المَرأة الليبيـَـة…والصِيَاغة الدِستُورية

المَرأة الليبيـَـة…والصِيَاغة الدِستُورية

ما اكثر سقطات لجنة أعداد الدستور فى مسودة (صياغتها!) ألتى عرضتها على (مجلس النواب؟)  وما أكثر ضحاياها (عشرات الآلاف من الليبيين) ماتوا جراء الصراعات، بسبب تأخر أنجازها الصياغة… اللجنة التى ترأس وأدار جلساتُها قبل تشظيها، وركب حنطورها وتحنطر، وبفشله، ها هو يُقـَّرِبُنا من تشظى كل ليبيـا على 16، الخبير الدستورى المُحنك، البروفيسور الجامعى السوبر أمريكى (من أصل ليبى) الذى لا يُشق له غُبار، الدكــتـــــور! الترهونى، قدس ألله سِرَّهُ.

لم أعرف الرجل، بل لم يعرفه أو يَعرِفَ عنه، جُل الشعب الليبى، الذى أسقطت محكمته بالبيضاء رئاسته الأمريكية، ولا عرفوا كثيراً عنه الذين عَمَّدوه امريكياً، وصار أكثر أمركةٌ منهم، إلا من خلال مجلس (جوقة) ليفى العبجليلية الأنتقالية (الكارثة) الجوقة التى لا زلنا وسنبقى نَرفـُل (نموت فى سِبَّاها) الى آخر واحدٌ فينا (لاسمح ألله) والتى قد يضيع معها الوطن، الى آخر متر من آراضينا، وتُمَسَ كرامة آخر حُرة تستنجد بينا (فيا شماتة أبلات كل العالم فينا).

وبمناسبة حذيثى هذا، عن الحق الأصيل، لأعطاء الجنسية الليبية لكل بنات وأبناء الليبيات االمتزوجات من غير ليبيين، وحتى لا تكون شهادتى/رؤيتى مجروحة، نؤكد أن ليس لى من جهتى، ولا من جهة أم أبنائى وعبر تاريخ الأسرتين، قريبة متزوجة من غير ليبى مُطلقاً… لذا فأن رأيى هنا، هو خالصٌ لوجه ألله، وفقط، لمُساندة حق المرأة الليبية والعربية عموماً، والأهم، من أجل مستقبل الوطن الليبى، ومُجتمعُنا المُهدَّد بقلة عُدَدُنا، فى وطنٌ لن يتركوه لنا، على حارتين وفرد، وتذكرونى أخواتى أخوتى.

يا سادتى، أعضاء المُجتمع الليبى الذكورى بأمتياز، الغريب بتَمَيُزّ!، عندما نسمع منكم وأنتم تزفون الينا، عهد ربيع حرية التعبير، الحرية التى هى حتى الآن (وفقط) من خارج ليبيـا، وكل من يصحى منكُمُ مُبكراً، يبدأ أذان خُطَبته إلينا “بأن المرأة نصف المُجتمع”>فهى الأم، والزوجة، والأبنة والأخت وا وا وا… الى آخر المعزوفة السَجِّيَة نُطقاً، الكاذبة تطبيقاً…  الى درجة العُهر الذكورى الليبى، بل العربى عموماً… لما، لا تفعلوا ما تقولون؟! وبئس ذلك عند ألله.

وفى ذات الوقت، نتهمُ الغرب بأضطهاده المرأة، كألغاء أسم اُسرَتُها، فور زواجُها، لتحمل لقب أسرة زوجها؟!، بينما نحن، سُكان أرض العرب عُموماً، بغض النظر عن العرقية، وبالأخص فرع ليبيـا، فبصياغة دستورنا، لغينا المرأة بالكامل وليس لقب اُسرَتُها، عدا كونها فالغالب مَتاعٌ لنا بغُرَفُنا وكُمرضعة لأبناؤنا مضمونى الجنسية، وبمطابِخُنا قيد المحاشى… أما متى أختلت الليبية (عربية كانت أن أمازيغية) شرعاً بغيرُنا، ولو كان حامل جائزة نوبل فى أنقاذ البشرية،    فليس لنَسلَها منه حقوقٌ عندنا، وبالمُجمل ليس لها إلا (بطـَّانية) وعُلبة ماكياج وأحياناً بارفان، لتتزين وتتعطر لنا (حصراً) لزوم (فقط) الأنجاب؟؟؟!!!، وتحمد المحظوضة ألله أن سلمت من العصا.

نعم نفس الغرب، الذى يتساوى ذكوره وأناثه فى كل شىء، هو نفسه، الذى نُكفِّرَهُ، ونؤسلِم ديمقراطيته، نُكفـِّرُه ونؤمن بتكنولجيَتُه، أبتداءاً من مايكرُفون المَسجد الجامع، الذى يُستعمله آئمَتُنا فى تكّفير ذات الغرب، الذى هو أقرب منَّا لله فيما يَخُصُّ إعطاء البشر حقوقهم، وعلى رأسَهُم المرأة، بأعتبارها فعلياً تُمَثـِّل نصف المجتمع، وكما قال فينا العرب، محمد عبدة أيام بعثتُه، لفرنسا “وجدتُ أخلاقهم كَدينُنَا، ودينُنَا كأخلاقـَهُم؟!” هذا وقتها لا داعش ولا أخواتها، كيف الآن؟!.

وهو ذات الغرب الكافر، الذى عندما يجورون علينا حُكامُنا فى ربوع العروبة والأسلام، نَفِرَّ الي دُوَلَهُ زُرافاةٌ ووِحدانا، نازعين سراويلنا وفرامِلُنا (صِدرياتُنا) مُقتنين سراويله  وجيلياتُهُ، تماماً، مثلما فعل جُل شيوخ الأسلام المتطرف منهم والوسطى، الذين اُضيموا وقـُمعت أصواتهم، فى منابر بلاد الأسلام بلا مُسلمين، ولم يجدوا إلا بريطانيا، زعيمة الغرب الكافر وأن كان شبه إسلامىٌ فى سلوكه، التى حمتهم من الظُلم والأضطهاد(حِدَّاية، بتحدِّف كتاكيت؟؟؟!!!).

فأمَّنَت لهم الحياة الكريمة، مثل المأكل الحلال (فيش آند شِبس) والمخدع ليستمر تناسُلَهُم، وأمكنة للقائاتُهُم السرية (ولو كان مُتصَنَّتاً عليها) لزوم التخطيط لعمليات تحريرُنا، حتى أتانا ربيع الناتو يختالُ ضاحكاً فأنضحك علينا (وآدينا أعدين)… عاشوا فى كنف الكُفار فى أجواء الحرية والديمقراطية، بداية بهايد بارك كورنر، وصولاً لكل وسيلة أعلامية ليتواصلوا معنا من هُناك (غسل أدمغة عن بُعد) حتى أصبحنا وأصبح المُلك لأهل الربيع (أكرموهم، وآذونا) فها هم، يعيشون ونموت… معليش، غير أعطوا المرأة حقوقها.

والدليل/تذكُرَنا لصور فضيلة مُفتينا حفظه ألله، فى آخر لجوء لندنى له (حتى الآن) إذ جنح لها بعد معركة فرض قانون العزل السياسى أسلامياً، لجوء من باب أن الضرورات تُبيحُ المحضورات، فشلح شيخُنا الزى/الكاط الليبى (من أصل نيجيرى) مُبقياً منه على الشُنَّة، ولبس السروال الكافر وجيلى الصوف الأنجليزى (الأصلى، الرمادى) على قميص مُخطط إيطالى، أى تشكيلة زى ناتوي.

ومارس شَيْخُنا رياضة العدو السريع، مع رفع رأسه عالياً فى توئدة، ومَشى واثقاً، كما لم يفعل بأى مكان ولو فى غريان، يصحب مد خطواته الطويلة بطوله حبورٌ وراحة بال وطُمَأنينةٌ، لا يلتفتُ يمنةً ولا يُسرَى، حيث الخضرة والماء والأمن والأمان، وحرية السير والتعبير بدون حراسة، ولا تثريب عليه فى ذلك… فنحن مؤمنون بأن الأنجليز هم المَثلُ لنا والبشرية، فى الحُرية وفى مساواة المرأة عندنا بالذكر الليبى، ذلك فوق أن التاريخ، سَجَّل أنهم أصحاب فضل الربيع، على شيوخنا وعلينا فى آن.

ما ذكرت آنفاً، ليس تهكـُّماً (معاذ ألله) وعلى الأطلاق، إذ يبقى الشيخ إمام ثورتنا، بل ذلك مُجرَّد وصفٌ دقيقٌ لما شاهده الجميع، وجاء الوصف فقط، لأخذه كمِثال فى توجُهاتُنا،  وتذكيراً لشيوخنا بما لمسوه من أنسانية الأنجليز، الذين لجأو إليهم، فى تساوى حقوق المرأة بالرجُل، حيث ان الشعوب على دين شيوخها، وحيث هُم أول الناس مماً يجب أن يقتدوا بمعنى البيت الشِعرىُ الخالد “لا تنهى عن خُلقٌ وتأتى مِثلهُ، عارٌ عليك أذا فعلت عظيم” من قصيدة أبى الأسود الدؤلى.

وبأعتبارُنا وشيوخنا فى مُقدمتُنا، ذكورٌ ليبيين مؤمنين بحرية أرادة الأنجليز، خاصة بمساواتهم فى حقوق المرأة بالرجل، ذلك من جهة، ومن جهة اُخرى، فنحن ونفس الشيوخ  مُسلمين، مؤمنين بما أنزل ألله الذى كَرَّم المرأة… ولكن زيادة فى ذلك الأيمان، وعلى الأقل، فأننا ذكور/فحول ليبيا، وأولنا أعضاء لجنة صياخة (الدستور؟!) يجب أن متى لم نكتشف ذلك فى قُرأنُنا؟!، فلنأخُذ عبرة من الأنجليز، الذين آمنا بديمُقراطيتُهُم، وأتخذناهم ولى الأمن والأمان على أرواحُنا.

وعليه، يا سادتى، لا نُطالب هُنا، بأعطاء المرأة الليبية حقوقٌ أكثر مما يُعطيه لها الغرب الكافر، تحدياً فيه… لكن وعلى الأقل، حسبُها أن نُعترف لها بمُساواتها بنا حقوقياً، فى منح أبناؤها الجنسية، التى نمنحُها لأبناؤنا (ذكور ليبيا) من أى أنثى،  نتناسل معها بأى بيت أو حتى خرابة، المساواة التى ننطقها شفاهتاً، ولا نُصيغها دستوراً، عجبى؟!.

من أهم ما يجعل الليبية تشعر بمساواتها، هو أن نعترف بمولودها، من زوجٌ يقول مِثلنا، لا إله إلا ألله، أختاراته ليكون شريكاً لحياتها، فكونت أسرة، وسترت عرضها وعرضنا البالى، الذى لطخناه، برفضنا وذبحنا لبعضنا وتفريطنا فى شرفُنا، حتى كِدنا أن نحول ذلك الشرف الى خرقة، لا نرى من خلالها إلا رفض تبنى أبناء أخواتنا الليبيات؟؟؟!!!، عليك جهلٌ مُطبق، لا نفقه معه ألف باء السياسة، ولا حتى قداسة مشيئة ألله.

نعم، نحن الذكور الليبيون (؟!) العاقـُّون فى حق أخواتُنا الليبيات، بمجرد التفكير فى حِرمان أبناء الليبية من منح من يريد منهم الجنسية الليبية (على فكرة) ليس كل إبن أخت لنا  راغبٌ فيها، كما تُضنون، فهى أصلاً بما أرتكبناه من جرائم فى حق بعضُنا، فى زمنُنا النحس هذا، سلبنا جنسيتُنا عِفَتُها، وقيمَتُها وهَيبَتُها وكرامتها ولتَّخناها بكل عار، وجعلناها اضحوكة العالم، وتركناها مرمية مُغتصبة مشوهة على أرصفة الدُنيا.

لذلك وبذلك سادتى تريس (رجال) ليبيـا، أصبحنا وبما فعلناه فى أمَّنا ليبيـا، لا نستحق معه حتى جنسية الأنسانية أصلاً، فضلاً عن الليبية، فدعونا نجلس على كراسى عقولنا، ونتراجع عن غِّينا قليلاً، لننقـُذ ما يمكن أنقاذه، ونُرجِع لوطنيتُنا، بعضٌ مما سلبتها إياه تصرفاتُنا الأجرامية الرعناء وأقله، أحتكار منح الجنسية لأبناء الليبى، وحرمان أبناء  الليبية… (الكلام الأهم) يتبع فى المقال القادم إن شاء الله.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً