ليبيا.. نصف الثورة المفقود

ليبيا.. نصف الثورة المفقود

new-article1_18-10-2016

(نكتب هذه المعاني ونحن متفائلون بغد مشرق على الجميع)

بالحق وللحق نقول: كيف كنا وكيف أصبحنا وإلى أين المسير ومن هو المسؤول؟

أهذه ليبيا التي لا نخونها ولا نخذلها أم هذه ليبيا التي نريد…؟ إن ليبيا كرقعة جغرافية لا يستطيع أحد أن يزيلها إلا خالقها..
أما الشعب الليبي ومكوناته ومؤتمره وبرلمانه وحكوماته المكررة (فوتوكوبيا) هو اليوم أقرب أن يكون كرماد تذرؤه الرياح
إن الراصد لحال الليبيين اليوم ومهما أوتي من قدرة على الفهم والتحليل وقراءة ما بين السطور لابد أن يقع في الغموض والإبهام واللبس والتناقض بل الحيرة والعجب؟ فما لا يجوز اليوم ربما يجوز غدا.. فتصريح ينفي تصريحا ومسؤول يؤكد وأخر يفند، وحقائق مستورة وفضائح وأكاذيب منشورة وفضائيات مأجورة (قنوات تبارك وتزغرد وأخرى تدين وتندد) وأموال مهدورة وفتاوى مبتورة من مفتي يناور ولا يشاور ودستور مؤود وقضاء معطل وامن مفقود ومستقبل يلفه الوجـوم..
وكل ذلك من أجل ليبيا التي لا نخونها ولا نخذلها.. كيف وصلنا إلي هذا؟

إن مصطلح نصف الثورة (القديم الجديد) قد غاب عن فهم الكثير وهو ما نحن فيه..

مرت الأيام وتعاقبت السنين وماهي بكثير (خمس سنوات) حتى جرت الرياح بما لا تشتهي سفينة وطني ليبيا وتغيرت الشخوص وتبدلت الأحوال وحامت الشكوك وكثرت الظنون واشتعلت حرب النوايا والنفوس والمصالح والنفوذ فاستصعب ما كان يسيرا واستعصى من كان مطيعا ويوشك أن يصبح الممكن مستحيلا!

انتهكت الحدود واستبيحت الحرمات وغاب العدل فضاعت الحقوق.. أتدرون لماذا وصلنا إلي هذا الحال؟ لأنها نصف ثورة.. أربعون سنة كانت كافية لغسيل مخ 6 مليون ليبي.. كانت كافية لقلب كل القيم رأسا على عقب.. فأصبح الغالي رخيصا والعارف بين الجهلة مجنونا والمواطن غريبا في وطنه.. وكانت كافية لتخريج أجيال بلا مبادئ..

تلك حقبة قد ولت إلي غير رجعة.. أما نصف الثورة الذي أقبل على ليبيا يوم 17 فبراير 2011 فإن المسؤولية السياسية والأخلاقية أمام الله والوطن والتاريخ تستلزم وتستوجب الأن وقبل فوات الأوان إعادة النظر والبحث عن نصف الثورة المفقود الذي ضاع بيننا في غفلة من الأيام.. لعل العاقل قد فهم..

إن نصف الثورة الذي ضاع بيننا ونحن نعنيه هو العقل والبصيرة والعودة إلي طريق الحق والعدل والصواب.. الذي يسعنا جميعا دون حرج أو إكراه أو إقصاء.. ولئن سألتموني ماذا أقصد.؟ لأجبتكم: حكم الدائرة الدستورية.. وصوت الشعب.

وما توفيقنا إلا بالله

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً