واشنطن بوست: تنظيم الدولة في ليبيا يُشارف على نهايته

isis

وكالات

قالت جريدة «واشنطن بوست» إن حلم «تنظيم الدولة» في ليبيا «قارب نهايته» مع تقدم قوات «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق الوطني واستعادتها السيطرة على عدة مواقع داخل المدينة.

وكان التنظيم يعد مدينة سرت لتكون «عاصمته البديلة» ينتقل إليها في حال سقطت عاصمته في سورية، ورغم اعتماده على إثارة الرعب والخوف بين سكان المناطق الواقعة تحت سيطرت في العراق وسورية، تطلع في ليبيا إلى بناء حكومة ونظام حكم فعال يقدم الخدمات العامة، إلى جانب نظام قضاء ذي مصداقية.

ورصدت الجريدة الأميركية، في تقرير نشرته الثلاثاء، شهادات بعض سكان مدينة سرت الذين وصفوا كيف كانت الحياة تحت رايات التنظيم، وتطلعاته في ليبيا وشمال أفريقيا، التي مازالت موجودة رغم التطورات الأخيرة، ورؤيته لإدارة الدولة عن طريق تطبيق تفسير مشدد للأحكام الإسلامية واتباع سياسة العصا والجزرة للسيطرة على السكان.

ووفق تقرير الجريدة الأميركية، احتاج التنظيم إلى مساعدة أهالي سرت ليستطيع بناء عاصمته، لكنه كان يختار بدقة العناصر التي تنتمي إلى صفوفه، وعمل على استقطاب أصحاب المهارات المختلفة.

وبدلاً عن إعدام رجال الشرطة والنظام علنًا، كما فعل في سورية والعراق، دعا التنظيم الأهالي وموظفي النظام إلى إعلان التوبة بالمسجد.

وشجع التنظيم المقاتلين الأجانب، خاصة السيدات، والأطباء والمهندسين من الدول الأخرى على التوجه إلى ليبيا سرت لإدارة المدينة. وتدفق المقاتلون من سورية والسعودية ودول أفريقيا إلى ليبيا للانضمام إلى صفوف التنظيم.

ولم يجبر «تنظيم الدولة» السيدات والفتيات في سرت على الزواج من مقاتليه، ولم يستخدمهن كما فعل في دول أخرى، وذلك لجذب الأهالي للانضمام إليه واتباع أفكاره. وعمل على مساعدة الفقراء والأطفال، وسمح للمواطنين بالتنقل بحرية إلى المدن الأخرى مثل مصراتة وغيرها.

وقال مصباح زرقا (23 عامًا): «لم يحدث سابقًا أن أجبر التنظيم الأهالي على تزويج فتياتهم للمقاتلين، وإذا فعل لكنا قاومنا ذلك».

وعمد «تنظيم الدولة» إلى تأكيد سيطرته على المدينة واستلامه زمام الإدارة، وظهر ذلك جليًّا في الأعلام السوداء فوق المباني والمستشفيات والمدارس، ولوحات الإعلانات، فضلاً عن سيطرته على إذاعة المدينة.

قالت «واشنطن بوست» إن مدينة سرت تحمل قيمة رمزية واستراتيجية خاصة بالنسبة لـ«تنظيم الدولة»، فهي المدينة التي شهدت نهاية معمر القذافي، وتقع في وسط منطقة الهلال النفطي، أهم المناطق النفطية في ليبيا ومركز احتياطي النفط والغاز الطبيعي.

وظهر التنظيم في ليبيا، مستغلاً الفوضى وانعدام الأمن والاستقرار والصراع بين الفصائل الليبية المختلفة لينجح في السيطرة على سرت والتواجد في مدن أخرى.

وأجبر التنظيم أهالي المدينة على اتباع تعاليم متشددة مثل إطلاق اللحى وارتداء ملابس معينة، وأجبر السيدات على ارتداء النقاب، وطبق التنظيم عقابًا صارمًا ضد كل مَن يخالف قوانينه تصل إلى قتل مدنيين بتهمة شرب الخمر أو بيع مخدرات.

وكان أحمد أبوزميتة أول مَن نفَّذ التنظيم بحقه حكم الإعدام علانية بتهمة التجسس لصالح ما يعرف باسم تحالف «فجر ليبيا».

وقال أبو عامود الذي شهد تنفيذ الحكم: «إن التنظيم قتله بالرصاص في رأسه، ثم تركوا جثته معلقة على المنصة لمدة ثلاثة أيام لتكون عبرة لغيره من السكان».

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً