المرأة الليبية.. رحلة البحث عن المساواة

المرأة الليبية.. رحلة البحث عن المساواة

ها نحن واقفون واحده تلوى الأخرى صف دقيق واخر متقن جميل وهادي مزخرف خلاب علي أدرج ورفوف صممت لهذا الجمال وداخلها حلو أحيانا ومر غالبا. وأخريات اختلفن في طعم والمذاق ورغم دلك مازلنا نحتفظ بذاك البريق الخاص بالأنوثة.

قد لا يستوعب المتلقي المعنى لكني اتحدث عن النساء، نساء ليبيا على رف المجتمع، عن جمالهن واختلافهن وهم جنبا بجنب حالمات متأملات للحياة ومستقبل أفضل. اشعر احيانا باننا كزينه الميلاد على الشجرة وأحيانا ارى اننا قلب هذه الشجرة بما تحمله من دفئ وقوه تحمل.

منذ القدم عرفت المرأة بأنها رمز الجمال بما تحمله من أنوثه ورقة. هي الهدوء وسلاسله التعامل وتشبه لكل ما هو اخاذ، وبرغم كل الصفات التي يتبعها مبدئ الهدوء والسكون تعتبر المرأة أكثر عنصر مثير للجدل سواء اليوم أمس او منذ عصور خلت.

كانت هي العامل المشترك لكل جدل يقام اذ لم يكن الرجل من اثاره كانت هي العامل المشترك فيه وتختلف الحالة بحسب وزنها في اي مجتمع وطريقه تعامل المجتمع او الزمن معها. بعض المجتمعات كانت تحترم وتقدس المرأة وبعضها لا.  كالعصر الفيكتوري مثلا. كانت الفتاه محط انظار المجتمع حرصوا على ان تتعلم وان تكون اولى اهتماماتها القراءة والشعر والموسيقي. فكانت الفتاة في ذلك العصر من الجميل مجالستها، تجدها ملمة بمواضيع عدة واهتماماتها أكبر، فلم يكن الجمال الخارجي الا عباره عن صورة جميله تعكس محتوى أكبر للعلم وثقافة وعندها تجد المكمل لمعنى الأنوثة، ومن عادتهم ايضا أن تحرص على ارتداء القبعة والقفازات وكانت تعكس نوع من ثقافتهم. ليس كمعتقد ديني وانما كنوع من الحشمة والرقي والاتيكيت الاجتماعي أنداك ولازالت البعض منها يطبق حتى يومنا هذا.

اما في العصر الجاهلي كان الجدل أكبر حيث كانت النساء عندما ترزقن بفتاه يقومون” بوأدها” اي تدفن حيه وذلك بحجة انها تجلب العار. يتم الحكم عليها بالإعدام فور ولادتها. ومن خلال هذا نجد اننا كنا نثير الجدل منذ قرون وعصور، سواء من خلال تعليمنا وتثقيفنا او من خلال قتلنا!  منهم من أيد فكره القتل، ومنهم من ندد بذلك.

أما في ليبيا، اما أن تندد او تؤيد فكانت المرأة على هامش المجتمع مهامها محدودة تقتصر على التربية وواجبات الأسرة والزوج والبعض منهم يتعلم الشغل اليدوي والتطريز وغيرها والفن الطبخ. وبالرغم من كل هذا لم تكن هناك ضوابط وقواعد من ناحية ما ترتديه المرأة بحيث تجد القصير والطويل المحتشم وغير المحتشم اختلفت باختلاف المناطق والطبقات الاجتماعية فكانت كالنقيض المتجانس بين التستر والعفة وبين التقاليد والعرف. حياة سلسله بكل اختلافها وتناقضها.

ومع تطور العالم تبدلت الاحوال واصبحت المرأة جزء من المجتمع لها حقوقها ولها وزنها في العالم بأسره.  وحتى يومنا هذا مازلنا نبحث عن المساواة مع الرجل، غالبا اعتقد بأن المرأة في ليبيا لم تحدد بعد نوع المساواة المنشودة او انه تم التعبير عنها بشكل خاطئ.  لأننا مازلنا نثير الجدل بشكل مختلف وحجج لم نسمع عنها ولم اسمع عن اصوات دافعت بقوة او استحقت الدفاع عنها. هم المرأة اليوم توفير متطلبات ادم أولا. والسعي وراء راحة طويلة الأمد لن يتعب ولن يفكر عن كيفية توفيرها. نسعى وراء المساواة من خلال جذب الانتباه.

السؤال كيف نبحث عن المساواة بطريقه اصح؟ هل التجوال ليلا ونهار وفرض وجودنا اللامتناهي في الشوارع سيحقق المساواة. أم أصواتنا وضحكتنا بسخريه، تتعالي أذا ما اجتمعنا متجاهلين من هم حولنا ستزيد من احترامهم لنا وفرض أنفسنا. ام انه التنافس لمن تستطع إظهار جرأتها أكثر في الاسواق والاماكن العامة سيجعل منها متساوية معه. ويمكن ان يكون. تفاخرنا واعتزازنا بجلوسنا وراء المقود بكل ما حمل الوجه من معاني وزينه متجولين بين من أردنا أن نتساوى بهم ونسمع ما طاب لنا من الشتيمة والذم سيجلب حقنا في مجتمعنا؟  أليس بهذه التصرفات نكون قد هتكنا حرمة الأنوثة التي كرمنا بها من أجيال وعصور.

او عندما أصبحنا نزاحم الرجال في أماكنهم ولا نقبل بأذني من ذلك كأننا اعتنقنا وجودهم ونظراتهم لنا مهما حملت من معاني للفت أنتباههم باي طريقه كانت. إذا لم نصرخ بعلو أصوتنا، نضحك، وإذا لم نضحك نتبرج وبين تلك وذاك مالا يذكر. ما الجميل في ذلك وإين حق الأنوثة في ذلك، كحل وزينه وعطر أهذه هي الأنوثة؟ أم هي ذوق، ثقافه، وخلق، عن ماذا نبحث؟ لم نصل بعد لقناعه تجبرنا عن التخلي عما هو ليس لنا او نبحث عن حريتنا ضمن اماكن نظهر فيها ابداعنا بطرق لن تنقص من الأنوثة بل تزد عليها، أليست بفكرة سديدة! لما لم نستطيع حتى الان تصحيح مفهوم نزولنا لهذه الحياة بخطأ كان من الممكن تصحيحه للأفضل.

أصبح البعض منا معروضات في سوق رخيص ومستعمل كالأثاث والزينة مكشوفات ومعروضات امام من له الحق ومن ليس له، والبعض الاخر أصبحن على رف الحياة الزوجية مهمتهم الاكبر ان يصبحوا آلات فتاكه للإنجاب، والبقية يناضلن لاستحقاق هذا الشرف!!

وكثير هن من اعتقدن بأنهم قد حققوا غرض المساواة، ومن نجت منا حلقت خارج الوطن لمتابعه مسيرتها بعيد عن هنا. فلم نستفد شيئا. والكثير الكثير من هذه العروض. لقد وصلنا لدرجة مقايضه العلم بعيشه زوجية يدفع ثمنها المجتمع قبل المرأة، بتزايد حالات غير قابله للتفسير ونقص حاد في التعليم ونشر الجهل وثقافة “راجل وخلاص”.  وما يحدث أو ما نحن عليه برضانا وبكامل حريتنا اي أننا عملنا وناضلنا لأجله وقبلنا بهذه الوضعية بلا طموح ولا هدف وحتى ان وجد هذا الهدف لن يجد مكان لاحتضانه. فأصبحنا على هذا الحال لم نبحث عن تطوير للذات او غسل قذارة التفكير او تطهير لمبادئ تالفة وزائفة بقدر حقيقة المساواة وحريه المرأة في ليبيا. وهذه الحقيقة تم استنتاجها بعد نضالنا لفرض وجودنا الاسمي وجودنا الاجمل والطاهر ولم نظهر أجمل ما فينا بطريقه كافيه وبتوازن كاف بل سارعنا لاستعمال الصورة الخارجية للتعبير ولم نستفيد من عقول وجدت لتستخدم للفكر انقى وأرقى.

فشل كبير وعادل لنصل لهذه المرتبة والاعتراف بما تكهن به غيرنا. واليوم همنا الأكبر ان يتم اختيارنا من بين كافة المعروضات ونتنافس لإرضاء أدم ونحرص ان نبقي بهذه الكيفية مستعدات لنلعب دور الرجل في حاله عدم قدرته على ذلك، حتى أصبح أصغر أجيالنا يدفع ثمن الحرية والمساواة التي بحثنا عنها نحن في اتجاه خاطئ لأهداف غير كافيه وغير معلنه زيناها بحرية ومساواة لغاية في أنفسنا، نفس الغاية التي رأتها امنا حواء ولن تكون بكافيه. يمكن لأن الكثيرات من فكر في نفسه ولم يفكر فمن سيستلم الراية بدون إدراك وبلا وعي. وكم يبهرني عدم اعتراف حواء حتى الأن بفشلها في تصحيح بعض الأخطاء للانتقال لمرحله تحسينها، هل كان الوضع سيختلف لو أننا قد لمسنا في ادم قدرته على توفير احتياجاتنا فلم نصل لهذا الحد، ام هو عند المرأة وتصور انها تستطيع ان تلعب دور الرجل جعل منها الصورة التي نراها اليوم، ام هي الاوضاع كافية للوصول لهذا الحد، او هي الحرية المفرطة التي قدمها المجتمع وبدون ضوابط جعلت منا نساء بدون أنوثه على طريق البحث عن المساواة؟

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً