مهازل رمضانية‎

مهازل رمضانية‎

مهازل رمضانية

ما يجمع الأسرة الليبية في رمضان عند مائدة الإفطار هي شاشة التلفاز ومات عرضه من خلاله قنواتنا المحلية من برامج متنوعة من شانها أن تروح عن النفس وتبعت البهجة وترسم روح الفرح على محية المشاهد، ولكن للأسف ما شاهدناه كان عكس ما توقعناه فلم ترتقي هذه البرامج الي ما يمكن أن توصف به ما ذكرناه.. بل كانت عبارة عن مشاهد بهلوانية تستخف بالمتلقي والمتسابق على السوا كانت معدا مسبقاً للمتسابقين من قبل معدي هذه البرامج ومقدميها مستغلين الظروف التي تمر بها العباد فى هذه البلاد الطبية ومستغلين ظروفهم المادية وحاجتهم للفوز بتلك الجوائز والتي لا تكاد تتجاوز مرتب من مرتبات موظفي الدولة.

جوائز في الغالب عبارة عن صناديق من العصائر والحليب والطماطم المعلب وزيت الطهي وأكياس السكر والدقيق وبعض الجوائز المادية، وكأنهم مدركين معاناة المواطن الليبي البسيط وحاجته لهذا النوع من الجوائز لأنها تعني له قوت يومي له ولأسرته.

لقد استغلت هذه البرامج والقائمين عليها حاجة الناس لهذه الجوائز وحولهم لمواد مضحكة للجمهور المشاهد لكنها في واقعها مبكية، لما يفرط فيه المتسابقين من رقص وتصفيق وزغاريت لا لشيء إلا للحصول على كوبون عشاء او سحور او صناديق من العصائر والحليب وكأنه نال جائزة كبرى تتمثل في سيارة أو شقة وهي جوائز تعطى في الدول العربية الشقيقة كتونس ومصر.

لقد كشفت لنا هذه البرامج واقعاً مرا لا يصدق على المواطن الليبي، فمن العيب أن ترا راجل يرقص ويتباها برقصه أمام العيان فالتركيبة الاجتماعية لها مكانتها وتقديرها ((الحشمة))، حيث من المعيب أن يرقص الرجال او تزغرت النساء في ليبيا امام جمع من الحضور وعلى شاشة التلفزيون إلا إذا كانت بين نسوة من اقرانها. لقد تجاوزنا كل الاعراف والعادات والتقاليد في هذا النوع من البرامج الهزلية ولم نعد نعطي للجمعة العائلية على مائدة الإفطار أي قدر، فأصبح كل من هب ودب ويتقن الاستعباط والهبل يظهر على شاشة التلفزيون ليشاركنا أهم لحظات يوماً في رمضان وهي مائدة الإفطار التي تعتبر ((كونغراس العائلة الليبية)) ولكن للأسف سرعان ما تنفرنا وتبعدنا قنواتنا الليبية بما تقدمه من مضمون هابط فلا يجد إلا القنوات الفضائية العربية ليمضي معها أجمل أوقات افطاره.

فلم تعد البرامج و المسلسلات المحلية تجمع الاسرة الليبية كما كان بل اصبحت المسلسلات و البرامج العربية هى من تشارك هذه اللمة الاسرية ، فلم تعد هذه المضامين الدرامية و الكوميديا تحاكي واقعنا او حتي تقدمه بإسقاطات قريبة من مجتمعنا وتتناول عادات وتقاليدا، هذه البرامج التي أصبحت ترضخ المتسابق لشروطهم وعلى المتسابق القبول بها للحصول على الجوائز السالفة الذكر، برامج تجبر الموطن البسيط أن يرقص و يغني ويقوم بحركات بهلوانية وكأنه في استعراض للسيرك ليظفر بالحليب والسكر والعصير والدقيق، هذهِ الحاجيات التي كانت تملأ بيت الموطن الليبي ويتبادلها مع جيرانه ، أصبح الان هذا الموطن يستصغر من نفسه ويقلل من شأنه بطلب من مقدامي البرامج ليتحصل على ما يتسابق من اجله .

أهكذا أصبحنا رجالا ترقص ونساء تتعالى زغاريدها امام الملأ من الحضور الجماهيري والمشاهدين خلف الشاشات ضاربين بكل المبادئ التي تربينا عليها عرض الحائط.

ارحم عزيزي قوماً ذل أقولها لمقدامي ومعداي البرامج والقائمين عليها كفاكم ذلا وإذلالا للإنسان الليبي الكادح فالظروف اجبرته أن يكون مادة للفكاهة ونجاح برامجكم ويكون مادة تدعو للشفقة للمشاهد المتابع.

كل عام وأنتم بألف خير

فطر سعيد

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 3

  • عادل الغرياني

    بصراحه ماشاهدناه في رمضان كان فعلا مهازل لان التقديم كان سطحي والاعداد اسوا .. جوائز دقيق وحليب وعصير و سكر وزيت قمة الوقاحة

  • وليد عطية الفرجاني

    شنو تتوقع من ناس لاعندهم ثقافة ولا لابافة وزيد نقص وعي وثقافة من يلي يتفرجو كان هذا برامج زي هدا الواحد زايد يتفرج اعليها

  • نادية الفيتوري

    مش لدرجة هذا برامج الحق حلوة ومش هابطة والجوائز حلوة ياريت اتصلح من اكلامك

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً