لم يسقط بالقاضية بعد

لم يسقط بالقاضية بعد

article1-1_25-9-2016

لازال الملاكم عفواً (الموطن الليبي البسيط) يواصل استبساله وإصراره على الوقوف في وجه الظروف القاهرة بالرغم ما يقاسيه من مرارات الحياة وضنك المعيشة، فلا تمر عليه صدمة حتى تفاجئه الثانية فمن أزمة السيولة وغلاء الاسعار مروراً بأزمة البنزين ونقص اسطوانات الغاز، ليجد نفسه في أزمة قديمة جديدة وهي الكهرباء والتي تجاوز ساعات انقطاعها 12 ساعة في اليوم.

فبعد كل هذه المعاناة ادركت أن المواطن الليبي البسيط بإمكانه ان يصبح ملاكم محترف يتحدى ابطال العالم فالحكومات المتعاقبة و المتناحرة فيما بينها و الباحثة عن مصالحها و منافعها المادية صنعت من المواطن الليبي إنسان صبور يتحمل المشاق و الصعاب، ولا يعلم احد ما الذي يريدونه بالتحديد من افتعال كل هذه الازمات فحتى عيد الأضحى المبارك لم يستمتع به الليبيون كباقي البشر على اصقاع المعمورة فهناك من لم يتمكن من شراء اضحته لعدم قدرته على سحب المرتب الموجود اسميا والغائب ورقيا في بعض المصارف أو لسداد احتياجات أخرى كالإيجار مثلا .

وسنتناول معكم في نقاط كيف أصبح حال الموطن الليبي

– المواطن الليبي اصبح راضخا لأي مطلب يملأ عليه فطموحه لم يعد يتجوز سقف الحصول على المرتب والتمتع بالكهرباء والموارد الاخرى التي تسكن باطن ارضه كالغاز و البنزين بعد إعادة تكريره طبعاً.

– الموطن الليبي اصبح يتمتع بالجلد و الصبر فبما كانه الصبر على انقطاع الكهرباء لساعات طوال عكس الموطن في دول العالم التي يفتقد مواطنيه للصبر فكم أنت كبيرة يا حكومتنا فقد علمتني مالم نتعلمه في أرقى دول العالم.

– الموطن الليبي أصبح حلمه في الحياة يقف على العيش باقل الامكانيات مع توفرها طبعاً حيث يراهن بالقليل لينعم بقلة من الراحة و السعادة، لقد اصبح المواطن الليبي لا يتجاوز طموح أي مواطن في الصومال أو افريقيا الوسطى يرضى بأقل القليل كم أنت كبيرة يا حكومتنا علمتنا ان نعيش مع الاخرين وان نشاركهم أحزانهم قبل أفراحهم.

– اصبح المواطن الليبي يتمتع بتكفير وتدبير اعلى لأجندة يومه عكس مواطني العالم الذين تكون امورهم و تواقيتهم مرتبة مسبقاً، فالمواطن في بلادي الحبيبة عند استيقاظه من النوم فأنه يطرح امامه اكثر من خيار فأما ان يهرول مسرعاً للمصرف ويصطف في طوابير لا يعلم احد بدايته من نهايته ومتى يأذن له بأحد قوته المستحق، أو أن يتجه صوب محطات الوقود او المخابز… الخ، فكم أنت كبيرة يا حكومتنا فقد علمتني كيف يكون لتفكيرنا آفاق أرحب وأوسع.

– أصبح المواطن الليبي أقوى من أي مواطن في العالم فله القدرة الفائقة على تحمل أزمات الحياة المفتعلة والطبيعية فبإمكانه العيش بأقل متطلبات الحياة وهو يبتسم عكس أقرانه على وجه البسيطة، فلو وضع المواطن الليبي في حلبة ملاكمة مع اي ملاكم محترف فلن يسقط بسهولة فله من الجلد ما يجعله يتحمل اللكمات المتتالية والقوية فكيف لا وهو يتحمل أقوى من لكمات الملاكمة ((الأزمات)) فشكراً لحكومتنا التي جعلت منا أقوى من اقرانا من البشر.

وفي الختام اقول لكل من يوجه في لكماته القوية أن المواطن الليبي ليس بالملاكم السهل الذي يسقط من الجولات الأولى فمن شد اللكمات التي تعاقبت عليه ((نقص السيولة في المصارف، غلاء الأسعار، الكهرباء، الغاز، البنزين)) لازال يتماسك ولكن لا نعلم الي متى سيظل هذا الملاكم البطل يتماسك امام الملاكمين المحترفين ومن يقف خلفهم من حكام حلبة ومنظمين.

لك الله أيها المواطن الليبي البسيط

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً