولتين، وعدا الأبرياء الذين هبوا ووهبوا أرواحهم ظانين أننا فى ثورات، عبَّرنا الباقى على أننا شعوب، تنخدِعُ بالسراب، وتصدح بشعارات كاذبة، بل وأكدنا -السوريين والليبيين- أننا لم نكن نُردد تلك الشعارات إلا كذباً وبُهتاناً ونفاقاً، فالسوريون وكل ذى قُدرة منهم، ترك البلد التى عاهد الله، بأن حبها قبل أهله وأولاده.

أما نحن الليبيين، لا نَقِلُّ عن إخوتنا السوريين فى الكذب الوطنىُ، إذ لم نُحررُ الوطن كما صَدَحنا (كِامِرة خفية) بل ورَّطناهُ وكبَّلناهُ بكل استعمارات الدنيا وليس استعماراً واحداً!!!، وصار لا يُمكِنُنا أن نُحرك ساكناً، دون أن يهز كوبلر ذيله/آسف رأسه بالموافقة، مثل ما كنا مع ليون وسنكون مع من سيخلفهما مستقبلاً، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فللأسف تلك جيناتُنا الربيعية.

وبذا خذلنا ليبيا أيما خُذلان، وبقى فقط أطفالُنا الأبرياء بالمدارس، يصدحون (إننا يا ليبيا لن نخذُلك) وهم ببراءتهم، لا يعلمون أن الحُذاق من أجدادهم بيوعين (يعنى عُملاء)، وما تبقى من الأجداد بالسلبية موافقين، على بيع الوطن والدين، ومُحصلة الربيع، أن أجداد أحفاد الغد (نحن) خَذلنا الوطن أيما خُذلان، فأكلنا حُصرم الظن بقيام ثورة، وبذلك سَيُضَرَّسُ الأحفادُ لا مَحَالة.

نعم صِرنا سوريين وليبيين في الكذب الوطنى مُجتمعين، وصارت فى ليبيا مفارز (مجموعات) القيادات الأولى، نموذجاً للكذب والمراوغة  والسرقة، بل والنهب على أوراق رسمية، بداية بوضعهم لأنفسهم مكافآت خيالية، ومزايا أغرب من الخيال (زاتو) وإن كرهوا بعضهم بعضاً، فلم يجتمعوا إلا على تلك السرقات الرسمية، والممارسات التى يندى لها جبين البشرية جمعاء، من استغلال لنفوذهم، ولرمز الثورية، من أجل تأمين عقود (بزنسهم) الحقيقىِ منها، والوهمى.

وعدا عن قلة استقالوا أو تركوا المشهد المَسخَرة، فالباقى مُنذُ الانتقالى، والمكتب التنفيذى وحكومات ونواب الشعب ومسئولى مؤسساته، وثوار الصُدفة، كلهم مارسوا الوساخة السياسة (إذا جاز تسميتها بذلك) وانغمست أياديهم بقذارة الفساد المادى المُذقع، بأشكاله التى لم يسبق لها مثيل، ذلك غير بعض  الذين أستأسدوا، فتغولوا بميليشيات، وبحجج كاذبة “(حماية) مبادىء ثورة 17 فبرايور أو تطبيق الشريعة “؟! فقتلوا وعذَّبوا وسجنوا ونزَّحوا وهجَّروا… ذلك هو قمح ثورتنا.

فالأولون نصَّبوا أنفُسهم آباء الثورة وما أبوها إلا ليفى، والآخرون، قالوا “نحن من حللنا مُحلَّ الله على الأرض، لنحرِّركم من الدنيا، فقدمنا الآخرة بفبرايور، لمحاسبتكم يا كَفرة، بذبحكم وسحلكم باسم الله (بالتكبير) وصلبكم فى الميادين والشوارع”….. والمُحصِّلة أن الناس كَرِهَت حتى الربيع نفسه، لمُجرد أن اسمه يذكِّرهم بما يعيشونه من مآسيه، فاللهُم ارفع عنا بلاء الربيع، واجعله امتداداً لأبوَّة الشتاء، لعله ببرده القارص، يكون أرحم علينا من زهور/قنابل، مُؤامرة الربيع.

وعوداً على بدء، نتمنى أن يتفق أهل البرلمان مع أهل الحكومة العتيدة (فمصلحتهم واحدة) أولائك، الذين لا يجب أن يتخيل أحدُنا وعلى الإطلاق، أن الجُدد الحاليين (حكومة وبرلمان ومجلس أعلى) وغيرهم من مجالس ووظائف سيادية أخرى بجميع أشكالها، سيشُذُّون عن قاعدة من سبقهم، حيث وحتماً، سيكون همهم الأول الاستفادة المادية الشخصية، وأحياناً الجهوية المقيتة… بحسبة أن كل الثور (حُكامُنا، ونوابُنا، ومجلس حكومتنا، ورؤساء مؤسساتنا) لهم كامل الثور، وحسبنا باقى الشعب أذنه (خير وبركة) بس خلصونا.

لذلك نتمنى علي المجلس أن ينتهوا من حسبة منافعهم، ويذكروا نعمة ليفى عليهم، ويُقدِّروا أن الشعبَ الليبى (اللى ما شاف خير) منذ ما قبل عهد إيطاليا، قابلٌ بقسمة الثور لكم وأذنه له، بس امنحوا الثقة للحكومة، لننعم ببضع أمن وأمان، ولكم و)كوبلركم( وأولياء أمره، أن تتصوروا وتصرحوا، وتسرحوا كيفما شئتم… اللهم سدد خُطا مختطفينا من أبنائُنا، فى اتجاه منح الثقة، لعل البلاد والعباد تهنأُ  قليلاً، حتى وإن كان طعم الهناء غريباً، بنكهة المستعمرين، أللهم آمين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • امازيغى وبنعمة الله اصبحت مسلم

    اولا وحسب مايحدث فى جميع الدول التى دخلها العرب من المشرق الى المغرب الولاء دائما للقبيلة والجهوية عند الشعوب العربية وليس لله ولا لدين لدلك تجد العمالة للاجنبى والبيع للوطن مصدر رزق وارتزاق بالنسبة لهم فلا تتسائل لمادا وكيف يحدث هدا؟؟؟ لان العرب تاريخهم من الاندلس الى اسقاط الخلافة العثمانية على ايدى الفرنسيين والانجليز بمساعدة الشريف حسين(العميل الدى باع الاسلام من اجل الكرسى وجد الملك حسين ملك الاردن الدى ابنه الملك عبد الله الان) تاريخ عمالة وبيع من اجل الحكم والمال ولا وجود خوف على مقدسات ولا دين وطبعا لاخوف من الله (على اساس انهم يدعون انهم مسلمون) فلا يستغرب احد مايحدث اليوم لان جل تفكير العربى وغاية امانيه هو ان تكون قبيلته هى السائدة على باقى القبائل والسلطة والحكم والمال..ولا مكان لله ولا لدين فى قاموسهم الدنيوى وكل مايسوقون له من انهم مداخلة و سلفيون وسنيون وشيعيون واخيرا داعيشيون.. قال تعالى بعد بسم الله الرحمان الرحيم( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ )صدق الله العظيم..لن تقوم لدول التى بها عرب قائمة ادا لم يرجعو الى الله ويكونو مسلمون وليس عرب (اخوة الاسلام) وليس القبيلة وعصبية الجاهلية ولستم باحسن من اليهود الدين بعث فيهم الكثير من الانبياء والرسل وكانو يظنون انفسهم انهم شعب الله المختار..ولكن انظرو كيف كانت عاقبتهم فى القراءن الكريم …كونو مسلمين قال الله تعالى ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) …وقال تعالى (فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72))….نفهم من دالك ان لاوجود لقبيلة اوجنس الا اخوة الاسلام ومصطلح المسلمين…لا عرب ولااى جنس اخر…(مسلمين)

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً