بَردعـة إفـران…وحُكومة التَوَهَـان

بَردعـة إفـران…وحُكومة التَوَهَـان

يـبــدو وبما لا شك فيه الآن، أننـا مقبلـون على توديـع حكومة البرنارديين ومـعـــاونــهـــم فـ. الأمين، وهذه المرة، لمن آراد السفر منهم، سيكونون جـواً طائرين لا بحـراً عائمين، حيث جميع من طبخوا طبخة الأتيان بهم (ناتويين وحُذاق ليبيين) من خارج قوائم المجلس والبرلمان، ضحكوا على شعيب والمخزوم المخدوعين، والذين هم أساساً خدعوا رؤساؤهم الأثنين (البادى بالبادى والبادى أظلم).

كنت وسنبقى مثل أغلب الليبيين، من المُتمسكين بأى حكومة ترشح عن اتفاق الأممين ويوافق عليها جُل الليبيين، وإن كان تفاؤلنا خيراً بالسراج، أبو الطيبه ونقاء السريرة اللتين، هما انفُسهما سهَّلا أختطافه من قبل حُذاق الديرة، الذين أستعجلوا فوار قدر اللا وفاق، فخطفوا السراج وختمه وقلمه وقرطاسه، وأتوا بالبحر عائدين، دون أعتبار لباقى الليبيين؟؟؟!!!.

وبالمناسبة، وأثباتاً لمؤشرات فشل تعثر خطوات السبعة رؤس، رأيت أن استذكر حكاية تتمشى مع ظرف حكومة العرَّابين… رُغم أننا وكما يُقال “رضينا بالهم والهم مش راضى بينا” نتيجة للعوار الذى أكتشفنا أنه متأصلٌ فينا جينياً، وهو السلبية المقيتة المؤدية دائماً لأستسلامنا الليبيين، لمن يستلم قيادتُنا ولو كان عتوت (جدياً) بقرنين.

قلت، نتيجة لذلك العوار الجينى، ومع أغلبية الشعب الليبى المتعوس المنكوب، تيقن العبد لله، بأن لا مجال لنا إلا الأستسلام لأهل الربيع (وأجنح لها) حتى لا نضيع والوطن بالكامل “أهُوه، ظل ليفى ولا ظل حيطة” فطبلتُ مـع المُطبلـيــن، مُنذ بدايــة بـزوغ (فـَجــرَ/فـُجــور) المُفاوضات، فروَّجت لقبول حكومة الصُخيرات.

كان مَقصَدى من ذلك التطبيل الأسّتسلامى (بحُكم الجين الليبــى) ووفــق ما ذكـرت بمقــالى (سيفعلون ما يريدون…ونحن لهم خاضعون) هو أن نقبل ما يفرضه أستعمار الناتو، ونبنى جيل جديد، نُصَحِحُ فيه ما أنتابنا من عَوار خلال كل أجيالنا السابقة والحالية، مُنذ بداية الهجرات العربية الى شمال أفريقيا، التى يبدو أنها نَـكَبتهُ، بدل أن ترفع من شأنه.

وربطاً بالصًخيرات، التى كتبت فى نهاية مفاوضات أخوة صراع السلطة والمال الليبيين بمنتجعُها، مقالى (الصُخيرات تسخيــر…أم تقسيم مستطيــر)، أى هـــل ستكون تسخيراً باصلاح حالنا، أم ستتحول الى صَخَرات (رشادات/حجرات) تَكّفخُنا (تضرِبُنا) على جِباه رؤسنا، فتقضى على آمالنا، وتُدَحرِجُنا الى هاوية جبل الربيع الأسود أبن شرق هريسة كونـدَاليسَة، وترمى بنـا فى وديان التوهان، مثلما هو بالضبط حالُنا الآن.

ونتيجة لما لمِسناهُ فى فترةٌ قياسية، من خلال الخُطُوات التعثُـُرية، لحكومة كان يُفترض ان تكون وِفاقية فتحولت الى مُنتجة لجراثيم الأنفصالية، نود أن نُشارك قـُرائى حكاية شعبية مَغربية، حذثت بسالف الزمان بالمدينة الأفرانية، وهى منطقة جبلية، تُحاكى روعة جبال الألب الأوربية، ولذات الروعة المكانية، كانت ولا زالت الأسرة الملكية المغربية، تقضى بها أجازتها الشتوية.

حلَّ عابر سبيل مغربى صحراوى لا حضرى، ضيفاً على مواطن إفرانى، وهو فى طريقه من جنوب المغرب الصحراوى الى شماله ماراً بأفران، وبعد أستكمال ضيافة النبى (ثلاتة أيام) شَكَر مُضيفه وأبلغه، أنه سيُستأنِفُ رحيله فى صباح الغد الباكر، وبعد وجبة أفطار دسمة، آخذ يُجهِّز بهيمته، بربط بردعته وتعليق زُوَاداتهِ من ماءٌ وتمرٌ وفطيرٌ..الخ، على جوانبها.

المُضيف كان يَرقِبَهُ بأنتباه شديد وهو جالساً أمام خيمته (فى تلك الأيام) إذ قال له مُحذراً “يا فلان… أن عليك بتعديل البردعة، حيث نرى أن بها قليلٌ من المَيَلان، وأنت أبنُ صحراء، لا خبرة لك بوعورة جبالنا، الكفيلة بأنحراف بردعتك، ومن ثم لا سمح ألله سقوطك” ولكن الضيف قال ” لا، لا، مزيانة، مـا تخاف آاا سيدي، كل شى كا يكون بخير أنشاء ألله” وعانق مضيفه بحرارة، وركب بهيمته، وترك ضيفه يرمقه حتى غاب عن الأنظار.

قبل مغرب ذات اليوم، نَبِحت الكلاب وخرج ذات المُضيف، وفوجىءَ، بشخصين على بهائمهما، يرافقان بهيمة أخرى، ممدوداً عليها شخصٌ مربوط على خشبتان طويلتان، فأقترب وأذا به نفس الضيف، مُكسراً مُتهشماً، وكان تعليقه، الوحيد السريع، “مللى ريت البردعة ديالك مايلة، عرفتك الـَّلى باش توقَع وتتهشم، نصحتك، ولاكين أشكا إيدير الوحد معللى عقلو إمسطى وإمكسح بحالك أاا سيدي” نفس هذه العبارات تتمَشَّى مع حكومة الوفاق/الشقاق الليبية وبردعتها الملوية وليست فقط المائلة.

كما قـُلنا، ولعدم معرفة الضيف بألف باء طبيعة الجبال، مالت بردعته وتدحرج على الجبل فتهشمت عظامه، لكساحة رأسه، بعدم قبول النصائح، فسقط وتهشمت عظـام ذات الرأس، ويديـه ورجليـه ولربمـا عمـوده الفقرى… وتلك هى النتيجــة الحتميــة لكل من يركب رأسه، مثلما رأينا ولا زلنا نرى عليه حكومــة الوفاق، وأستعجال معيتيق للظهور بالتصاوير ليل نهار مع أسياده وأسيادنا من بعده؟؟؟!!!، للتفاوض معهم ولو على تأجير كل جنوب ووسط ومن ثم كل ليبيـا لهم.

حكاية إفران، وجهل الضيف بطبيعة الجبال، كانت انعكاساتها تهشيم عظام شخص واحد فقط، ولكن وضع حكومة وفاقنا، وجهل أغلب أعضائها بألف باء طبيعة جبال لعبة السياسة الدولية، التى وللأسف بدأت تثبت الآن انها حكومة شقاق لا وفاق، بسبب عدم معرفتها تلك، ولما رأيناه من ميلان بل ألتواء بردعتها من أول نظرة، وفور وصولها الى طرابلس وحتى اليوم، سيؤدى الى تهشيم عظام شعبٌ ووطنٌ بأكملهُما.

نتذكر كيف كان تصرف مجموعة الوفاق، خاطئاً فى أول لقاء لهم مع مجلس النواب، حيث أولاً، لم يحضر جميع اعضائها للمثول أمام المجلس، وثانياً، أن بعضهم لا يعترف به؟؟؟!!!) وأكتفاء رئيسُها بعرض فلم أسماء أعضاء الحكومة دون حضورهم أيضاً، مما رتب علي تلكما السببين، هرج ومرج وأنشقاقات بالمجلس.

كل ذلك كـوم، ومهمة معيتيق لروما كوم ثانى (قبل حلفه اليمين؟!) وآخيراً بيان السراج مُنذ يومين (قبل أن يُمنح الثقة) والذى لخبط به الدنياُ، إذ أجزُم أنه برىءٌ منه، برائة الذئب من دم يوسف، بل أن البيان وبأمتياز من صياغة مُختطفى مركب الوفاق، وحسبه فقط قرائتهُ.

بما رأيناه ولا زلنا، من ميلان أو بالأحرى ألتوائاً للبردعة التى استقلتها الحكومة، فأننا لم نَعُد فقط شاكِّين فى تهشُم عظام شعبٌ بحاله، بل وضياع البردعة والبهيمة، أى لا سبيل يُرجعنا لمكان أنطلاقـُنا (على الأقل) وكان طمعُنا فى عون ألله لهم ولنا، حتى يُغير أعضاء حكومة السبعة رؤس، ما بأنفس بعضهم من طمعٌ و نهمٌ تنضح بهما جباهَهُم… ولكن رَكِبَ أغلبهم مركب الطمع بل الجشع، مما سيُعجل برحيلهم حتماً، عظم ألله لهم الأجـر، وأنـا لله وأنـا أليـه راجعــون.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً