قصة اختراع.. المكنسة الكهربائية

Hommer Vacuum Cleaner (1)
مكنسة كهربائية من “هومر”

وكالات

اعتادت ربات البيوت فيما مضى على استخدام المكانس اليدوية لتنظيف الغبار والأتربة من بيوتهن. وكان قاطنو العديد من المنازل في منتصف العهد الفيكتوري يزينون أرضيات الغرف الرئيسة بالسجاد التركي الذي كان، رغم حجمه ووزنه الكبيرين، يتم رفعه وتنظيف الغبار والأوساخ ووبر الحيوانات العالقة فيه من خلال ضربه بعصا مخصصة لتنظيف السجاد ونفض الغبار.

ومع بدايات 1811م، بدأت تظهر عدة آلات تنظيف ميكانيكية، ولكن معظمها لم يكن يعمل بشكل جيد، وكان يثير سحابة من الغبار بدل إزالته، إلى أن حلَّ عام 1876م حيث كان يعيش في ذلك الوقت زوجان في ولاية ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية ويملكان محلاً للأدوات الفخارية، هما ميلفيل بيسيل وزوجته آنا بيسيل. كانت آنا تقوم بالتنظيف اليومي للمحل محاولة إزالة نشارة الخشب التي تمتزج بوبر السجاد فيصبح فصله أمراً منهكاً ومستهلكاً للوقت. وعندما عرضت السيدة بيسيل هذه المشكلة على زوجها الذي كانت لديه ميول ميكانيكية قام بدوره بعمل تصميم وتصنيع مكنسة سجاد.

ورغم أنه كان يأمل فقط بحل مشكلة زوجته إلا أن تصميمه كان عبقرياً بمقاييس زمانه، ولم يكن مجرد حل عابر لمشكلة بسيطة. التصميم عبارة عن مكنسة لها أكثر من فرشاة دائرية تلتقط الغبار والأوساخ وتودعها في علبة المكنسة، وتعتمد في عملها على دوران العجلات لقيادة آلية الكنس، وتعمل على سطح السجاد وعلى الأرضيات غير المستوية، كما كانت أخف وزناً ولا تثير سحابة من الغبار مثل الآلات التي سبق تصنيعها. هذا الأمر عَجَّل من انتشار اختراعه، حيث بدأ جيرانه يتساءلون عن إمكانية شراء آلة مشابهة؛ مما دفع ميلفيل للتفكير بتصنيع المزيد وتسويق اختراعه، وهو ما أدى به لتحويل منزله إلى مصنع قائم بذاته. وكان يحصل على الفرش المستخدمة في الآلة من صنع امرأة كانت تعيش بالجوار، ويكمل تجميع الآلة في منزله ثم يقوم هو وزوجته بتسويق المنتج وتوزيعه في أنحاء الحي.

مُنِحَ ميلفيل بيسيل براءة اختراع في عام 1876م باسم «مكنسة بيسيل للسجاد». وفي عام 1883م، أنشأ أول مصنع لتصنيع وإنتاج الآلة في جراند رايبدس في ميشيغان وراح يديره بمساعدة زوجته فحققا نجاحاً باهراً حيث وصل الإنتاج حتى 1000 آلة يومياً في عام 1890م. ورغم تأثر معظم الشركات وتراجع مبيعاتها في فترة الركود الاقتصادي إلا أن شركة بيسيل استطاعت أن تحافظ على مستوى مبيعاتها. كما لم تتراجع الشركة رغم الموت المفاجئ لميلفيل بيسيل في 1889م، فقد صَمَّمَت زوجته آنا بيسيل على متابعة إدارة الشركة بنفسها وأصبحت أول امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية تتولى منصب رئيس مجلس إدارة شركة أمريكية حتى وفاتها في عام 1934م.

كانت آنا مديرة ذكية ومبدعة، حيث بدأت الشركة تتبنى أساليب جديدة ومبتكرة في تطوير الإنتاج وتوسيع أعمالها لتشمل كل قارات العالم، كما تطورت الشركة تحت إدارتها وانتقلت من تصنيع مكانس ميكانيكية فقط إلى إنتاج المكنسة الكهربائية وآلة غسل السجاد. وفي عام 2004م، اشترت شركة بيسيل شركة وولايت بمبلغ 62 مليون دولار وتوسعت أعمالها لتشمل صناعة معدات الحيوانات الأليفة والمرفقات والحلول المصممة لتنظيف شعر الحيوانات وبقع المفروشات والسجاد.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً