هذا هو الحال

هذا هو الحال

article2-1_11-10-2016

من كان يصدق أن يحدث كل هذا في ليبيا.. عندما تذكر ليبيا فأنك تعني الجهل والتخلف وعندما تذكر النخبة السياسية فإنك تعني المفسدين واللصوص وعندما تذكر المعاملات التجارية فإنك تعني التهريب والرشوة والسوق السوداء وعندما تذكر القانون فإنك تعني التعصب القبلي والثأر هو المعيار وعندما تذكر الصناعة فإنك تعني الكحول وعندما تذكر السياحة فإنك تعني كوخا على شاطئ البحر وعندما تذكر الأمن فإنك تعني سلاحك معك وعد لبيتك مبكرا… هذا هو الحال والحال هو هذا .!

من كان يصدق أن تصير ليبيا أرض بلا شعب.. جرى ما جرى.. وحصل ما حصل..

شعب وجه صفعة قاسية لأنبل ما في الدنيا وأهم ركن من أركان الدولة ألا وهو العدل (السلطة القضائية).

ذهب المثقفون والساسة الليبيون بعيدا في فلسفة السياسة والقانون وخاضوا مع الخائضين وهم عن الصراط ناكبون وما بنوا غير طوب من تراب ومازالوا يلهثون – بأقصى سرعة – وراء السراب.!

شعب يرفض حكم القضاء ويرفض المصالحة ويضع شروطا وقيودا وكأنما الأمر غنيمة – لعمري إن الجاهلية قد عادت إلى ليبيا من جديد – تاه الليبيون أربعون سنة مع فكر مرذول ودكتاتور سفاح مذموم سلب إرادتهم يرغمهم ويفعلون ما يكرهون
شعب فقد الانتماء وقتلت فيه الوطنية ذهب يبحث في شعاب الأرض يشكي الاَمه ويصف داءه لعله يجد حلا أو طبيب…

تفرق الليبيون بين القارات والمنظمات والجامعات والجمعيات والمجالس والاتحادات… وما نالوا غير وصفات…

شعب لا ينام ليلا ولا يستيقظ نهارا أكثر من نصفه مسطول وأكثر من نصفه عاطل فقير ومعظمه جاهل مغلوب على أمره مسكين.!

ليبيا اليوم رحل عنها أهلها وتركوها فريسة للذئاب ينهشون اللحم والعظم والأخضر واليابس – ليث شعري وهل الحل إلا في الرحيل – نعم ارحل عن وطنك تجد ما يسرك.!

شعب يتذوق طعم الترياق يومياً بما عمل السفهاء فيه ويندب حظه العاتر لما ألت إليه الأحوال…

إن أبشع مشكلة وأسوء أزمة يعيشها الشعب الليبي اليوم هو أنه لا يعرف ما يريد والكابوس الذي يقلق الجميع ويقض المضاجع ويغيظ الكل هو الشعور بالاغتراب ونحن في ديارنا وكأنه لا وطن يأوينا ولا وال يحمينا.

وبعد أن رفع الغطاء شمتت فينا الأعداء… يا إلهي هل إلى خلاص من سبيل قد كنا قبل هذا صفرا على الشمال فأصبحنا الاٌن صفرين … من كان يصدق أن يصبح هذا هو الحال والحال هو هذا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً