اللقاءات الليبية.. بالبلاد التونسية

اللقاءات الليبية.. بالبلاد التونسية

article1-1_10-9-2016

شأن كل الليبيين المُتعلقين بقشة النجاة من ورطة الربيع، تابعتُ خلال السنوات الماضية، لقاءات عديدة، وحوارات أخطرها الذى بعد مخاضٌ لفته ولا زالت الشُبُهات، أنجب لنا أتفاق الصُخيرات المُشوه، والملىء بالمثالب والألغام، حيث عرف أصحاب الربيع أن نتيجته، هى ما يلف بنا ويلفنا هذه الأيام بحياة الويل والثبور، ويزداد فيضان المقابر بالقبور، ويتحول الوفاق الى شقاق، حتى أقتَربَ تقسيم البلاد من حبل الوريد… ودنى الأمل من دائرة العدم… ومن سخريات القدر، فالأمريكان سموا وحدهم رئاسة الوفاق، عن طريق مندوبهم السرى/العلنى، الذى كان ولا زال المحرك الغير مباشر، لكل ما نراه من آلاعيب على مسرح عرائسنا، مؤداها تعميق أسافين أنشطار ليبيـا، الى شطائر أقلها أثنان، وقد يصلوا الى أربعة شطائر، وحبذا خمسة… وقد يفلحوا… ولِمَا لا… طالما حُذاق مشهدُنا السياسى (الليبيين العِرَّة) فلحـوا وآيمـا فـلاح، فى دَقَّ أسافين أهل الربيع، فى كل ركن من أركان جسد الوطن، فأثخنوه، ليتمكنوا من بيعه لهم ذبيحة (والتقطيع على حسابنا) إذ أهم شروط صفقة أهل الربيع، مع أنذال الوطن منـَّا، تسليمهم له مُقطعاً إرَبا.

وخلال الخمسية العُجاف الأولى، من عمر الشرق الأسود الجديد (فرع ليبيـا) نأيت بنفسى عن حضور أى لقاءات وملتقيات ليبية (بأيادى ورعاية ناتوية) وأعتذرت عن كل الدعوات التى تلقيتها، مكتفياً بتمنياتى لهم بالتوفيق، الذى للأسف لم يحصل… ولكن بقرائتى لبيان ما أسموه (ملتقى تأسيس الحراك الوطنى من أجل ليبيـا) وجدت فيه، ما يتمشى مع ما نؤمن وما نتشبث به فى صحوتى ومنامى، آلا وهو”ليبيـا للكل وبالكل/ولا ليبيـا بدون ذلك” فقبلت خوض التجربة، وألتحقت بالأجتماع (التأسيسى) بتونس، وأقول تأسيسى (فقط)  لأننى لا أقبل المُشاركة فى أى أجتماع أو حوار ليبى، لا يكون داخل الوطن، وهكذا صار، فكنت من الأوائل الذين أقترحوا أن يكون الأجتماع الأول أنشاء ألله قريباً بسبها، هناك سيتم الأعلان على مبادىء وأهداف الحراك، وهناك ستولد أولى قرارته، ومن هناك، سيبدا الليبيين يتحذثون الى بعضهم داخل وطنهم، بل وبعد الأجتماع الأول بسبها الشامخة، ستخبوا جدوة اللقاءات خارج الوطن، ولو كانت ببيوت الأشقاء العرب، تلك التى يسهر عليها ويُرتبُها ويرعاها، ذئاب الغرب وثعالِبُنا.

يبقى أمرٌ هام، لابد من الأشارة أليه، وهو جزئية، من رعى اللقاء التأسيسى للحراك؟، وحتى لا نغطى عين الشمس بالغُربال، رعى اللقاء، مجمع ليبى للدراسات المتطورة، مقره تونس، يرعاه ليبى، ورُغم أننى وبصدق شديد، عندما قررت المُشاركة وحتى هبوطى بمطار تونس قرطاج، كنت أعتمد وحصرياً، على الثقة فيمن رَشَّح أسمى وحسب… كل ما طلبته منه نسخة عن بيان التأسيس، وفقط هناك، عرفت بمن يرعى اللقاء… وبالخصوص، أقول، لا غضاضة فى ذلك، المُهم أن يكون ليبيـاً ليبيـاً، حضوراً ورعاية، وليس أجنبياً (فرداً كان أو حكومتاً) … السادسة مساءاً، دلفت لقاعة أجتماع التعارف، قبل دخولى غرفتى  بالفندق، وكان معى (التقينا بالمطار) مُشاركان، آحدهما من براك الشاطىء، والآخر من القطرون (اللواتى غالباً منسيين، من أمم المتحدين) وبتفحصى لوجوه الحاضرين بالقاعة، وسماعى للأسماء وهم يقدمون أنفسهم، وأسماء المُدن والقرى التى يمثلونها (وجدت أن ليبيـا كلها هناك) أغلبهم تشكلوا من قيادات القبائل وشيوخـها، وكذا من هم وجوه معروفة، من المدن الكبيرة كطرابلس وبنغازى، مماً هم بلا مرجعية قبلية، ومنهم من الفبرايوريون والسبتمبريون، الجميع يحضن الجميع، ولا حذيث إلا على تضميد جراح ليبيـا ولم شملها، لا أجزم، ولكن يبدو أنه اللقاء الأول، الذى جمع كل فُرقاء العهدين بالوطن، وهذا هو ما نحتاجه الآن.

فأذا نجح هذا الحراك، الى ما يصبو اليه من أهداف، على رأسها المساهمة فى ألتصالُح وخلق أدوات بث الأمن والأمان بكل ربوع ليبيـا دون أستثناء (بناء الجيش والشرطة) ومن ثم بناء الدولة، أما من تلتخت آياديه بدماء الليبيين، أو مَسَّ بشرف حرائرنا أو نهب المال العام، فتترك محاسبتة للقضاء… من نافلة القول، أن مؤسسى الحراك، لا يعنون ألغاء جهود سواهم، وليتنافس المتنافسون فى حب وخدمة الوطن… أهم ما بعث الأرتياح بنفسى، أن أغلبية المُشاركين، أجمعوا أصراراً، أن لا أجتماعات تُناقش فيها هموم الوطن، تُعقد خارج ليبيـا… حتى أن البعض حاول منع ذكر أننا أجتمعنا بتونس، قائلاً “مالفرق إذاً بيننا وبين من يسوقهم كوبلر (بجريدة خضرا) هُنا وهُناك” هدأت من روعه، قائلاً “أولائك، يتخذون قرارات تُرضى كوبلر، وأن أغضَبَت شعبُنا” أما هذا فلقاء تأسيسى، لحراك شعبوى، لن يجتمع ولن يناقش شؤننا إلا بليبيا… نعم فليكن أكثر من حراك، طالما أتفقنا، أن ليبيـا للكل وبالكل، وأى شىء دون ذلك، هو مجرد ضحك على الذقون، مكرراً، أن لا مُبرر أن تعقد أجتماعات الليبيين، إلا عبر رعاية كوبلر أو سواه، فليكن ما ننتُجه فى سبيل لم الشمل وبناء الوطن، صناعة ليبية (مية فالمية) وفقط على أرض ليبية، هدانا ألله الى اللقاء على كلمة سواء، أللهم آمين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً