النفاق الفرنسي

النفاق الفرنسي

article1-1_30-7-2016

مرة أخرى يعود الإرهاب وكما هو متوقع له ليضرب في قلب أوربا النابض فرنسا وفي مناسبة مهمة يحتفل بها الفرنسيون والسياح الأجانب وفي نيس المدينة الجميلة على البحر المتوسط باستخدام شاحنة تحمل برادا يقودها إرهابي عربي من تونس، ويقتل العشرات ويصيب أضعافهم، ثم يقتل كالعادة بعد مواجهة مع الشرطة.

طيلة العام الماضي والعام الجاري تشهد فرنسا عمليات إرهابية منظمة تتراوح بين التفجير والاقتحام لمراكز تجارية وثقافية واحتجاز رهائن ومهاجمة سياح ومؤسسات صحفية، ويكون المنفذون من العرب وبالتحديد من تونس التي تصدر عشرات الإرهابيين الى مختلف بقاع العالم كل عام. ليبيا مبتلاة بآفة الإرهاب التونسي وكذلك سوريا.  لقد أعلنت باريس أنها ستستمر في التواصل مع كل الدول لمواجهة الإرهاب، والحصول على المعلومات المتعلقة بالمجموعات المسلحة التي تهدد المصالح الغربية.

الغريب إن الدول الغربية تفصل بين مصالحها الحيوية على المستوى الأمني وتلك المصالح المتعلقة بالحصول على المزيد من الأموال، فهي تعمل جاهدة على مواجهة العنف لكنها تشكو من ضعف التنسيق وتعلم جيدا إن مستودعات العنف والتفكير المتطرف تتوافر في دول حليفة لها لكنها توفر ضمانات مالية لأوروبا وأمريكا من خلال شراء الأسلحة والمعدات الثقيلة وفتح الأسواق التي تغري السياسيين في الغرب فيتجاهلون مصير شعوبهم برغم يقينهم من وجود دول بعينها تصدر الاٍرهاب. لقد باعت فرنسا خلال السنتين الماضيتين أسلحة بالمليارات من الدولارات الى دول تعمل على تقويض نظم في المنطقة وتوجه تلك الأسلحة الى منظمات كداعش والقاعدة التي تقتل الناس العاديين وتدمر المدن وتحدث الفوضى، وهناك دول تشن حروبا شعواء على دول ضعيفة وهي تستخدم أسلحة أمريكية وفرنسية وبريطانية حيث تطالب الأمم المتحدة بتوضيحات من تلك الدول على قتل أطفال كثر في حروبها التي تستعمل فيها الأسلحة الفرنسية الفتاكة.

الإرهاب والعنف الذي ضرب وسيضرب فرنسا يتطلب منها مغادرة دائرة النفاق السياسي الذي جعلها ضحية للإرهاب حالها في ذلك حال العراق وسوريا وسواها من دول عانت من منظمات إرهابية مدعومة من دول حليفة لفرنسا. فهل ستفعل باريس ما يجنبها المزيد من الضحايا وهي ترى مواطنيها جثثا متناثرة في الطرقات؟ أشك في ذلك.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً