تحركات واعتراضات حول مدينة سرت

تحركات واعتراضات حول مدينة سرت

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

رغم الاتهامات وحتى الادانات تبقى وحدات الجيش الليبي في شرق ليبيا بمايعرف بجيش الكرامة هى القوة الوطنية الوحيدة في ليبيا ذات التوجه الوطني مع ماساد هذه القوة من تلوث سياسي لارتباطها إشرافيا بمجلس النواب البغيض ولتحالف قوة شاذة مريضة من شرق ليبيا مع جيش الكرامة تسعي لتقسيم ليبيا فعليا وتعلن عن ذلك إسفافا واستخفافا عبر سعال إعلاناتها المنكر بين الحين والآخر ولتحالف قوة دينية بما يعرف بالسلفية وقوة من قوى الشوارع والتي حرقت او سرقت منازل في مدينة بنغازي، ولكن النقاوة الوطنية تبقى متركزة في وحدات الجيش النظامي في شرق ليبيا رغم بعض التلوث المذكور، ولم يبق للشعب الليبي الا هذه القوة الوطنية الجهادية لإنقاذه، بالمقابل فان العصابات المسلحة المشرعنة المرسمة المسيطرة على غرب ليبيا هى قوى لا توجه وطني لها ولاتحيد عن كونها عصابات لها توجه ديني متطرف او توجه قبلي متطرف او توجه سياسي متطرف وان ارادت هذه العصابات تبريئة توجهها المعادي للوطن فعليها الانصهار مع وحدات الجيش الليبي لتكون قوة وطنية واحدة تعيد ليبيا الى صوابها الذي فقدته ومن ذلك مواجهة تنظيم الدولة في سرت تحت قيادة وحدات الجيش الليبي.

ان توجه وحدات الجيش هذه الايام نحو سرت ليس بالأمر المستغرب لقوة وطنية تتلهف لإنقاذ مدينة من مدن ليبيا محتلة وهو أمر يوقظ الروح الوطنية من بعد سباتها ويلحم الصورة الوطنية الليبية من بعد تقطعها وتهتكها ولكن المستغرب من بعد عزم وحدات الجيش الليبي التحرك نحو سرت هو تحرك بعض العصابات المسلحة ذات الانتماء القبلي المتطرف من مدينة مصراتة العريقة وبعض مدن الجنوب العريقة وهى عصابات لا تمثل أهل مدينة مصراتة ولاتمثل أهل بعض مدن الجنوب بل تمثل ذاتها ولاتحسب على هذه المناطق الأصيلة وقد تحركت منتشرة حول مدينة سرت ليس بدافع وطني لتحرير مدينة سرت بل تحركت خوفا على نفوذها وعلى توجهها السياسي اذا ماتحررت مدينة سرت واذا ماامتد الجيش الليبي الى مدن الغرب الليبي  ويؤيدها بعض ممن لايفهم  مايجري على الارض الليبية خوفا من ان تتعرض مدنهم لمثل ماتعرضت له بنغازي من تدمير وقد كانت هذه العصابات المسلحة تتفرج من بعيد بإثارة وشوق بما يحدث من افتراس لأهل سرت من تنظيم الدولة بل ان هذه العصابات المسلحة المتحركة هى من مكنت لتنظيم الدولة في سرت عندما كانت تحت قيادة مايعرف بقوات درع الوسطي وذلك بالهجوم على اهم كتيبة كانت مكلفة بحماية وتأمين مدينة سرت وهى كتيبة شهداء الزاوية بتاريخ، 12-3-2014م، وجعلها تنسحب نهائيا حتى يخلو أمر مدينة سرت لتنظيم الدولة، لقد تبع تحرك الجيش الليبي ثم تحرك العصابات المسلحة  اعتراضات تافهة على تحرك الجيش الليبي لايطلقها الا من كانت له مصلحة في استمرار الاوضاع الليبية السيئة على ماهى عليه ومنها اعتراضات من قيادة عصابة حرس المنشآت النفطية والمجلس البلدي اجدابيا وبعض الدول الأجنبية وأهم هذه الاعتراضات بيان كيدي اصدره المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المزعومة حاول فيه ابطال واحباط تحرك وحدات الجيش واهم ما وضح فيه بزعمه بانه هو القائد الاعلى للجيش الليبي وهو مايعني ان تحرك الجيش الليبي نحو سرت هو تحرك خارج القانون وعليه التوقف وتجميد تحركه وكأن وجود تنظيم  الدولة في مدينة سرت هو داخل إطار القانون ثم هو يطالب في بيانه بانتظار تعليمات القائد الاعلى لتعيين قيادة مشتركة وتوحيد الجهود تحت قيادة المجلس الرئاسي وذلك لايعني الا التمديد لبقاء تنظيم الدولة لفترة زمنية اطول كما هو تمديد مجلس النواب والمؤتمر الوطني، هذا البيان الأبله في باطنه لايمثل الا عرقلة لتحرير مدينة ليبية من احتلال متوحش فتك بمدينة سرت الليبية وفي ظاهره حرصا كاذب على محاربة تنظيم الدولة وهو ذات الأسلوب الذي استخدم في عهد حكومة زيدان وعهد المؤتمر الوطني الذي يظهر العداء للتنظيم ويبطن الصداقة والدعم له ومن ذلك المنحة المالية الكبيرة والتى تكونت من ملايين النقود الليبية والاوروبية والأمريكية و التى منحت لهذا التنظيم والذي كان تحت اسم انصار الشريعة وقبل ان يتحول الى تنظيم الدولة والتى تمت عبر إرسالية مالية من مصرف ليبيا المركزي الى مدينة سرت بتاريخ، 28-10-2013م، اظهرت اعلاميا بأنها سرقة وأظهرت ادعاءات بان هناك تحقيقات وان هناك تحرك للقبض على اللصوص وذهب اللصوص وذهبت الاموال كمنحة سخية غير مسبوقة من حكومة زيدان والمؤتمر الوطني.

في خضم تحرك الجيش الليبي وتحرك العصابات المسلحة المشرعنة، هناك سانحة وطنية مهمة سوف تتيح التقارب والإصلاح بين الليبيين من ملاك السلاح والقوة وعلى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ان يقتنص هذه السانحة اذا كانت نواياه طيبة واذا كانت ارادته أصيلة ووطنية وذلك بدعوة العصابات المسلحة لمساندة وحدات الجيش الليبي لتحرير سرت تحت قيادة هذا الجيش ولعل هذا يتيح صهر كل هذه القوى المتعددة المسلحة في قوة وطنية واحدة ذات اهداف وطنية ويتيح فيما بعد تمدد الجيش الليبي الوطني الى كل مدن الغرب الليبي دون حرب ودون مواجهات ودون تدمير فهذا الجيش سيتمدد الى كل مدن الغرب رضينا او لم نرض لانه يحظى بتأييد الغالبية من أهالي المنطقة الغربية وعقدوا عليه الامل لإنقاذهم من تعاسة الحياة التى حشروا فيها ولابد من احداث التقارب والانصهار بين الجيش الليبي والعصابات المسلحة حتى لاتحدث بينهما مواجهات دامية ومدمرة لمدن ليبية وعلى قادة الجيش الليبي الا يسمعوا ولا ينصتوا لاعتراضات وبيانات وإعلانات بلهاء غرضها تثبيت التعقيدات في ليبيا، وان يسمعوا وينصتوا لصوت الوطن لصوت ليبيا الذي يصرخ ويلح لانقاذه.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 1

  • صلاح

    القوات المسلحة في الشرق الليبي تعجز اللغة العربية عن وصفها أو نسبها، فهي ليست أركانات كل ليبيا باعتراف الأمم المتحدة، وليست جيش برقة بالتأكيد، ولذا سنستعمل من أنشأها ولملم شذراتها لوصفها. منذ بداية انقلاب “خليفة حفتر” يوم 16 مايو 2014 وحتى 16 أبريل 2016، ثلاثة وعشرون شهرا، لم يفكر حفتر في تحرير سرت بل عارض ذلك عندما حاولت الكتيبة 166 القادمة من الغرب الليبي، والتي صب عليها جام غضبه بالقصف الجوي مع قصف مدفعي من قوات جضران.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً