من اليوميات الليبية وتبقى تاريخاً فاضحاً

من اليوميات الليبية وتبقى تاريخاً فاضحاً

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

لم تعرف ليبيا ولم يعرف شعبها أمواجا لاطمة من السوء تتوارد شدائدها على الانفس الا في عهد فبراير.. أطفالا وفتيات في ليبيا يختطفون في وضح النهار وعلى فضح الانظار وقلوب أمهاتهم تحترق فبعضهن في مطلع الجنون وبعضهن داهمتهن جلطة وبعضهن يختنقن في كآبة مرضية شديدة.. مصارف لا تستطيع ان تسحب منها معاشك الا بعد عسر او بعد كسر او بعد ان تدفع رشوة وعجائز وشيوخ من التدافع امام المصارف لقوا مصرعهم قبل ان يلقوا معاشاتهم.. طرقا مقفلة ومعابر مسدودة بالركام او بكثبان الرمال ولا يستطيع الليبي اسعاف ابنته التي بلعت قطعة معدنية ليوصلها للمشفى او السباق بزوجته التي حان مخاضها ليوصلها للمشفى او اسعاف ابنه المريض بل يقف الليبي امام الطريق او المعبر المسدود يبكي ويبكي بمرارة ويجهش بحرارة وقد أوقفه سد الطرقات على إسعافهم وينظر الى حال ابنه او ابنته او زوجته وهم يموتون أمامه ولا أحد به يبالي ولا من يكترث به وكثيرة هذه الحالات في المنطقة الغربية من ليبيا.. ثلاثون ليبي من مئة ليبي معاشاتهم قطعت عنهم، منهم من يطوف مواضع القمامة ومنهم من يذل نفسه بالتسول ومنهم من خرج لقطع الطرقات على العابرين ومنهم من يعيش أيامه جائعا يقتات هو وأسرته على اليسير القليل من الطعام بما يبقيه حيا.. قيادة السيارة في ليبيا كقيادة حمارا او حصانا او جملا او بغلا (اكرمكم الله بأحسن خلقة) دون ترخيص ودون لوحات رقمية ودون تعليم او تدريب ودون قواعد مرورية والذين يقودون في الطرقات أطفالا او نساء لم يتعلمن قيادة السيارة او سكارى او مدمني مخدرات وحتى فاقدي العقل، لهذا فان اغلب حوادث الطرقات في ليبيا هي حوادث فظيعة قاتلة تتقطع فيها الأطراف الى اشلاء او تتهشم فيها الجماجم والأقفاص الصدرية..  جواز سفر لا تتجاوزه الا بعد دفع رشوة او بعد ايام من التدافع والاختناق والشجار بين الزحام.. انواع من المخدرات تباع كما تباع انواع من الحلوى للمراهقين والشباب وليبيا سوقا عالميا مفتوحا على مصراعيه وعلى وسع ذراعيه لتجارة المخدرات وعلى صغر هذا السوق ولكن متعاطيها أكثر عددا ومددا من أكبر اسواق المخدرات المفترضة في الدول الاخرى.. قدم عهد فبراير لأغلب ابناء الشعب الليبي هدية تدريجية بحشرهم في مرتبة من الفقر وقدم لحكامه هدية فورية بحشرهم في مرتبة من الثراء والغنى حيث نزع عن الشعب الليبي غطاء الحماية المعيشية المعروف بالدعم السلعي ثم سعرت اسعار الغذاء والدواء والكساء تسعير مسعور ففقد اغلب ابناء الشعب الليبي الأجود والأضمن والاصح من الغذاء والدواء والكساء ولجأوا الى الأردأ والأغش والضار من الغذاء والدواء والكساء لأنها الأرخص قليلا.. حالة من الخوف المزمن يعيشها ابناء الشعب الليبي في تنقلاتهم ومعاملاتهم ومنازلهم بسبب المخاطر واتساع وسطوة الجريمة في الحياة الليبية فيتعرض الليبي من مجرم او منحرف الى القتل او السرقة او تهشيم سيارته او يتعرض للصفع او الركل او اللكم او الاذلال والاهانة او خطف ابنته من سيارته او منزله ولا أحد ينصفه ولا أحد يشفي غليله ولا أحد يمنحه حقه بعقاب للمجرم الذي تعرض له.. أعدادا كبيرة من المعلمين في هذا العهد المُهلك لا علاقة لهم بعلم او تعليم وشهائدهم مزورة عينوهم بعقود لمدارس التعليم الابتدائي والاعدادي يعلمون الجهل لأطفال ليبيا، جهلا يعلم وليس علما يعلم.. لا يوجد في المشافي العامة أطباء بل طلبة التدريب العملي من كليات الطب البشري وقد اخذوا على عاتقهم تشخيص الحالات المرضية على سبيل التجربة والتدريب في حياة الليبيين والعلاج ان يحتفظ الليبي بحياته مع المرض او يموت ويموت معه المرض (حفظكم الله من كل مكروه).

يسئل ويحاسب ويعاقب عن هذه الامواج كل من قاد عهد فبراير المُهلك من وزير او نائب او قائد عصابة مسلحة او اي حاكم تشريعي وتنفيذي من بدايات هذا العهد المُهلك والى الآن ، فالحاكم مسؤول عم يحدث في عهده  وعلى المعلن في حياة ابناء الشعب الليبي من صراخ مدوي وبكاء مرير وغضب محتدم لتركه وحيدا بين لطمات وصفعات امواج السوء ولا حاكم رشيد تشريعي او تنفيذي ولا حاكم من حكام عهد فبراير المُهلك يكافح حتى ولو مجاملة امواج السوء او حتى يصانع الشعب الليبي فيصرخ لصراخهم او يمسح دموعهم او يغضب لغضبهم طالما هم خاملون خاملون  بل يثرثرون بعيدا عنه عبر وسائل الاعلام ويتناطحون فيما بينهم كتناطح الثيران المجنونة ويكيدون له كمكائد الشياطين الملعونة ،ولا يثرثرون ولا يتناطحون الا لأجل الاستمرار حكاما على معاناة الشعب الليبي ولأجل استمرار الأموال والمزايا التي خصصوها لأنفسهم وليس لأجل الشعب الليبي وقد أمعنوا فيه التعاسة والتي يقابلها رفاههم الأناني الذي كونوه بتخصيصهم الأموال لأنفسهم وجعل الحكومات المتعاقبة مكاتب صرافة ومكاتب خدمية لأنفسهم تصرف لهم الاموال وتستخرج لهم الجوازات وتذاكر السفر وتحجز لهم الإقامات وتوفد ابناءهم الى المدارس الخارجية وتتكفل بعلاجهم في الخارج وتوفر لهم الحراسات الخاصة ( بل وصل الامر الى دفع تكاليف الخمور في بعض الفنادق العالمية وتوفير العاهـ .. لا فراد بعينهم وليس كلهم من مجلس النواب والمؤتمر الوطني المسمى الآن مجلس الدولة والحكومات التنفيذية المتعاقبة) * فكل الحكومات في فبراير قامت كحكومات صرافة وخدمات للحكام التشريعيين والتنفيذيين وليست قائمة لأجل الشعب الليبي مطلقا، لك الله تعالى يا شعبنا.

________________________________________________________________________

* من ضمن تكاليف الإقامات في الفنادق العالمية في حكومة زيدان ثم حكومة الثني وحكومة الانقاذ بطرابلس تكاليف لشرب الخمور مدفوعة من اموال الشعب الليبي محسوبة على تكاليف الإقامة لافراد بعينهم من مجلس النواب والمؤتمر الوطني والوزراء، اما العاهـ … فإنها تكاليف لا تتم بشكل علني فتتم على حساب شيء اخر مدفوع من اموال الشعب الليبي وهو امر ليس غريبا ولا هو مخفي وموثقة في فواتير بعض الفنادق المعروفة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 3

  • سالم ميلاد

    خمس سنوات شداد هي الحصاد المر لإثنين و أربعين سنة من الإستبداد و القهر و الظلم للشعب الليبي و الحرب المفتوحة على دينه و قيمه و سياسة التجريف لمؤسسات الدولة و إضعاف الشرطة و تقوية أمن النظام و تدمير الجيش و إستبداله بكتائب أمنية قبلية ولائها شخصي و صارت كلمة وطن عند الليبيين لا تعني إلا بلدا يهان فيها المواطن الليبي و يحرم من حقوقه و صارت ليبيا مزرعة للقذافي و أبناءه و أزلامه و أبنائهم .

  • العابر_2016

    السيد الكريم كاتب المقال
    اوافقك الرأي على كل ما اوردته فى مقالك من معاناه والآلام وخروقات واطماع وبلاء بالحكومات المتتابعه التى تامرت علينا لكني اخالفك الوصف لثورة فبراير بالنكبه لان جميع ما ذكرت من صنع اعداء فبراير من الازلام و قذاف الدم “الهم” وامراء الحرب المعتوهين ودجالي السياسه المارقين ومصاصي الدماء تجار العار والعهر وحثالة المرتشين الذين ان يرجعونا الى سنوات الظلم والقهر فقد مررنا فى عهد المقبور بمثله الم تقف فى طوابير الجوازات والجمعيه وفى صالات انتظار المرضى بالمستشفيات التى لم يكن بها “كنوله” لحقن وريدي ام لم تسافر باحد من عائلتك الى تونس للعلاج اولم تسرق سيارتك فى التسعينات ام لم تجعل لابوابك الخشبيه وشبابيك اطار حديد للحمايه وانت تسكن الدور الرابع تفاديا للسرقه ، كل ما ذكرت كان موجودا الا انه ازداد تفاقما للاسباب التاليه :
    1- الازلام وانصار المقبور وقذاف الهم ويمكنكم الرجوع الى تصريحاتهم فى اليوتيوب او مشاهده قنواتهم
    2- السياسيين المتامرين الدجالين بالمؤتمر والبرلمان وامراء الحرب المعتوهين “شرقا وغربا”
    3- تجار العار مصاصي الدماء وتجار العهر والبشر والجريمه
    4- انتشار السلاح فى ايادي الجهال المارقين الفارغي الرؤوس التى لم يملاها المقبور الا بكل شر
    5- انسحاب الثوار الحقيقيين من المشهد وبقاء المليشيات التى هى جزء من المشكله وجزء من الحل
    6- استغلال الظروف من بعض المكونات الاجتماعيه لتصنع لها كيانا منفصلا عن الجسم الواحد لليبيا “الامازيغ والتبو والطوارق” ونسو بان ليبيا لاتقبل القسمه الا على واحد وانها تقراء من الاتجاهين .
    7- استغلال الدين ومحاولة توظيفه واقحامه فى انفاق السياسه لاغراض السيطره على العباد واقتيادهم الى ناحية افكار تخدم ايدلوجيات ومذاهب معينه ” الاخوان ، والوهابيه”
    لكل ما ذكرت فان الحاله الراهنه هى صنيعة ما اوردت اعلاه وان الوسائط الاجتماعيه وانتشار وسائل الاتصالات ساعد فى تشويش الصوره واحيانا فى زيفها خدمة لاهداف خفيه لتدمير الثورة المجيده وحرمان الشعب من الحريه ولارجاعهم الى عصور الظلم والاستبداد.

  • محمد علي المبروك

    احيي السيدين المعلقين لقد أبهرتما مقالي بأضواء من الكلمات والعبارات المدللة على حكمة وثقافة عقول اصحابها فتقديري لكما ايها الكريمان ، شيئا لابد ان يعلم بأن لا اساس عندي ولا أهمية الا لابناء وطني من الشعب الليبي ولليبيا الوطن ، واي عهد من العهود يتعرض للشعب الليبي ولليبيا بالسوء هو عهد لابد من رشقه بضربات معنوية ولايتحمل مسؤولية معاناة شعب الا العهد القائم عليه الآن لان من أسس هذا العهد هو من يحكم وهو صاحب الامر والنهي فيه ، ولاقداسة عندي للعهود إنما القداسة للوطن وشعب هذا الوطن وقبلهما الله وديننا ،وقدروا معاناة الشعب الليبي فان المعاناة والله شديدة شديدة تكاد يبكي منها الصخر فأنا أعيش في داخل ليبيا واعايش هذه المعاناة والشدائد ، الذي يتحمل مسؤولية مايحدث هو عهد فبراير بذاته فعهد القذافي انتهى ولاتاثير له على الوضع الليبي لو كان هناك تاثير من حكام عهد فبراير ولكن لاتأثير لمن تعود الخمول ، تقديري وحبي للجميع

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً